أهم الأخبارحكاوي

أبو الطب أبقراط… قضى على السحر والشعوذة وقسم الأطباء عند التخرج

 

كتب عمرو محمد

 

ابن اقليدس بن ابقراط ولد فى جزيرة كوس باليونان عام 460 قبل الميلاد وورث علوم الطب عن أبيه وجده ، و برع فيها على مدار سنوات عمره التي بلغت 90 عاما .

قبل أبقراط كانت أساليب العلاج القديمة تعتمد على السحر والشعوذة التى كان يمارسها الكهنة فى المعابد ، و كانت العلوم الطبية حكراً على عائلات محددة وكان يتواراثها الأبناء عن الأباء والأجداد وكانت تعتبر سراً من الأسرار يجب ألا يتعلمه أحد خارج نطاق العائلة .

ولكن عندما جاء ابقراط وكان طبيباً بالوراثة بدأ بتعميم العلوم الطبية على كل من أراد التعلم وهو أول طبيب اتخذ له تلاميذ يعلمهم هذة العلوم من خارج نطاق عائلته مثل ثاسلس وذواقن وفولوبس،

وأعتمد أبقراط في ممارسته للطب على الملاحظة الدقيقة في مكونات جسم الإنسان، وكان يؤمن أن لكل حالة مرضية  تفسير علمي لها عكس ما كان منتشرا في عصره.

تعامل الطبيب الأسطورة مع الجسم البشري ككتلة واحدة مترابطة، وهو أول من قام بوصف مرض الالتهاب الرئوي والصرع عند الأطفال، و كذلك أول من قال أن أساس الصحة هو الطعام الصحي والهواء النقي والنظافة والراحة

ألّف أبقراط أكثر من 50 كتاب فى علوم الطب وجعلها متاحة للجم ويعد أأول من قام بتدوين الطب، وسلك في تأليف الكتب ثلاث مسالك : الأول الألغاز، و الثاني الإيجاز، وفي مسلكه الثالث اعتمد البيان والتصريح، وقد علم عنه العرب نحوا من ثلاثين كتابا وقيل ستين كتابا منها كتاب الأجنة وكتاب طبيعة الإنسان وكتاب الأهوية والمياه والبلدان وكتاب الفصول وغيرها.

أبقراط هو أيضا من نقل إلى العربية في العصر العباسي عدد من الكتب التي تحمل اسمه ذكر منها صاحب الفهرست (كتاب عهد بقراط بتفسير جالينوس)، الذي ترجمه حنين إلى السّريانية وأضاف إليه، وترجمه حبيش وعيسى بن يحيى إلى العربية، وكتاب (الفصول بتفسير جالينوس) الذي ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (تقدمة المعرفة بتفسير جالينوس) فقد ترجم حنين متنه إلى العربية ثم ترجم التفسير عيسى بن يحيى، وكتاب (الأمراض الحادة بتفسير جالينوس)، وهو خمس مقالات ترجم عيسى بن يحيى ثلاثاً منها، وكتاب (الكسر بتفسير جالينوس) ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (إبيديميا) نقله إلى العربية عيسى بن يحيى، وكتاب (الأخلاط بتفسير جالينوس) نقله إلى العربية عيسى بن يحيى، وكتاب (قاطيطيون بتفسير جالينوس) ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (الماء والهواء بتفسير جالينوس) ترجم حنين متنه إلى العربية وترجم التفسير حبيش بن الحسن، وكتاب (طبيعة الإنسان بتفسير جالينوس)، ترجم حنين متنه إلى العربية وترجم التفسير عيسى بن يحيى.

وضع أبقراط نظرية الأخلاط وهى نظرية تعتمد على أن الجسم يحتوى 4 مكونات وهى الدم-الدم-البلغم-الصفراء-والسوداء وأن الإنسان يتمتع بالصحة الكاملة إذا امتزجت هذه العناصر بنسبها الصحيحة، أما في حالات المرض أو الموت فينقص بعضها أو يزيد أو يفسد، كما كان يعتقد في أن هذه الأخلاط تتأثر بالجو والطعام ومزاج الفرد واختلاف محيطه.

حاول أبقراط أيضا تخليص الطب من تأثير الفلسفة عليه فقال: إن النظريات الفلسفية لاشأن لها بالطب ولاموضع لها فيه، وإن العلاج يجب أن يقوم على الملاحظة، وعلى تسجيل كل حالة من الحالات السريريّة وكل حقيقة من الحقائق المرضية، وإن الإهتداء بالأعمال الطبية إنما يكون بالخبرة والتجربة العملية .

أقر أبقراط بالعدوى في الإصابة بالكثير من الأمراض مثل الجرب والرمد والسل، ووصف الصرع وصفا دقيقا، وتكلم بإسهاب عن التهاب الغدة النكافية وحمى النفاس وحمى الثلث وحمى الربع وبعض آفات غشاء الجنب والرئتين.

تخيّل مقعداً من الخشب يسمح بشد العظام لردّ الخلوع والكسور المتبدلة وإعادة العظام المصابة إلى مواضعها، ويذكر له ماقدم من تعليمات عن تحضير غرف العمليّات الجراحية وتنظيم الضوء فيها وتنظيف اليدين والعناية بالأدوات الجراحية وإيضاح طريقة استخدامها وطرق تضميد الجروح وغيرها من التفاصيل.

استخدم أبقراط الأدوية التى كانت معروفه آنذاك ، وأكثر ما كان يعتمده منها: المقيئات والحجامة والكمادات والمراهم والتدليك، ولم يلجأ كثيراً الإستدماء دماء.

وكان اعتماده على الغذاء والصوم والحمامات المعدنية والتمارين الرياضية والهواء النقي أكبر من اعتماده على الأدوية، فمن أقواله مثلاً:” عش عيشة صحية تنجو من الأمراض إلا إذا انتشر وباء في البلد أو أصابتك حادثة”. كما قال :  إذا مرضت ثم اتبعت نظاماً صالحاً في الأكل والحياة أتاح لك ذلك أحسن فرص الشفاء”، وكذلك قوله:” كلما أكثرنا من تغذية الأجسام المريضة زدنا تعريضها للأذى كما يرجع لأبقراط الفضل في تقسيم الطبيب عند التخرج .

لا يمكن لأحد أن ينكر ما لأبقراط من فضل على تقدم الطب وتخلصه من هيمنة السحر والطقوس التي لا تنفع في علاج المريض بشيء، وقد اعتمد أبقراط على المنهج العلمي في ملاحظة الحالات المرضية، و تنقل كثيرا بين المدن كي يعالج الناس ويراقب آلاف الحالات وذاعت شهرته حتى كان من بين مرضاه حكام وملوك واستدعته أثينا ليحاول إيقاف وباء الطاعون الذي تفشى فيها ، إذ سعى إلى أن يجعل الطب علماً موضوعياً ويعطيه شكلاً متكاملاً، فكان يتبع في فحصه الاستجواب والقرع والجسّ، كما كان يدقق في مفرغات المريض ويدرس الشروط التي يعيش فيها من مكان وغذاء ومناخ.

و ثبت عنه أنه يرفض كل ما هو سابق للتجربة ولا يأخذ إلا بالاستنتاج .

وأخيراً توفى أبو الطب سنة 377 قبل الميلاد بعد أن وضع أساس الطب وهو أسمى علوم الدنيا ، و تحتفل اليونان بيوم أبقراط في 19 سبتمبر من كل عام. وقد أعلن 19 سبتمبر عام 2003 يوم عالمي لأبقراط .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى