الخرس الانتقائي.. السبب المجهول وراء تأخر نطق الأطفال لسنوات

تكتسب حالة الصمت التي قد تصيب بعض الأطفال خطورة حقيقية، إذا تم تشخصيها على أنها من علامات الرهبة في التحدث، ولم يتم إدراجها تحت مفهوم أشمل لأعراض مرض “الخرس الانتقائي”.
فإلى جانب الخجل، يؤدي الخرس الانتقائي إلى أن يخوض الطفل تجربة قلق شديدة مما يجعله عاجزا تماما عن التحدث لمعظم الناس، ليس فقط في مرحلة الطفولة ، وإنما يمتد الأمر إلى المراحلة العمرية اللاحقة.
تقول ليندسي ليتنجتون، منسق جمعية المعلومات والأبحاث الانتقائية للخرس (سميراء) : “على الرغم من أنه يعتقد أن الخرس الانتقائي يؤثر على واحد من بين 150 طفلا، فإنه غير مسموع نسبيا، ولم تسجل حالة واحدة للخرس الانتقائي، وذلك أيضا رغم العوامل العاطفية والنفسية والاجتماعية التي تصاحبه.
وأضافت أنه كان يعتقد في الماضي أن هؤلاء الأطفال قد يكونوا يتلاعبون أو غاضبون، ولكن الأبحاث تشير الآن بقوة إلى القلق الاجتماعي، على غرار “رهبة المسرح” أو بالأحرى “الخرس الانتقائي”.
وتشمل بعض العلامات أو أعراض الخرس الانتقائي؛ عدم القدرة على إجراء اتصال بالعين، والعصبية، والاحراج الاجتماعي، وعدم القدرة على بدء المحادثات، فضلا عن ارتفاع مستويات القلق، وميل البعض لفترات نوبات الغضب أو العدوان في المنزل بسبب الاحباطات الشخصية.
ووجهت ليتنجتون نصيحة للآباء الذين يشعرون بالقلق نحو أطفالهم قائلة إنه “قد يكون هناك الكثير من الأطفال ممن يعتقد آباؤهم أنهم خجولون، ولكن الخرس الانتقائي هو أكثر من الخجل العادي، وقد يصبح أكثر وضوحا عند وصول الطفل لسن المدرسة، ويجب على أي شخص يشعر بالقلق حيال صمت أطفاله الصغار، أن يناقش مخاوفهم سواء مع المدرسة، أو مع الطبيب”.
ورغم أن المصاب بـ “الخرس الانتقائي” يستطيع التحدث بحرية لأفراد الأسرة أو من يتعامل معهم باستمرار، لكنه لايستطيع التحدث خارج تلك الدوائر.
وغالبا ما يظهر الخرس الانتقائي في الأطفال الصغار، ويبدأ في كثير من الأحيان عندما يلتحق الطفل بالمدرسة، أو عندما يتعرض لصدمة مفاجئة مثل وفاة أحد أفراد أسرته أو غيرها من الصدمات.
قد يستمر الخرس لسنوات أو حتى عقود، مما يجعل الأشخاص غير قادرين على التعبير عن الجزء الأكبر من حياتهم في المراحل العمرية اللاحقة، لذلك يحتاج المرض للعلاج فور اكتشافه في مراحل مبكرة جدا.