الصين تستعين بالذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء في القرى الفقيرة

اتخذت مقاطعة قوانجدونج الصينية الجنوبية زمام المبادرة في تقديم الذكاء الاصطناعي إلى القرى الفقيرة بإطلاق مساعد ذكي يساعد الأطباء على إجراء التشخيص الطبي المبكر، وتقديم العلاج للمرضى دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى.
وفي الماضي، كانت المعدات التي تُستخدم في الخزانة الطبية بمستشفيات المقاطعة، عبارة عن سماعة طبية وجهاز قياس ضغط الدم الزئبقي القديم فقط، وفي حالة الأمراض الخطيرة أو المعقدة، كان يضطر الأطباء لإرسال المريض إلى المقاطعات المجاورة بسبب نقص الموارد، حتى تم تطوير هذا المساعد الذكي.
وحسب ما ذكرته صحيفة الشعب الصينية، طور مستشفى قوانجدونج العام بالتعاون مع المؤسسة الصينية للبحث العلمي، مساعد “دينج بيي” الذكي، وهو عبارة عن جهاز طبي مزود بشاشة “إل سي دي” يزن قرابة 2.5 كيلوجرام، ويسهل حمله في أي مكان، وهو قادر على التشخيص الطبي للحالات المرضية المعقدة بمعدل دقة يصل إلى 95%.
ووفقا للدكتور تيان جون تشان، مدير مستشفى قوانجدونج العام، يضم جهاز “دينج بيي” الذكي أكثر من 118 ألف مصطلح طبي، ويغطي أكثر من 2000 مرض شائع، كما يحمل بيانات نحو 90% من الأمراض المشخصة في المستشفيات المجتمعية العادية، مما يجعله أكثر دقة في تشخيص الأمراض بنسبة تصل إلى 95%.
ويقول تشانج: “مع الجهاز الذكي الجديد، يمكن للقرويين الحصول على تخطيط القلب الكهربائي في المنزل، دون حاجة للذهاب إلى مستشفى المدينة، علاوة على ذلك، يمكن أيضًا جمع المعلومات الصحية مثل مستوى الأكسجين في الدم ومعدلات النبض، ويمكن تخزينها إلكترونيًا لفترة طويلة”.
وإذا كان طبيب القرية لا يزال غير متأكد من التشخيص، يمكن إجراء المزيد من التشخيصات من قبل الأطباء بمستشفيات الدرجة الثالثة بعد تلقي وصف المريض، والصور، والفيديو وغيرها من المعلومات من خلال تطبيق خاص عبر الإنترنت، كما يمكن لأطباء القرى أيضًا كتابة وصفات طبية مباشرة على “محطة العمل المتنقلة” باستخدام هواتفهم المحمولة.
وقال هوانج فيى، نائب مدير لجنة الصحة بمقاطعة قوانجدونج: “بعد الإطلاق الناجح لنظام الذكاء الاصطناعي في القرى المنكوبة بالفقر في مدينة تشينج يوان، سيتم تقليل الوقت وتكلفة النقل بين المنزل والمستشفى، كما سيتم التغلب على مشكلة نقص الموارد بالمستشفيات الفقيرة”.
وأضاف هوانج أن قوانجدونج ستروج تدريجيا لهذه الخدمة الطبية فى 2777 قرية موبوءة بالفقر هذا العام، ومن المتوقع الانتهاء من هذه المهمة بنهاية هذا العام.
وتسعى البلاد من خلال “خطة الصين الصحية 2030” التي كانت أعلنت عنها عام 2016، إلى تعزيز التنمية في مجالات الرعاية الصحية الرئيسية، وتحسين نوعية حياة الناس، اعتماداً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.