fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

د. أحمد حسين يكتب: هل أصبح المصريون حقل تجارب

التجارب السريرية التي تسبق إجازة دواء أو جهاز طبي ليست مرفوضة و لكنها تتم في إطار قانون و إجراءات واضحة وشفافية بالأخص مع الأشخاص الأصحاء التي تتم عليهم التجارب في المرحلة الأولى،و كذلك المرضى المصابين في المرحلة الثانية من التجارب،و يحاطوا جميعًا بأهداف التجارب و طبيعة الأدوية و الأضرار الجانبية و أيضًا يتلقون مقابل مادي حسب الفترة المستخدمة، وضروريًا أن يكون الباحثون القائمون على التجارب السريرية مختصون و لديهم خبرات سابقة في مجال التجارب السريرية..فهل الحكومة المصرية تقوم بالتجارب السريرية على مرضى كورونا و الأهم هل تتبع القوانين و أخلاقيات المهنة في تلك التجارب أم تحول المصريون لحقل تجارب.

فقد تواصلت على خدمة الواتساب التي تقدمها منظمة الصحة العالمية للرد على الاستفسارات و أكدت(المضادات الحيوية لا تفيد ضد الفيروس و تعمل فقط ضد العدوى البكتيرية و لذا يجب عدم استخدامها للوقاية من كورونا،المنظمة لا توصي بتناول الأدوية ذاتياً بما فيها المضادات الحيوية كوقاية أو علاج لكورونا،و هناك تجارب اكلينيكية عديدة تتم حالياً،حتى الآن لا يوجد لقاح أو أدوية للوقاية أو العلاج من فيروس كورونا،و المصابين بالفيروس لا بد أن يتلقوا الرعاية للتخلص من الأعراض،و أولئك المرضى الذين في اعياء شديد يجب حجزهم بالمستشفى،و معظم المرضى يتم شفاؤهم بالرعاية المساعدة،اللقاحات الممكنة و بعض الأدوية لعلاج كورونا تحت الفحص و يتم اختبارها خلال التجارب الاكلينيكية)،تواصلت مع أحد الخبراء المعنيين و التابع لمنظمة الصحة العالمية فأكد لي صحة تلك المعلومات و جزَّم بأنه لم يتم التصريح بأية أدوية كعلاج معتمد لكورونا.

أيضاً كذبت هيئة الغذاء و الدواء الامريكيةFDA الخميس 19 مارس الرئيس الامريكي ترامب عندما أعلن اعتماد دواء الملاريا لعلاج كورونا،و الأجمل أن سبقتها وزارة الصحة المصرية بالتصريح الاربعاء 18 مارس بأنه لا يوجد علاج معتمد لكورونا و استخدام أدوية الملاريا غير سليم..و أنها تتبع بروتوكول علاجي موحد تشرف عليه منظمة الصحة العالمية،أعقبت ذلك هيئة الدواء المصرية في حسم قاطع للجدل بتصريح الأحد 22 مارس يؤكد أنه( لم يتم اعتماد دواء للعلاج أو الوقاية ضد الفيروس حتى الآن،و ان المستحضرات المحتوية على مركب الهيدروكسي كلوروكين مسجلة فى جمهورية مصر العربية وخارجها ومصرح باستخدامها حالياً في علاج الملاريا والذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، هذا المركب له العديد من الآثار العكسية ومن ضمنها التأثير السلبي على عضلة القلب وتلف في الشبكية كما أن المستحضر له العديد من التفاعلات مع الأدوية الأخرى من ضمنها أدوية السكر وبعض أدوية القلب، لذلك يجب ألا تستخدم هذه المركبات بدون توجيه وإشراف طبي لضمان الاستخدام الآمن للمستحضر وتفادي اي مخاطر او اثار عكسية،و بعدم استخدام المستحضرات المحتوية على مركب الهيدروكسي كلوروكين إلا بعد اعتماد استخدامه من خلال بروتوكول علاج محدد وبمستشفيات متخصصة في علاج مرضي كورونا وتحت توجيه وإشراف طبي)..أما الأخطر فكانت في مداخلة وزيرة الصحة مع عمرو أديب مساء الجمعة 20 مارس و منها (إحنا عندنا لجنة علمية التي أقرت بروتوكولات العلاج و من أول يوم حطينا بعض الأدوية الي بعد كده اتكلموا عنها بتجيب نتائج)و أكد عليها عمرو أديب(يعني حضرتك بتقولي خبر دلوقتي إن الإدارة المصرية كانت بتستخدم هذه الأدوية الي الناس بيتكلموا عليها دلوقتي من أول يوم كنتم حاطينها في البروتوكول بتاعكم!

تأكدت من أطباء بمستشفى اسنا المخصصة لعزل و رعاية المصابين بكورونا في الصعيد أن الأدوية بالفعل تستخدم للمرضى..و عندما سألت صديقي استشاري جراحة العيون عن تأثير أدوية الملاريا على الرؤية فأجاب(مع الاستخدام المزمن ممكن يعمل Maculopathy”اعتلال القرنية”علشان كده بيتعمل للمرضى الي بياخدوه فحص قاع عين كل3-6 شهور،و المفروض يتم قبل بداية تناوله عمل فحص قاع عين لتحديد إذا ما كان المريض يعاني من أمراض في الشبكية أم لا و التسجيل و ابلاع المريض و أهليته و بعدها يتم فحص دوري كل سنة لمدة 5 سنوات يشمل قاع العين و مجال الابصار،و ذلك لأن إصابات الشبكيةالناتجة عنها تكون غير مرتجعة و تسبب تأثير شديد على الرؤية لا يتحسن و لكنه يتوقف التدهور عند مرحلة اكتشافه و عليه يتم الاختيار بين الاستمرار مع معرفة ضرره الشديد على العين أو وقفه و تأثيره على تطور المرض المناعي و حدة أعراضه).

بروتوكول علاج وزارة الصحة 1

أعدّت وزارة الصحة بروتوكولاً للتشخيص و العلاج و قامت بنشره للأطباء الأثنين 23 مارس،أختصر لك أهم المعلومات فيه(في حالة تم حجز المريض في مستشفيات العزل المخصصة لحجز الحالات المشتبه بها يعطي المريض سوائل و مضاد حيوي من عائلة السيفالوسبورين و عقار التاميفلو حسب التقييم الطبي،و إذا تم ظهور تحليل PCR ايجابي يتم تحويل المريض لمستشفيات العزل المخصصة لعلاج الحالات المؤكد إصابتها،إن كانت أعراض المرض حرجة يتم دخول المريض العناية المركزة و إن كانت شديدة فيعطي المريض أدوية تاميفلو و أدوية الملاريا”الكلوروكين” و في حالة وجود موانع لاستخدام الاخير يتم استخدام مزيج من عقارين لوبينافير و ريتونافير”يستخدما لمرضى الإيدز”،أما لو كانت الأعراض بسيطة إلى متوسطة فيُعطى أيضاً نفس الأدوية و لكن مع عدم ذكر استخدام المزيج)و يذكر المنشور أن البروتوكول العلاجي تم مراجعته من أطباء عددهم 12 و ذكر أسماءهم و جهة عملهم منهم اثنين في تخصص الأمراض الصدرية،أربعة في تخصص أمراض الجهاز الهضمي و الكبد و الأمراض المعدية،اثنين في تخصص العناية المركزة،واحدة في الصحة العامة،رئيس قطاع الطب الوقائي بالوزارة،مدير إدارة الحميات بالوزارة ومدير إدارة الصدر بالوزارة).

استمع إلى مداخلة وزيرة الصحة الاثنين 16 مارس أيضًا مع عمرو أديب،و منهانصًا (بعثات التقصي الي إحنا بعتناها في الأقصر طلبنا إن منظمة الصحة العالمية تصطحبنا علشان تكون مراقب علينا و إذا كانت لها توجيهات أكثر إحترازية نعملها و ده الي حصل،طلبنا رسمي إن تيجي بعثة خارجية خالص تاني تعمل تقييم تاني،بعثة متعددة من منظمة الصحة العالمية جايلنا يوم 24 الشهر ده،فجيبلنا مجموعة خبراء بناء على طلب و تنسيق مع منظمة الصحة العالمية،لتقييم برده الاجراءات الاحترازية)،مر اليوم الرابع و العشرون من مارس و لم تعلن وزارة الصحة قدوم هذه البعثة المتعددة أم لا..ربما يزيد الأمر توضيحًا ما نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها تحت عنوان التعريف الواضح للتجارب السريرية و فيه نصًا (تتضمن التجارب السريرية عادةً مشاركين من أكثر من مؤسسة، ومن أكثر من بلد. وحيث أن لكل بلد احتياجاتها الخاصة من أجل بحوث التجارب السريرية التي تجري داخل حدودها فإنه من الممكن إدراج التجربة الواحدة في أكثر من مكتب تسجيل، وبذلك تظهر على قاعدة معطيات أكثر من سجل. أحد المضاعفات الأخرى هي أنه قد تختلف المعطيات التي تظهر في قاعدة بيانات كل سجل حول تجربة واحدة: على سبيل المثال، قد يتم إدخال عنوان التجربة أو بلدان الاستخدام بشكل مختلف، أو قد يكون أحد السجلات أحدث من الآخر)

بروتوكول الوزارة 2

هل يستدعي ما سردته أن تخرج وزيرة الصحة و لجنتها العلمية لتصدر بياناً يؤكد استخدام تلك الأدوية للمرضى في مستشفيات العزل و ما الدليل العلمي على فاعليته و هل تم إجازته من أي جهة معتمدة و هل تم إخطار المرضى بأثاره الجانبية و إجراء فحوصات العين لهم،أيضاً هل اللجنة العلمية المذكورة في منشور الوزارة هي التي تحدثت عنها الوزيرة و هل هي تم تكوينها حديثاً لوضع بروتكول علاجي للكورونا أم هي نفسها اللجنة العلمية الدائمة التي تنظر في طلبات شركات الأدوية و الموجود مثلها في كل تخصص في وزارة الصحة منذ عقود..أسئلة مهمة تنشط ذاكرتنا قصراً نحو جهاز”اللواء عبد العاطي” لعلاج فيروس الإلتهاب الكبدي،و أصبح لزاماً على الحكومة أن توضح إجابة شافية لها حتى لا يشعر المصريون أنهم حقل تجارب و أنهم لا ثمن.

د. أحمد حسين 

عضو سابق بمجلس نقابة الأطباء

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى