fbpx
أخبار البلدأهم الأخبار

دراسة جديدة تؤكد أن التوحد ليس مجرد مرض في الدماغ ويرتبط بالخلايا العصبية

كتب – محمد حسام الدين:

تتميز اضطرابات التوحد (أي إس دي إس) بالتفاعلات الاجتماعية الضعيفة والسلوكيات غير الطبيعية، وكثيرا ما تكون مصحوبة بردود فعل غير طبيعية للمؤثرات الحسية.

ويعتقد أن سبب التوحد عموما يرجع إلى عجز في نمو الدماغ، ولكن دراسة أجريت مؤخرا على الفئران، ونشرتها مجلة “سيل” العلمية الأمريكية، أشارت إلى أن بعض جوانب الاضطرابات، بما في ذلك الاضطراب عبر اللمس، والاضطرابات الاجتماعية، ترتبط بعيوب في منطقة أخرى من الجهاز العصبي، وأجزاء أخرى من الجسم تصل المعلومات الحسية إلى الدماغ.

يقول كبير معدي الدراسة ديفيد جينتي، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد ومعهد هوارد هيوز الطبي: “لقد كان الافتراض الأساسي أن التوحد هو مرض في الدماغ، ولكن وجدنا أن تلك النظرية ليست شاملة”.

وأضاف : “التقدم المحرز في مجال علم الوراثة في الفئران جعل من الممكن بالنسبة لنا دراسة الجينات المرتبطة بالتوحد عن طريق تغيير في أنواع معينة من الخلايا العصبية ودراسة آثار ذلك”.

في الدراسة الجديدة، فحص الباحثون آثار الطفرات الجينية المعروفة التي ترافق التوحد في البشر، وعلى وجه الخصوص ركزت على Mecp2، والذي يسبب متلازمة ريت، وهي نوع من الاضطراب كثيرا ما يرتبط بالتوحد، ولاحظوا اثنين من الجينات الأخرى المتصلة بسلوكيات أشباه التوحد أيضا.

ويعتقد – بحسب الدراسة – أن هذه الجينات ضرورية لتطبيق الوظيفة الطبيعية للخلايا العصبية، حيث ربطت دراسات سابقة هذه الطفرات إلى مشاكل مع الخلايا العصبية وكيفية تواصلها مع بعضها البعض.

يقول جينتي: “على الرغم من أننا نعرف العديد من الجينات المرتبطة بالتوحد، وضعنا أمامنا تحديا وهدفا رئيسيا للعثور على مكان في الجهاز العصبي يحدث المشكلات، ومن خلال هندسة الفئران التي لديها هذه الطفرات فقط في الخلايا العصبية الحسية الطرفية، وجدنا أن الطفرات ضرورية وكافية لجعل الفئران مصابين بفرط حساسية غير طبيعية للمس”.

وقام الباحثون بقياس كيفية رد الفئران لمنبهات اللمس، مثل سحابة خفيفة من الهواء على ظهورهم، واختبار ما إذا كان يمكن التمييز بين الأشياء مع مواد مختلفة، ولم تستطع الفئران التمييز بين مختلف المنبهات.

وتظهر هذه النتائج أن الفئران مع الطفرات الجينية المرتبطة بالتوحد لديها عجز في التصور عن طريق اللمس.

والمثير للدهشة، أن الحيوانات المصابة بطفرات جينات التوحد فقط في الخلايا العصبية الحسية المحيطية أظهرت قلقا متزايدا وتفاعلا أقل مع الفئران الأخرى.

وعلى ضوء هذه الدراسة، يبحث العلماء حاليا التوصل لحل لمعضلة الطفرات الجينية المرتبطة بالتوحد عن طريق اللمس وتطبيقها على البشر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى