fbpx
أهم الأخبارالعيادة

تكيس المبيضين ( مشكلة الشابات وهاجس المتزوجات)

 

 

يعتبر تكيس المبيضين من أشهر المشاكل الهرمونية النسائية، مما يجعله السبب الأشهر تقريبا لتأخر الإنجاب فى العصر الحديث، حيث تتعرض له حوالى 10% من النساء فى مرحلة الإنجاب ( من سن 20 وحتى سن 40 )، وذلك منذ أن لاحظ لأول مرة كل من العالم شتاين والعالم ليفينثال فى العام 1935م .

هذا بالإضافة للعديد من المشاكل الأخرى التى يكون فيها تكيس المبيضين المتهم الرئيسى والمدخل الرسمى وأهمها مرض السكر. وما يميز هذا المرض غالبا ويقلق الفتيات و السيدات هو زيادة الوزن، وعدم انتظام الدورة الشهرية إلى درجة تصل إلى انقطاعها تماما لفترات طويلة قد تصل إلى السنة. هذا بالإضافة إلى بعض الأعراض التى لا تقل أهمية عند النساء مثل ظهور حب الشباب المزعج، وكذلك تساقط شعر الرأس بغزارة ، وظهور الشعر السميك بالمناطق الذكورية كالذقن والشارب.

ويمثل تأخر الإنجاب الهاجس الأساسى والمزعج للسيدات اللاتى أصيبن بهذا المرض. أما عن سبب هذا المرض فمازال غامضا ومازال البحث عنه جاريا على قدم وساق، ألا أنه من المعلوم أن له علاقة وثيقة بمرض السكر ومقاومة الجسم لهرمون الإنسيولين الذى يفرز عن طريق البنكرياس.

وعلى الرغم من أنه هناك تشابه كبير بين تكيس المبيضين والعديد من الأمراض الأخرى، إلا أنه أصبح من السهل التمييز بينهم بوسائل مؤكدة مثل استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية للمبيضين، وبعض الفحوصات المعملية لبعض الهرمونات النسائية وغيرها.

وما أن يتم التأكد من التشخيص السليم لتكيس المبيضين حتى تبدأ رحلة العلاج التى تتطلب منظومة متكاملة من أكثر من تخصص طبى، والتى عادة ماتتكون من طبيب النساء مع أطباء السمنة والتغذية والسكر وقد يكون طبيب الجلدية من فريق العمل.

ويعتبر تنظيم الغذاء أهم خطوة فى العلاج حيث أن التخلص من الوزن الزائد عن طريق الحمية الخاصة بالإقلال من النشويات والدهون والسكريات، بالإضافة للوسائل الأخرى لإنقاص الوزن وعلى رأسها ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وفى حالة النجاح إلى العودة بالجسم للوزن الطبيعى فأن مشكلة تأخر الإنجاب تكون قد قاربت على الحل.

ويمثل العلاج الدوائى خطوة هامة متمثلة فى محاولة التخلص من مقاومة الجسم لهرمون الإنسيولين عن طريق عقار الميتفورمين الذى أثبت تأثيرا طيبا ملحوظا، إلا أنه مازالت الدراسات والأبحاث الطبية لم تحسم ضرورة استخدامه بصورة قاطعة.

وللتغلب على مشكلة تأخر الإنجاب الممتدة لفترة طويلة، أوالتى لم تستجب للعلاج الدوائى، فإنه يمكن اللجوء لتنشيط المبيضين دوائيا باستعمال المحفزات، أو باستخدام تقنيات الوسائل المساعدة على الإنجاب مثل التلقيح الصناعى بسائل الزوج ، أوعن طريق أطفال الأنابيب أوالحقن المجهرى.

كما أن اللجوء للتدخل الجراحى مثل عمل كى للمبيضين عن طريق منظار البطن قد أضاف وسيلة سريعة وفعالة للعلاج، على الرغم من أن ذلك يمثل عبئا ماليا ونفسيا أكبر.

أما عن المشكلة التجميلية المتمثلة فى الشعر الزائد بالوجه، والذى غالبا مايكون سميكا ومزعجا للفتاة أوالسيدة، فإن العلاج الدوائى قد يزيلها، وإلا فإن الأمر قد يتطلب مساعدة أخصائى الأمراض الجلدية لاستعمال تقنية الليزر التى تعطى نتائج مبهرة وسريعة.

ونظرا لأهمية مشكلة تكيس المبيضين، فإن البحث العلمى مازال يسعى لأن يقدم له الجديد كل يوم من خلال البحث عن عقاقير جديدة خالية من الأعراض الجانبية تساهم فى التخلص من مشكلة العصر وخير مثال لذلك هو عقار ال ( إينوسيتول )، الذى – وإن كان –  مازال فى طور التجربة إلا أنه يمثل أملا جيدا حيث أنه يتوفر فى العديد من المواد الغذائية.

إن المشكلة التى طالما حيرت الأطباء وأثارت قلق السيدات، لم تعد ذلك الكابوس المرعب، بل صارت وحشا أمكن استئناسه وترويضه.

دكتور / بهاء الدين عبد الحميد

استشارى أمراض النساء والولادة  

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى