د. مني مينا تكتب: موقفنا من تخفيض مدة دراسة الطب

نظام جديد لدراسة الطب ..

تمتلئ الصحف حاليا بالكلام على النظام الجديد لدراسة الطب .. النظام الجديد إختصر دراسة الطب إلى خمسة سنوات بدلا من ست سنوات .، مع مضاعفة فترة الامتياز إلى سنتين بدلا من سنة واحدة ، المفترض أن هذا التعديل يهدف لتحسين مستوى التدريب العملي للأطباء حديثي التخرج ..

الموقف الرسمي لنقابة الأطباء أننا وافقنا على تخفيض فترة الدراسة لخمس سنوات و رفضنا مضاعفة سنة الامتياز ..

لماذا ..

لأن الكلام -الحقيقي- على ضعف مستوى التدريب العملي للطبيب حديث التخرج ، لن يحله مضاعفة سنة الامتياز بأوضاعها الحالية لتصبح سنتين ، و لن يحله أيضا وضع كتيب تدريب نظري ، نعرف جميعا أنه كتاب نظري ليس له أي علاقة بالتريب الفعلي في فترة الامتياز ..

المشكلة في ضعف التدريب في فترة الامتياز أن أغلبها يضيع في تسخير أطباء الإمتياز في مشاوير توصيل الأشعات و العينات ، و حجز الدم و ما شابه .، مع فرص قليلة للتدريب العملي ..

المشكلة أيضا أن أطباء الامتياز بأقسام المستشفيات يكونون تائهين ، لا توجد خطة حقيقية لتدريبهم و لا يوجد مسئولين عن تنفيذ هذه الخطة ..

يحتاح تحسين مستوى التدريب لخطة عملية يتفرغ لها طبيب الامتياز ، أي لا يكون مكلف دائما بتوصيل العينات و الاشعات ، كما يتطلب خطة تدريب حقيقية يتابع تنفيذها أستاذ محدد بكل قسم ، مع تقسيم امتياز كل قسم لمجموعات صغيرة يتابع تدريب كل مجموعة مدرس و عدد من المدرسين المساعدين بالقسم ، باختصار تصبح هناك خطة حقيقة يتفرغ للالتزام بتنفيذها أطباء الامتياز ، و توضع مسئوليات تدريب محددة على فريق كامل من أعضاء هيئة التدريس بالمستشفى الجامعي ..

و إذا فكرنا بشكل أكثر عملية و انسانية فيجب أن نفكر في توفير مكان لمبيت أطباء الإمتياز النوبتجيين بالمستشفيات (كيف يمكن أن أطلب من أي شخص العمل و التدرب لمدة 24 ساعة دون وجود مكان لقليلا من الراحة ؟؟) ، و حل مشاكل عدم وجود تغطية تأمينية لعلاجهم ، هذا إذا كنا نفكر فعلا في جعل سنتي الامتياز سنتين مفيدتين لتخريج طبيب كفء ..

أما إذا تناسينا كل مشاكل الإمتياز و إكتفينا فقط بمضاعفته لسنتين بدلا من سنة ، فكل ما سنستفيده هو مضاعفة سنة السخرة الحالية إلى سنتين ..

الدكتورة مني مينا

عضو مجلس النقابة العامة للأطباء