د. خالد سمير يكتب: المجانية المزعومة

كلمة المجانية هى تعبير سياسي و ليس اقتصادى فلا يوجد أى شئ مجانى حقا و كل شئ له تكلفه … و معنى التعبير سياسيا هو تعهد الحكومة بأن تكون الخدمة على نفقة الدولة . و حيث أن الدولة المصرية منذ ٥٢ تحولت تدريجيا من دولة غنية دائنة إلى دولة فقيرة مثقلة بالديون فقد مرت تغطية تكلفة الخدمات بمراحل عديدة … المرحلة الأولى هى بيع الإحتياطى من الذهب لسد العجز الدائم فى الموازنة و هو مانتج عنه تدهور قيمة العملة المصرية تدريجيا و المرحلة الثانية هى تثبيت رواتب العاملين بالقطاع الخدمى بالرغم من زيادة معدلات التضخم و هو ما أثر على مستوى الحدمات نتيجة عدم تفرغ هؤلاء العاملين و خاصة فى قطاعى الصحة و التعليم و نشأة قطاعات موازية لكسب الرزق بالعمل الخاص ثم بدأت مرحلة استخدام أموال التأمينات و المعاشات و بيع الأصول لسد عجز الموازنة ثم وصلنا الى مرحلة التوسع فى الاستدانة داخليا و خارجيا فى محاولة سد العجز و تأجيل المواجهة…….الكلام عن أشخاص و التناحر حول فضل هذا أو جريمة ذاك لا يفيد اليوم …… لم يكن هناك يوما خدمة مجانية كلنا تعلمنا و تداوينا على نفقة الشعب و ما وصلنا إليه اليوم هو نتاج كل ما سبق و لا يمكن الإستمرار فى نفس الطريق …..لم يعد هناك مجال لمزيد من التدنى فى الخدمات …. لم يعد هناك مجال لمزيد من الديون …… لم بعد العاملون فى القطاع الخدمى قادرون على مزيد من تحمل الفقر و الحاجة.

                                                                                                            بقلم د. خالد سمير
عضو مجلس نقابة الأطباء