fbpx
أهم الأخبارابحاث و دراسات

«الصحة العالمية» تستحدث أداة جديدة للحد من انتشار «المضادات الحيوية»

أعلنت منظمة الصحة العالمية اعتماد أداة جديدة لتسريع العمل، بهدف الحد من انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، ومواجهة التكاليف العالية التي تتكبدها ميزانيات الدول جراء ذلك، موضحًا أن هذه الأداة تأتي لمواجهة التقدم البطيء في هذا المجال، برغم ما تمثله مقاومة مضادات الميكروبات من تحدٍ كبير للصحة العامة في العالم حاليًا.

وقالت المنظمة -في تقرير صدر في جنيف اليوم الثلاثاء- إن الأداة الجديدة تم تطويرها من خلال قائمة الأدوية الأساسية للمنظمة لاحتواء المقاومة المتزايدة لمضادات الميكروبات، وجعل استخدام المضادات الحيوية أكثر أمانًا وفعالية، مبينًا أن تلك الأداة تصنف المضادات الحيوية إلى ثلاث مجموعات، هي: “الوصول”، و”المراقبة”، و”الاحتياطي”، وتحدد تلك المجموعات المضادات الحيوية التي يجب استخدامها لعلاج العدوى الأكثر شيوعًا وخطورة والتي يجب أن تكون متوفرة في جميع الأوقات في نظام الرعاية الصحية والتي يجب أن تستخدم بشكل متفرق أو محفوظة وتستخدم فقط كملاذ أخير.

وأضافت المنظمة أن الحملة الجديدة تهدف إلى زيادة نسبة الاستهلاك العالمي للمضادات الحيوية في مجموعة “الوصول” إلى 60% على الأقل، وتقليل استخدام المضادات الحيوية الأكثر عرضة لخطر المقاومة من مجموعتي “المراقبة” و”الاحتياطي”، مشيرةً إلى أن استخدام المضادات الحيوية من مجموعة “الوصول” يقلل من خطر المقاومة، باعتبارها مضادات حيوية ضيقة الطيف، وتستهدف كائنات دقيقة محددة، إضافة إلى أنها أقل تكلفة، لأنها متوفرة في تركيبات عامة.

وتابعت المنظمة أن مقاومة مضادات الميكروبات تمثل تهديدًا عالميًا للصحة، وهو ما تم التأكيد عليه في تقرير صدر مؤخرًا عن مجموعة التنسيق الدولية حول مقاومة مضادات الميكروبات، والذي أشار إلى أنه في الوقت الحالي، يُقدر أن أكثر من 50% من المضادات الحيوية في العديد من البلدان تستخدم بشكل غير مناسب، مثل استخدامها لعلاج الفيروسات، بينما تعالج فقط الالتهابات البكتيرية، أو أيضًا استخدام المضادات الحيوية الخطأ من حيث المجموعة التي يصنف ضمنها هذا المضاد الحيوي، وبالتالي المساهمة في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات.

ولفتت المنظمة إلى أن العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تعاني من فجوات هائلة في الوصول إلى المضادات الحيوية الفعالة والملائمة، منوّهةً بأن وفيات الأطفال نتيجة الالتهاب الرئوي -المقدرة عالميًا بما يقرب من مليون شخص سنويًا- ما زالت بسبب نقص إمكانية الوصول إلى المضادات الحيوية، وتتكرر في كثير من أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن أكثر من 100 دولة وضعت خططًا وطنية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، فإن حوالي خُمس هذه الخطط فقط يتم تمويلها وتنفيذها.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إن مقاومة مضادات الميكروبات تُعد من أكثر المخاطر الصحية إلحاحًا في العصر الحالي، كما أنها تهدد بالتراجع عن التقدم الطبي الذي دام قرنًا من الزمان، مناشدًا جميع البلدان أن تعمل على تحقيق توازن بين ضمان الحصول على المضادات الحيوية المنقذة للحياة، وإبطاء مقاومة الأدوية، عن طريق حفظ استخدام بعض المضادات الحيوية لتكون فقط لعلاج أصعب أنواع العدوى، داعيًا الدول إلى تبني تلك الأداة الجديدة للمنظمة في مواجهة هذا التحدي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى