fbpx
أهم الأخبارحكاوي

“ابن رشد” صاحب أول كتاب يطرح التفكير العلمي في الطب والذي لقبه الأروبيين بـ”averroes”

كتبت – فاطمة الخطيب

“إنَّ صناعةَ الطبِّ هي صناعةٌ فاعلة عن مبادئ صادقة، يُلتمس بها لحفظ صحَّة بدن الإنسان وإبطال المرض، وذلك بأقصى ما يمكن في واحدٍ من الأبدان”، بتلك الكلمات عرف القاضي والطبيب مُحمَّد بن رُشد الأَندُلسي، علم الطب كما لم يتطرق إليه أحد من سابقيه.

درس ابن رشد الطب على يد أبي جعفر بن هارون ولازمه مدة، برع من خلالها في علوم الطب، حيث ألف ما لا يقل عن عشرين كتاباً، البعض منها تلخيصات لـ”جاليونس” والبعض الآخر مصنفات ذاتية تمت ترجمتها للعبرية واللاتينية.

ومن أشهر الكتب التي ألفها وترجمها “ابن رشد” والذي عرفه من خلالها الأروبيين وتعلمو منها هي: الكُلِّيات (في الطبِّ)، كتاب المزاج لجالينوس، مَقالة في الترياق، بالإضافة إلى كتاب بداية المجتَهد ونِهاية المقتصد.

ويعد كتاب “الكليات” أول وأشهر كتاب يطرح التفكير العلمي في الطب للمناقشة، والذي شرح من خلاله وظائفَ أعضاء الجِسم ومَنافِعَها بشكل دقيق، بالإضافة إلى الجوانبَ المتنوِّعة للطبِّ، من حيث المعالجة ومنع انتشار الأوبئة والتشخيص.

عندما ألف “ابن رشد” كتاب “الكليات” طلب من أبي “مروان بن زهر” أن يؤلف كتاباً في الأمور الجزئية ليكونا كتابين كاملين في صناعة الطب كما وصفهما “ابن رشد”، قائلاً: “فهذا هو القَولُ في مُعالجة جَميع أَصناف الأَمراض بأوجز ما أَمكنَنا وأَبيَنِه”.

كما قسم “ابن رشد” الطب إلى ثلاثة أقسام أولها: “الموضوع” وهو بدنُ الإنسان، ثانيها “الغاية” وهي حفظُ الصحَّة وإزالة المرض، ثالثها “الوسائلُ” وهي التي تُحفَظ بها الصحَّة ويُزال المرض.

كان “ابن رشد” يرى أن الاشتغال بعلوم الطب تزيد الإيمان في القلب حيث قال: “من اشتغلَ بعلمِ التَّشريح ازدادَ إيماناً بالله تعالى”، توفي “ابن رشد” والذي لقبه الأروبيين بـ “أفيروس” عن عمر 75 سنة مخلفاً ورائه تراث من العلوم الطبية التي تدرس حتى الآن، كما أنجب ولداً عالماً بالطب يلقب بـ “أبو محمد عبد الله”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى