fbpx
أهم الأخبارحكاوي

عبد اللطيف البغدادي .. أول من حدد أعراض مرض السكري

كتب عمرو محمد

هو عالم موسوعي وطبيب حكيم ولد عام 557 هجرية و 1162م وتوفي عام 1231للميلاد و 629 هجرية كان يمارس الطب علمًا وعملا وتعليمًا وله فيه الدراسات الوافرة والمختصرات المفيدة لمتعلمي فضلا عن أصالة منهجه في الملاحظة والتشخيص والكشف عن الأسباب والعلامات.

زار البغدادي كثيرا من المدن الإسلامية المشهورة بعلمائها مثل الموصل ودمشق والقاهرة والقدس كي يتتلمذ على كبار العلماء هناك ويجالس الكثير منهم فكان كثير الترحال بين مختلف البلدان العربية والإسلامية وكان يحمل معه من الكتب ما استطاع.

درس البغدادي الطب في الأزهر الشريف وتفنن في هذا المجال حتى صار من كبار الأطباء ويجمع المؤرخون والمترجمون على أن البغدادي كان شديد الذكاء وسريع الحفظ واسع الاطلاع غزير المعرفة وكان عالما باللغة العربية والفقه والفلسفة والطب والنبات كما كان كثير التأليف فألف وصنف كتبا كثيرة في الطب والنحو والمنطق وأصول الدين والحيوان والنبات كما قام بشرح وتفسير واختصار كثير من كتب الأقدمين وقام البغدادي باختصار كتاب الأدوية لابن وافد وعلق عليه.

وكان البغدادي من المتضلعين في علم النبات فأوجز كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري وعلق وشرح كتاب ديسقوريدس في صفات الحشائش كما ذكر تفاصيل ما شاهده من نبات مصر وشرح بعضه وعلق عليه فضلا عن شهرة مؤلفه الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر الذي وصف فيه أرض مصر من حيث السكان والحيوان وطبيعة الأرض فالبغدادي كان من الذين دونوا مشاهداتهم للنبات في مختلف بقاع العالم فانتاجه العلمي متكامل من الناحيتين النظرية والتجريبية.

ولم يبق من مؤلفات البغدادي إلا بعض الكتب القليلة ومخطوطته في مكتبة البودليان في أوكسفورد وقد ترجم إلى الألمانية عام 1790م والي الفرنسية عام 1810م والي الإنجليزية عام 1964م وهناك كتاب ما بعد الطبيعة وكتاب مقالة في الحواس والمسائل الطبيعية في مكتبة الأسكوريال وتصل مؤلفات البغدادي إلى 67 كتاب ومقالة

اشتهر موفق الدين عبداللطيف البغدادي باستقلاله في الرأي فلم يكن يأخذ بما سلم به علماء العرب والمسلمين من آراء علماء اليونان مثل جالينوس في الطب وديسقوريدس في علم النبات وأرسطو في علم الحيوان وغيرهم مستندا إلى الملاحظة العلمية الدقيقة والبرهان العلمي الواضح فاتبع البغدادي منهج ابن الهيثم وابن سينا.

ومن الإنجازات الطبية للبغدادي ريادته في معرفة داء السكري وان كان الفضل في اكتشافه يرجع لعلماء الصين في القرن الثالث الميلادي فوضع التسلسل المنطقي في تعريفه ووصف العلامات السريرية لداء السكري اعتمادا على الملاحظة العلمية وحدد أعراضه مثل كثرة البول العطش الشديد وتعرض البدن للهزال رغم عدم توفر المعلومات الكيميائية والحيوية والفيسيولوجية التي نملكها الآن.

أما فيما يخص الطب والتشريح انتقد البغدادي ما ذهب إليه جالينوس في تركيب العظام فاعتمد على مشاهدة تل من الجثث يقرب من 20 ألف جثة إضافة إلى كونه من كبار الصيادلة المسلمين والمعتمدين في استخراج عقاقيرهم من النباتات التي تجود بها البيئة وعرف الأعشاب وخصائصها الطبية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى