fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

أحمد فارس يكتب: مساعدى الصيادلة والطريق لإنهيار المهنة

 

إن انشاء ١٠ معاهد لتخريج مساعدين صيادله هي خطه طويلة الأجل لقتل مهنة الصيدلة واختزالها في قراءة الروشته وصرفها من علي الرف فقط لاغير، ففي الخمسينيات كان هناك ما يسمي بمساعد الصيدلي نظرا لقلة عدد الصيادله في هذا الوقت، وكان يساعده في معمله ويناوله الكيماويات لتحضير الدواء لكن في النهايه الدواء لا يسلم إلي المريض الا بعد أن يراجع الصيدلي الروشته واصنافها وجرعاتها وتفاعلات الأصناف مع بعضها، وفي النهايه الصيدلي هو المسئول عن سلامة صرف الروشتة.

وفي بعض دول الخليج نظرا لقلة عدد الصيادله وارتفاع رواتبهم يستعينوا خاصة في المستشفيات الحكوميه بعدد من المساعدين الهنود في كل صيدلية وتكون مهمتهم تحضير الروشته للصيدلي الواقف علي الشباك لتسليم الدواء، أيضا ترتيب الدواء علي الأرفف ومساعدة الصيادله في تحضير بعض المركبات البسيطه.

كان ممكن ان نقبل فكره المساعد في مصر اذا استمر عدد الصيادله في المجتمع مثل ما كان في السبعينيات والثمانينيات، ولكن بعد العدد الهائل من خريجى الجامعات الحكوميه والخاصه، أصبح هناك بطاله مقنعه فلا مكان للمساعدين حاليا في سوق الدواء ولا الحكومه.

ويتعجب الكثيرون ويقولون إن كثير من الصيدليات ليس بها صيادلة، والإجابه أن كثير من الصيادله تركوا المهنه واتجهوا للعمل في شركات الاتصالات والبترول والأغذيه، لارتفاع المرتبات في هذه الشركات، ويعد هذا اهدار للمال العام!!

فمن المعروف أن التكاليف و المصاريف التي تصرف علي خريج الصيدله سواء في الجامعات الحكوميه أو الخاصه هي الأعلي ما بين كل الخريجيين من الكليات النظريه الاخري وبعد هذا المجهود الدراسي والتكلفه الماديه يترك مهنته ويتجه لمجالات أخري.

اذا نحن أمام معادله صعبه السبب فيها سوء التخطيط والاداره لمنظومة التعليم وطلبات السوق وأيضا الصحة.

وبدلا من اصلاح هذه المنظومه لتستطيع أن تعود إلي مكانتها الطبيعيه وتجذب الصيادله إليها نسعي إلي تدمير هذه الصيدليات والسعي إلي القضاء علي آلاف الخريجيين سنويا بأن نستبدلهم بمساعدين.

والمكان الآخر والذي يستوعب آلاف الصيادله هو القطاع الحكومي الصيادله يقوموا بعمل كل شئ في هذا القطاع من مهام أمناء مخزن إلي مهام مساعد و مهام أخري، وقتها سيستبدل هؤلاء الصيادل بالمساعدين ويكتفوا بصيدلي واحد بدلا من عشره والتسعه الآخرين مساعدين، كما سيلغي التكليف و لن يستطيع القطاع الخاص تلبية مطالب الخريجيين المساعدين، بعدها سيطالبوا بتحويل معاهدهم إلي كليات ثم سيطالبوا بفتح صيدليات وتضيع مهنه بفعل فاعل.

مهنتنا يملئها الدخلاء وينهش بها “السوس” فلا داعي لتقنين هذا الوضع واعطاء الفرصه لمن “هب ودب” ليلعب بصحة الناس.

لماذا تتبني شركة أدويه هذا المشروع وما مصلحتها؟

نداء اخير للنقابه تحملوا مسئوليتكم ودافعوا عن مهنتكم ومستقبل الصيادله وأدوا الأمانة لوجه الله.

بقلم د. أحمد فارس

مؤسس رابطة أصحاب الصيدليات

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى