المسكنات وخطورتها على الكلى
تعتبر المسكنات من الأدوية شائعة الاستخدام و التي يتناولها الكثير بدون الرجوع للأطباء، والمسكنات بكافة أشكالها سواء كانت أقراص أو كبسولات أو فوار أو حقن أو لبوس لها نفس التأثير و نفس الخطورة علي الكلي، بل هناك دراسات حديثة افادت بان الدهانات الموضعية والكريمات المسكنة قد تشكل خطورة ايضا علي الكلي، يعتبر اكثر المرضي استخداما للمسكنات هم مرضي العظام و الامراض الروماتيزمية، حيث ان هذه الامراض قد تكون مزمنة مما يضطر المريض لتناول المسكنات لفترات طويلة.
كذلك من الاخطاء الشائعة عند السيدات هو تناول المسكنات بجرعات كبيرة اثناء الدورة الشهرية لتخفيف الالم.
تأثير المسكنات علي الكلي لا يعتمد فقط علي طول الفترة ولكن هناك بعض الحالات تأثرت فيها الكلي بمجرد تناول جرعة بسيطة لمدة قصيرة، تأثير المسكنات علي الكلي له عدة أشكال، فقد تؤدي المسكنات إلي التهاب الكلية الخلالي الحاد أو المزمن الذي قد يتطور الي فشل كلوي مزمن أو قد تؤدي أيضا إلي نخر الحليمات الكلوية (ضمور و موت خلايا الكلية).
وفي بعض الاحيان تؤدي المسكنات ايضا الي متلازمة الكلى النفروزية، هذا طبعا بالاضافة الي ارتفاع ضغط الدم الذي قد تسببه ايضا المسكنات وقرح المعدة و خلافه، طبعا تأثير المسكنات يكون اقوي في المرضي الذين يعانون اصلا من قصور في وظائف الكلي ومرضي السكر خصوصا ومرضي الضغط المرتفع، لذلك كنصيحة عامة لا تفرط في المسكنات ولا تأخذ اي علاج الا بعد استشارة الطبيب وإذا كنت ستستخدم علاج معروف بأن له تأثير سلبي علي الكلي (للضرورة القصوي) لذلك لابد من متابعة وظائف الكلي دوريا اثناء تناول هذا العلاج و ينصح باستشارة طبيب الكلي لانه في بعض الاحيان يجب تظبيط جرعة بعض الادوية بما يتناسب مع وظائف الكلي.
د. هيثم عزات
استاذ م امراض الكلي و السكر بطب عين شمس
