دكاترة في مواجهة الكفيل.. قصص النصب والاحتجاز التي تعرض لها الأطباء والصيادلة في السعودية

كتبت – فاطمة الخطيب
تحسين الدخل الهدف الرئيسي الذي يسعى ورائه كل طبيب مصري؛ لانخفاض مستوى الأجور في مصر، وتحقيقًا لتحسين الأجر يلجأوا للسفر للعمل خارج البلاد سواء في الدول العربية أو غيرها.

وتحت نظام الكفيل الموجود في دول الخليج، يواجه الأطباء والصيادلة المصريين، أنواعًا كثيرة من الظلم، خاصة في المملكة العربية السعودية، التي شهدت قصصًا كثيرة لأطباء وصيادلة، تعرضوا لظلم الكفيل وجهات التحقيق في المملكة، وتنوعت أشكاله بين احتجاز ونصب ووصلت للتعذيب.

وكان أخر هذه القصص، الطبيبة أسماء عبد الفتاح كامل، التي نشرت فيديو منذ أيام قليلة، تستغيث فيه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، من ظلم كفيلها الذي احتجز جواز سفرها وتصريح إقامتها وهددها بالسجن، وتواطأت معه جهات التحقيق هناك، وكل هذا نتيجة رفضها العمل خارج تخصصها.

https://www.youtube.com/watch?v=CE5DdCMo2gw

1500 جلدة لطبيب بسبب أميرة

الحدث الأشهر في التعدي على الأطباء المصريين بالسعودية، كان حكم المحكمة السعودية عام 2008، على الطبيب المصري رؤوف أمين العربي، بالسجن خمسة عشر عاما و1500 جلدة، بعد إدانته بالتسبب في إدمان أميرة السعودية بالمروفين المستخدم في علاجها.

وعلى الرغم من أن الطبيب المصري أوضح، أنه كان يستخدم جرعات متناقصة من المروفين حتى شفيت وأنها أدمنته عندما تعالجت في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن طبيبًا سعوديًا اتهمه بشراء المروفين لمدة سنتين كاملين، وتخلت عنه أسرة الأميرة وذلك لإخفائهم الخبر.

وفي نفس العام تقدم استشاري التخدير والعناية المركزة محمود السيد، إلى إحدى شركات السمسرة لإيجاد فرصة عمل له، ووصله الرد على الفور بإيجاد مستشفى خاص له بمرتب مجزي، وعندما استلم الطبيب المصري عمله، وجد أنه الوحيد في العناية المركزة، ووجد الكثير من المخالفات منها نقص الأدوية، بالإضافة إلى التعدي عليه من قبل صاحب المستشفى والكفيل له نتيجة اعتراضه على عدد ساعات العمل المبالغ فيها وانتهاك شروط العقد بينهم.

فتقدم “السيد” إلى إدارة القضايا بمكتب العمل لحل الأزمة، لكن علم أنهم لديهم علم بتجاوازت المستشفى، وخاصة أن وزير القوى العاملة في ذلك الوقت أرسل خطابًا في عام 2005 للمستشار العمالي بمدينة جدة؛ لتحذيره بالتعامل مع تلك المستشفى، ولكن أكد الخبراء القانونيون له في ذلك الوقت أن المشكلة قد تستغرق عامين لحلها مع الكفيل.

6 أطباء يتعرضون للنصب فى مركز واحد

وفي عام 2010، تقدم 6 من الأطباء المصريين المتواجدين بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية بشكوى ضد مركز طبي يعملون لديه، وقالوا أن صاحب المركز الطبي والكفيل لهم رفضوا صرف مستحقاتهم المادية لمدة 6 أشهر.

ولم يكتف الكفيل بذلك، بل رفض استقالتهم وعودتهم إلى مصر، ماجعلهم يلجأون إلى القنصلية المصرية لحل المشكلة.

وبحلول عام 2011، تقدم طبيب مصري آخر مقيم بالمملكة العربية السعودية، يدعى محمد علي حميد أخصائي الجراحة والتجميل، بشكوى لمكتب العمل ضد كفيله، متهمًا إياه بالإخلال في العقد وإيقافه عن العمل، حيث أراد الكفيل إجباره على الرجوع لمصر دون صرف مستحقاته المالية، مبررًا ذلك بعمله في مكان آخر، الأمر الذي جعل زوجته تلجأ في مصر لوزراة الخارجية للتدخل وحل أزمة زوجها.

وفي نفس العام اتهم الصيدلي المصري إسلام يوسف المقيم بالسعودية، شركةالأدوية “فايزر” باضطهاده والاستيلاء على حقوقه ورواتبه لمدة 7 سنوات، الأمر الذي دفعه لمناشدة وزير الخارجية محمد كامل عمرو في ذلك الوقت لحل مشكلته.

وبالفعل تم التدخل والاتفاق مع الشركة على عودته إلا أن الشركة خلفت العهود، واتهمته بالتهرب من العمل وألغت تأشيرة خروجه، نتيجة خلاف قبل 7 سنوات بين المدير الإقليمي للشركة، وبين الصيدلي المصري.

احتجاز من قبل ورثة الكفيل

كما تعرض طبيب الأنف والأذن والحنجرة أسامة الصاوي، الذي كان يعمل بالمملكة العربية السعودية عام 2015، إلى الاحتجاز من قبل ورثة كفيله بعد أن توفي، ورفضوا رجوعه إلى مصر لمدة عامين، بالإضافة إلى عدم صرف مكافئة نهاية الخدمة له، وعندما لجأ للقنصلية المصرية في السعودية ردت بعدم وجود إقرار يسمح له بالسفر، ما جعله يطلب من أهله في مصر الوصول للمسؤولين لحل أزمته.

قصة الصيدلانية رحاب

وفي سياق تلك الأزمات التي يتعرض لها الأطباء والصيادلة المصريين في الخارج، واجهت الصيدلانية المصرية رحاب عبد الجابر اتهامات من قبل كفيلها وصاحب مستوصف بدر السما الذي تعمل به، مضمونها: التهرب من العمل، وبيع أدوية منتهية الصلاحية، ونقص أصناف من الأدوية تقدر بعشرة آلاف جنيه.

وعلى الرغم من تبرئة المحكمة لها إلا أن الكفيل السعودي الباكستاني الأصل، عدنان غلام يماطل طوال العام لعدم سداد مستحقاتها المالية.