fbpx
منتدي الدكاترة

الدكتور جمال الدرجلى يكتب: الطبيب كائن بشري يجوع ويتعب ويمل

لكل من هو ليس بطبيب و يتمتع بحياة إنسانية عادية، الطبيب هو الكائن الحي الوحيد الذي يعمل بشكل متواصل يومًا كاملاً و في بعض الأحيان عدة أيام بدون نوم، و إذا حالفه الحظ لدقائق معدودة بلا كوارث فإنه ينام هكذا، رجاء لا تزعجه بشكوى سخيفة، ليست جريمة أن تراه هكذا، ليست جريمة أن يتركك ليقضي حاجته، وأن تدخل عليه حتى في قسم الطوارئ و تراه يأكل، فهو في النهاية بشر، يجوع و يتعب و يمل، رجاء قد تحتاج إليه يومًا ليكون سببًا في إنقاذ حياتك أنت أو من تحب.

تعب الدكاترة

لا تستهلك طاقته و صبره في السخافات، قد تنهكه فيخطئ أو يسقط ميتًا من التعب (يحدث هذا فعلا) فتكون حياة إنسان هي الثمن.. لا تلمه إن لم يحضر زفافك بالتأكيد وجوده بين المرضى و الصراخ ليس أفضل من الأغاني والحلوى لكنه أسير عمله.

لا ترهقه بشكوى سخيفة أو مشاكل تافهة عندما يذهب ليعيش ككائن بشري عادي لساعات قليلة خارج المستشفى، لا تطرق بابه لشكوى مرضية بالتأكيد هو متشبع بشكوى الناس خصوصا إذا كانت تافهة.

ت

بيته ليس بمستشفى فالطبيب كأي شخص يعمل في أي مهنة يحتاج إلى معدات و مكان مجهز لمساعدتك وأعلم أنه مهما أبتسم فوجهك لكرم خلقه فهو بالتأكيد يكره تحويلك بيته إلى عيادة كما أنك تكره أن يتحول منزلك لمتجر أو حمامات عمومية أو محطة قطار.

عندما يضع السماعة على صدرك و يسمع شكواك و يصف لك العلاج حتى لو في بضع دقائق فاعلم أنه ليس بعمل سهل فقد يمضى عشرين سنة من الدراسة و العمل المضني ليصل إلى تشخيص مرضك وتحمل مسؤولية الحفاظ على حياتك بدون هامش خطأ مسموح.

تعب الدكاترة.jpg2

لا تبخسه حقه ولا تستهن بعمله، إن رأيت طبيب يحشر في مواصلات أو يهان في عمله أو يعيش فقيرًا ونظرت له نظرة إستخفاف فعلم أن ما به ليس بسبب عيب فيه ولكن العيب فيك، فعندما يكون لحياتك قيمة في بلادك سيكون لمن يحافظ عليها قيمة.

طالما الأطباء لا وزن لهم فعلم أن حياتك لا وزن لها، من تراه بهذا الشكل المتواضع و بتلك الإمكانيات المعدومة سيكون مسؤولًا عن حياتك وموتك في لحظة آتية لا محالة إذا شاء الله، ساعتها ستعلم كم هي رخيصة حياتك.

واخيرًا رسالة إلي وزارة الصحة ولجنه الصحة بالبرلمان وإلي وسائل الإعلام الذين يحملوا الأطباء مسؤولية وفشل وإنهيار المنظومة ونقص الأجهزة والإمكانيات “ارفعوا ايديكم عن الأطباء ويكفي ما نعانيه من نقص في أعداد الأطباء وهروبهم من الوزارة والسفر للخارج”.

تعب الدكاترة.jpg3

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى