fbpx
أهم الأخبارتقارير وحوارات

إلغاء حكم بدل العدوى .. حلم الأطباء يعود للمربع صفر (القصة الكاملة)

 

أكثر فئة تتعرض للعدوى بحكم عملها وسط المرضى والأمراض، ولكنها الفئة الأقل فى بدل العدوى المقرر لهم .. يشعر الأطباء بظلم شديد نتيجة استمرار حصولهم على بدل عدوى 19 جنيه شهريًا منذ عشرات السنوات دون زيادة، وسلك الأطباء خلال السنوات الأربع الماضية المسلك القانونى لإلزام الحكومة برفع بدل العدوى، وحصلوا فى البداية على حكم لصالحهم، إلا أن القضاء الإدارى قرر اليوم إعادة القضية للمربع صفر، وألغى الحكم.

4 سنوات من النضال القانوني

على مدار 4 سنوات كافح الأطباء من خلال الطريق القانوني، للوصول إلى حقهم بزيادة بدل العدوى، المتجمد منذ عشرات السنوات ويبلغ 19 جنيهًا شهريًا، ورفعت نقابة الأطباء دعوى قضائية فى 2014 أمام القضاء الإدارى لإلزام الحكومة برفع بدل العدوى لـ 1000 جنيه شهريًا كحد أدنى.

وفى نوفمبر 2015 أصدر القضاء الإدارى حكمًا بإلزام الحكومة بزيادة بدل العدوى للأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة، بما لا يقل عن 1000 جنيه شهريًا، إلا أن الحكومة لم تنفذ الحكومة واستشكلت لوقف تنفيذه إلا أن المحكمة رفضت الاستشكال على وقف تنفيذ الحكم وأصبح واجب النفاذ.

ولكن فى نفس التوقيت قبلت المحكمة الإدارية العليا الطعن الحكومى على الحكم، ونظرت الطعن على مدار شهور طويلة، إلى أن أصدرت حكمها اليوم بإلغاء الحكم الأول، واعتبرت أن بدل العدوى الحالى مجحف، ولكنه يحتاج لتدخل تشريعى من البرلمان، ولا يجوز للقضاء إلزام الحكومة بذلك.

صورة ارشيفية لوقفة احتجاجاية للمطالبة ببدل العدوى

5 قصص لشباب الأطباء الذين توفوا نتيجة العدوي

انتفاضة الأطباء لزيادة بدل العدوي، جاءت بعد تكرار وفيات شباب الأطباء خلال السنوات الأخيرة، بسبب العدوى الناتجة عن أعمالهم، ورصد “دكتور نيوز” 5 قصص لشباب لأطباء الذين توفوا نتيجة العدوى.

الدكتور أسامه راشد من الأطباء الذين دفعوا حياتهم نتيجة تفانيه في عمله وإخلاصه أصيب بعدوى قاتلة بالجهاز التنفسى فى فبراير 2014 وتوفى على اثرها وعمره لا يتعدى 38 عاما، وكان يعمل طبيب نساء وتوليد بمستشفى المنصورة بالدقهلية، وهو أب ل3 أبناء أكبرهم بالمرحلة الابتدائية وأصغرهم تركه الأب طفل رضيع لم يكمل عامه الأول.

البداية كانت عندما أصيب الفقيد بعدوى الجهاز التنفسي من أحد المرضى تم على اثرها حجزه بالعناية المركزة حتى توفي في 2 فبراير 2014، وبعد مرور أكثر من عامين على وفاة الطبيب الشاب لم تعترف حتى الآن وزارة الصحة بأن وفاته كانت نتيجة إصابته بالعدوى حتى يتم صرف تعويض عادل لأسرته.

الوضع لم يختلف كثيرا عن الدكتورة دعاء اسماعيل والتى توفيت وهى حامل نتيجة عدوى بالجهاز التنفسي، فى عمر 25 عامًا، وكانت تعمل بالوحدة الصحية بكفر مجاهد بمركز السنبلاوين.

وفى 10 يناير 2014 شعرت بضيق فى التنفس، أدى إلى تدهور حالتها حتى تم حجزها بالعناية المركزة وتوصيلها بجهاز التنفس الصناعى، وفى وقت قصير توقفت عضلة القلب عن العمل وأجرى فريق العناية المركزة عملية إنعاش قلبي رئوي مع إعطاء المريضة العقاقير اللازمة ولكن لم تستجب المريضة .

لتفارق الطبيبة الشابة حياتها فى 14 يناير 2014 تاركة الالم الفراق لأسرتها.

القصة الأشهر كانت للدكتورة داليا محرز التى توفيت فى نوفمبر 2015 وعمرها لايتجاوز الثمانية وعشرون عامًا، وتركت طفلًا رضيعًا لا يتجاوز عمره وقتها عامًا ونصف، وكانت تعمل بوحدة الشيخ زايد الصحية بالاسماعيلية، والتى تحولت لأيقونة لانتفاضة الأطباء من أجل بدل العدوى.

البداية عندما أصيبت الدكتورة داليا بارتفاع فى درجة الحرارة نتيجة عدوى أثناء عملها بأحد القوافل الطبية بالإسماعيلية أدت إلى اصابتها بالتهاب في الأغشية المحيطة بالمخ “التهاب سحائى”، وتم حجزها بالرعاية المركزة بمستشفى الإسماعيلية الجامعى وهى فى حالة غيبوبة كاملة  حتى صعدت روحها إلى بارئها.

وقفة سابقة للأطباء للمطالبة بحق داليا محرز

أما الدكتور محمد سعد هو طبيب شاب لم يتعد عمره 32 عاما كان يعمل جراحًا بمستشفى الساحل التعليمي أصُيب بعدوى  قاتلة نتيجة إصابته بفيروس في الدم.

وبحسب ما قالته زوجته فإن الطبيب الشاب توفي بعد أن تدهورت حالته الصحية وراح في غيبوبة تامة تم على اثرها حجزه بمستشفى محمود التخصصى حتى توفي في نوفمبر 2014.

ولم يختلف الدكتور محمد سعد عن حالة الدكتور ياسر البربري والذي يبلغ من العمر 32 عاما وكان يعمل بمستشفى القناطر الخيرية العام، وتوفي نتيجة إصابته بعدوى الجهاز التنفسي، والتى تسببت فى إصابته بمرض الالتهاب الرئوي.

وكالعادة رفضت وزارة الصحة الاعتراف بأن الطبيب الشاب فقد حياته نتيجة إصابته بالعدوى أثناء عمله رغم مطالبة أسرته ذلك.

حيثيات الحكم الأول: 40% من العاملين بالصحة يصابوا بفيروس B

أعلن الحكم الصادر فى 28 نوفمبر 2015 والخاص بزيادة بدل العدوى, أنه طبقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية, فإن العبء العالمي للأمراض الناجمة عن التعرض المهنى للعدوى بفيروس الالتهاب الكبدي B” تصل إلى 40 % بفيروس الالتهاب الكبدي C تصل إلى 4.4 % بين العاملين في الصحة.

وأوضح الحكم فى حيثياته أن الأطباء منهم من لقي حتفه اثر اصابته بالعدوى وهو فى عمر الزهور تاركا أرملة واولاد صغار لذلك فإن العدالة والمنطق القانوني يقتضي أن يتم الاستجابة لمطالبهم.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى