fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

إبداعات – منة الله علاء تكتب: مشهد تخيلي

– المشهد الأول:

“أبانا الذي في السما، أنت ع راسي إنما عندي سؤال، في كم سؤال بهلعمر، اجتمعوا براسي من القهر، والانهزام، أبانا الذي في السما انت ع راسي انما هذا حرام!”

ليتقدس الرب ولتتقدس مشيئته، ولننتظر اليسوع كي يعود إلى الأرض ويحكم، ستسيل الدماء لأجل الرب، وسنربط أحزمة الحديد في أفخاذنا، سنقطع لحومنا، ونجلد ظهورنا، سنكون كلمة الرب، ونطلق له ثلاثة ألسنة وليختر كل واحد منكم لسانًا ويسير به، نحن نحتضن جميع الاختلافات ..

أما عن الذين قتلوا لأجل الهتافات، فمجدناهم يومها، والآن سنقف مع قاتليهم، لأن الرب أراد لهم السيطرة، وحين يعود الرب مرة أخرى ستتوزع الحقوق.

اغفر لي، اغفر لي يا أبتِ قبل موتك، أنا بشري ضعيف، وأنت بشري أيضًا لكن يجب أن توجد لأجلي، حتى لا يشتعل صدري بآثامي، لكن قل لي أيها الأب، من سيغفر لك؟

هل الربّ يشفق إلى تلك الدرجة؟

 

– المشهد الثاني:

“البارحة لساته ولد، هلأ بلع البلد”

أما في باب الحكم، وولاية الأمر، فأنا أصلحكم، والخارج عني آثم، إن أفسدت فاصمتوا، وإن أحسنت فهللوا، ولا تقيموا علي قائمة، فإنها أمانة، وعليكم تكون خزي وندامة، سأوصلكم إلى القيعان وعليكم تعلم الصعود، وسأسقط الحلم وعليكم تعلم الافتداء، وليحيا من يحكم باسم الله، وليحيا من يحكم باسم الشعب.

يقول إمام المسجد، لا تبتئسوا، فهو في النهاية بشر، يصيب ويخطئ، وعلى كل الله أراد له المجئ، والله سيذهبه لو أراد.

وهنا أخذه الشيطان في النسيان، ولم يقل أننا قطيع نحمل اسم الرعية.

وبأننا لم نكن وطنًا ذات يوم كي نبحث عن مصير.

 

– المشهد الثالث:

“سيري ببطء يا حياة، كي أراكِ بكامل النقصان حولك.”

أما بعد، فالصبر الصبر يا ولدي، فالكل مجازى بما فعل، وافعل خيرًا تلقاه، وافعل شرًا تلقاه.

لكن يا سيدي، كل شيء ناقص، ولا توجد قوانين لكي تحكم الحياة، الجحور تختلف، لكن أجزم أن نفس الأفعى تخرج كل مرة.

 

– المشهد الرابع:

” واختفى وغاب ذلك المخلوق الذي لم يكن عزيزًا على أحد، ولا شيقًا بالنسبة لأحد.”

عزيزي الله، لقد كنت كريمًا علي لدرجة أنك لم تجعل قلبي يسقط في حب امرأة، وأنك صرفتني صرفًا عن هذا الطريق، يا إلهي! لو كنت أحببتُ لكنت تزوجتها، كيف لي أن أطعمها آن ذاك؟ كيف لي أن أحمل طفلًا بين ذراعي، أتعرف؟

إني أحب الأطفال، لكن أموت مرتين من صراخهم، مرة لأنه مؤلم، ومرة أخرى لأني لا أستطيع تلبيتهم.

لقد كنت كريمًا جدًا لدرجة أن آخر حذاء لي والذي يبلغ عمره ثلاثون سنة حتى الآن، إلا أنه ما زال يصلح، وأنا أضمد ثقوبه للنزع الأخير، وهكذا لن تتجمد قدماي، ولن تغرق في الروث.

سأنام الليلة وأنا أسعد أهل الأرض.

يمضي غدًا، لم يلحظ شوك الطريق لضعف بصره، يهترئ الحذاء، تتألم قدمه، يصرخ يا رب لم كل هذا! لقد تمزق الحذاء، ويرحل بعدها بهدوء.

 

– المشهد الخامس:

” هزّ السما صوتك، والعرش متهزش.”

حسنًا كانت تلك العبارة دمعة من نص باكٍ لأجل فتاة منتحرة، اتساءل كثيرًا، هل يصرخ المنتحرون قبل الذهاب لحتفهم؟ أم أن اهتزاز السماء هو ترجي منها لكي يصرخوا، لأن الأكثر غمًا من موتهم، أنهم ماتوا صامتين.

يجب على أحدهم أن يترك كلمة ما، أما أن يرحل صامتًا؟

أعتقد أن العالم يخبئ وجهه حينها، ويقول لنفسه تبًا! كم كنت حقير.

إذن لنملأهم بمزيدٍ من الألم، الألم يجعلهم يصرخون.

أما عن الله، فسيضاف الاسم لقائمة من حاولوا الهروب إليه عن طريق الموت، وأتساءل حقًا، هل وصلوا إليه أم لا؟

 

– المشهد السادس:

” الليلة دي، الليلة دي كل البشر لازم تموت”

نقول الجملة عن فقدان من نحب، نقولها عند احتراق حلب، نقولها عند اعدام ريحانة، نقولها عند انتحار زينب، نقولها عند مذابح فلسطين والعراق وسورية وبورما والشيشان، نقولها عند جوع الصومال، يقولها المعتقلون عند سحق أرواحهم بالأحذية، يقولها أهالي الشهداء عند تصدع الثورة، لقد قالها الكثير والكثير، إلا أنه لم يمت أحد.

لم يتعثر مسير الماء في جوف الظالم ويدخل جهازه التنفسي فيشعر باختناق ويموت.

لم تسقط صاعقة على من قتلوا ريحانة.

لم يمت أحد، لن يموت أحد، وهذا ما يؤكد “رعب أكبر من هذا سيجئ”

تقول صديقتي، لا يوجد مثل حزن صلاح عبد الصبور.

 

– المشهد السابع:

يفترض أن تكون الجملة هكذا:

ما دمنا سنعيش إذن فلنحزن، ما دمنا سنموت إذن لنحبّ.

ولأنني عرفتُ أن الموت أقرب، لا تكترث لهذا الهراء في الأعلى إذن..

فقط دعني أقبّل عينيك وأمضي.

يقولون أن العين بوابة الروح.

منة الله علاء

طالبة بكلية الطب جامعة شبين الكوم

منة الله علاء
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى