fbpx
أهم الأخبارالعيادة

بالتفاصيل .. تعرف على .. خديعة «حمى البحر المتوسط»

 

كتبت –  رحاب الخولي:

تقول الدكتورة آمال صبري، استشاري طب الأطفال والتغذية العلاجية، أن حمى البحر الأبيض المتوسط هومرض وراثي عائلي بسبب طفرة جينية في الجين المسؤول عن تقليل حدة الالتهابات مجهولة المصدر، مما يؤدي إلي إضطراب التهابي يسبب الحمي المتكررة مع إلتهابات مؤلمة بالبطن والرئتين والمفاصل.

و قد سمي بهذا الإسم لإنتشاره بين سكان البحر الأبيض المتوسط ، و يوجد بشكل بارز عند العرب واليهود الشرقيين والأرمن والأتراك واليونايين.

وقد حير هذا المرض كثيراً من الأسر وأختلف فيه الأطباء لتشابهه من حيث الأعراض مع أمراض أخري.

ومن أشهر أعراضه، ألم البطن الناتج عن التهاب حاد في الغشاء البرتوني المحيط بالأمعاء، و الذى يبدأ في ربع واحد من البطن لينتشر بعدها ليشمل كامل البطن، وتتراوح شدته ما بين خفيفٍ، فيشخص علي أنه تلبك معوي و شديدٍ لا يحتمل مع صعوبة فرد الظهر وقد يكون مصحوباً بقئٍ أو إنتفاخ أو إمساك، فيشخص خطأ ً على أنه إلتهاب في الزائدة الدودية مما يعرض بعض المرضى لإجراء عمليات جراحية بدون دواعي طبية. وعادة يصاحبه حرارة تكون مسبوقة برعشة تصل ما بين 38-40 وتبلغ ذروتها خلال 12-24 ساعة.

وأحياناً يكون هناك ألم في الصدر أيضا بسبب إلتهاب الغشاء البلوري المحيط بالرئتين والذي ممكن أن يمتد ليشمل الغشاء التيموري المحيط بالقلب.

والأطفال يكونون أكثر عرضة لآلامٍ وتورمٍ في الخصية نتيجة التهاب الأغشية المحيطة بها.

ومن الممكن أن يأتي المريض فقط بآلامٍ حادة في المفاصل، وعادةً ما يصاب مفصل واحد في النوبة الواحدة ويكون من المفاصل الكبيرة مثل الكاحل أو الركبة، وقد يتورم المفصل المصاب حتى يعوق المشي وقد يستمر ألم المفصل لمدة قد تصل من 4 أيام إلى أسبوعين، وأحياناً لا يصاحبها أعراض أخري مما يؤدي إلي تشخيص المرض في الأطفال علي أنه حمى روماتيزمية أو التهاب مفصلي روماتيزمي حدثي، وقد يصاحبها طفح جلدي أحمر على المفصل المصاب.

وفي بعض المرضى يظهر لون أزرق على مستوى الأظافر مع ظهور اللون الأصفر القاتم على الأصابع، كما يتغير أحياناً لون البول إلى اللون الداكن بالإضافة إلى احتوائه على زلال.

وتشرع الأعراض لدى معظم الحالات من سن 5 إلى 15 عاماً، وأحياناً تبدأ قبل الخامسة أو قد تتأخر حتى بعد الخمسين.

وتزيد احتمالية الإصابة به إذا تكررت نوبات الألم على الأقل أربع مرات يفصلها فترة زمنية ما بين أسابيع أو شهر، لا يعاني خلالها المصاب شيئاً، مع ملاحظة ارتفاع دلالات الالتهاب وعدد كرات الدم البيضاء أثناء النوبات، ويؤكد التشخيص بالدراسة الجينية.

ولا يوجد علاج له حتى يومنا هذا، ولكن وجد أن تناول “الكولشيسين” مدى الحياة يؤدي إلى عدم عودة النوبات في نسبة كبيرة من المرضى، أو تباعدها وقلة حدتها في آخرين، وهناك نسبة قليلة لا تستجيب له وفي مقدورهم استبداله بـ “ألفا إنتر فيرون”.

والاستمرار على “الكولشيسين” يمنع حدوث أخطر المضاعافات للمرض، ألا وهي الفشل الكلوي يتبعها الوفاة نتيجةً لترسب بروتين “الأميليويد” فى الكلى والذي يمكن أن يترسب في أعضاء أخرى مما يفقدها وظيفتها، وينصح المرضى بكثرة تناولهم للبابونج والشمر والثوم.

الدكتورة آمال صبري
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى