fbpx
أهم الأخبارالعيادة

الدكتور وليد سرجان يكتب: التقدم بالسن .. والتعامل مع الشيخوخة

إن تقدم الانسان بالعمر أمر محتوم وأما الوصول إلى الشيخوخة فلة خصوصيته البيولوجية والنفسية والاجتماعية والمرضية.

وبالتالي فإن عملية تقدم السن في الشيخوخة يمكن اعتبارها عملية تحويل الانسان السليم الى الشيخ الضعيف المعرض للأمراض والإصابات ثم الموت، ويبدو أن هناك دور للعوامل الوراثية ولو جزئياً في هذه العملية، ولكن أن يعيش الانسان بطريقة وأسلوب صحيح وبعادات ملائمة هي أكثر تحكماً في عملية الشيخوخة، ويلعب الدماغ دوراً اساسياً في عملية الشيخوخة وخصوصاً جذع الدماغ الذي يتحكم في الكثير من العمليات البيولوجية.

ولابد للإنسان ان يبدأ بالاهتمام بجسمه أكثر وبصورة شاملة فالقلب قد يتضخم والشرايين تصبح أقل مرونة وقد يرتفع الضغط ولا شك أن النشاط الجسدي والمشي يخفف من هذه الأثار ،ولابد من الطعام المتوازن الصحي وتجنب التدخين والتعامل الجيد مع الضغوط النفسية والنوم لساعات كافية ،وأما بالنسبة للعضلات والمفاصل فإن العظام قد تصغر بالحجم وتقل كثافتها وهذا يجعل العظام أكثر عرضة للكسور ويكون التأثر الحركي أقل مما يعني ضرورة التخفيف من بعض الأعمال التي فيها تسلق سلم أو عمل صيانة في المنزل، ولابد من الأنتباه لفيتامين D والكالسيوم ومصادرها من مشتقات الألبان وبعض الخضروات واللوز. ولا شك أن النشاط البدني مهم في الحفاظ على لياقة الجسم لأطول فترة ممكنة.

وفي الجهاز الهضمي يميل الانسان مع تقدم العمر للامساك ولذلك لابد للانتباه للطعام وعدم اغفال الخضار والفواكه التي يجب أن تشكل ثلث الطعام على الأقل.

وللاستمرار بالسيطرة على المثانة والسيطرة على البول لابد من التبول لشكل منتظم وأن يبقى الوزن مناسب وتقوية عضلات الحوض وتجنب الكافيين والكحول والمشروبات الغازية.

والأكثر اهتماماً لابد ان يكون الحفاظ على الذاكرة ولأطول فترة ممكنة ويكون هذا باستمرار النشاطات الرياضية والطعام المتوازن والنشاط العقلي المستمر مثل القراءة ومتابعة الانترنت والتلفزيون، وكما أن استمرار وتطور العلاقات الاجتماعية من ضروريات حماية الصحة النفسية مع تقدم العمر، ولابد من التأكيد أن العادات العربية والاجتماعية مفيد الى حد كبير، والحفاظ على الصحة والتعامل مع أي من الأمراض النفسية أو الجسدية بالشكل اللازم حتى لا يؤثر على الذاكرة.

والتعامل مع الشيخوخة إن الشيخوخة لها أبعاد عديدة وتغيرات في أجهزة ووظائف الجسم المختلفة، كما أن هناك تغير في الواقع الاجتماعي والنفسي، وهناك من ينكر الشيخوخة ويريد الاستمرار بحياته كما هي مهما تقدم به العمر، وهناك من يعتبر نفسه مسن وغير قادر على فعل أي شيء وهو بالخمسينات من العمر. فهل من الضروري أن يتعلم الانسان في عمر السبعين كيفية استعمال الهواتف الذكية والانترنت؟، وما المانع؟، قد لا يكون قادر على اتقان هذه التكنولوجيا إلا أنه يستفيد من هذه المعرفة بلا شك، والوصول لسن التقاعد يمكن أن يكون بداية لمرحلة جديدة من الحياة فيها الكثير من الجوانب المفيدة وأوقات الفراغ التي لم تكن متاحة في سنوات العمل، ومن التغيرات الاجتماعية أن الأبناء والبنات يغادروا المنزل بعد زواجهم وقد يصبح البيت الكبير فيه الزوجين فقط، وهذا يشير الى ضرورة التواصل مع الأصدقاء والجيران والأسرة الممتدة، لأن وقت الفراغ كبير والميل للوحدة والتشاؤم قد يزداد، وعندما يتوفى أحد الزوجين يكون الأثر كبير على الزوج أن يكمل حياته في البيت لوحده أو أن يعيش لدى أحد الأبناء. مع تقدم عمر الأنسان في بلادنا ووصوله إلى أكثر من سبعين سنة فإن عدد أكبر من كبار السن يعانوا الوحدة والإكتئاب والفراغ، ولابد من التفكير في حلول اجتماعية مناسبه.

                              الدكتور وليد سرحان

مستشار الطب النفسي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى