الدكتور سمير أبانوب يكتب: الطبيب المصري وقرينه العالمي
ببساطه فان الطبيب المصري :
– لقد اجتاز كحصان سبق رابح ، مراحل الثانوية العامه وتحصل علي مجموع خرافي يقارب ١٠٠٪
– حقق حلمه وأمل الاسره والاصدقاء ليدخل كليه الطب ويتباهى بلقب طبيب المستقبل
– واجه اكثر الصعاب والمذلة في تعلم الطب لمده سته سنوات ،،، يدرس أثنائها مواد وعلوم تبلغ ضعف اي كليه اخري اذا قيست بالوحدات الدراسية،،، وهي بعيده كل البعد عن المستوي الدولي لأقرانه
– عندما افتقد المقررات والمراجع الدراسية والأساتذة خلال فتره تعليمه ،،، اضطر ان يلجأ الي ما فرض عليه من دروس خصوصيه وجلب الوساطات ،،،لكي ينجح ويجتاز الامتحانات،،، والبعض او القله لجأ الي ان يعلم نفسه بنفسه ويحاول التقدم الي اختبارات ومنح دوليه مع احلام بالهجرة يبلغها ما لا يصل الي ٣-٥٪ من الخريجين علي الأكثر
– بعد الست سنوات ،، وبعد إتمام سنه الامتياز مع مذلتها وقصور حصيلتها من التدريب، يحتار الطبيب لمده ٤-٦ سنوات اخري في المتوسط بين الزمالات القاصره او الماجستيرات الإكلينيكية التي لا مثيل لها في العالم – ليحصل علي لقب أخصائي. وفِي هذه الأثناء ،، وبدلا من التفرغ لوظيفته ودراسته الواجبة مثل اقرانه في العالم ،يقضي الغالبيه وقتهم في العمل بالقطاع الخاص للحصول علي قوت يومهم
– عند تخرجه يلقي بعيدا في القري ليكون مسؤولا عن صحه عشرات الآلاف من المواطنين دون معلومات ومهارات كافيه تؤهله لان يخدم بمهنيه كطبيب الاسره
– منذ تخرجه تمنحه الدوله راتبا يوازي او يقل عن راتب الساعي الذي يحضر له البريد او المشروبات،،،، وتقول له ضمنا ،،، احصل علي دخلك الحقيقي،،، وباي وسيله من القطاع الخاص كما يفعل رؤسائك وأساتذتك جميعا – عدا قله نادره. وهم اخترعوا وسايل عديده لذلك منها البدلات واللجان والتبرعات والقوافل وكل ما يضاعف الراتب الاداري أضعاف عديده ،وأما الممارسه الإكلينيكية فهي يتوجها التحويل من القطاع العام الي الخاص ،، علاوه علي ما زاد علي القطاع العام من حصيله الرسوم والعلاج الاقتصادي وعلاج التامين الصحي ونفقه الدوله،،، وربما يصل الامر الي عمولات الادويه والمعامل وغيرها
– يندرج الاطباء او غالبيتهم او علي الاقل بعضهم سريعا في منظومة الطب التجاري والعمولات والتحويلات ،والفحوص والعمليات غير المطلوبه ،،،،،ويغضب الجمهور،،، ويغضب المسؤلون صوريا اثناء مرورهم اليومي ،مع علمهم بالاسباب الحقيقيه ،،، ويوهمون المسؤلين وكذا عامه الشعب ان الأطباء هم سبب انهيار المنظومة الصحيه،،، وان فصلهم من الوظائف الاداريه وتبديلهم المستمر او إحالتهم للتحقيقات والجزاءات ودفتر الحضور والتدريب الإلزامي للاخصايين ( دون المساس بالتعليم الطبي او التخصصي) هي اهم وسايل للإصلاح ،،، ويصل الغضب احيانا كثيره الي التعدي اللفظي والجسماني الذي قد يتغاضي عنه او قد ترتاح اليه السلطات والمسؤلين
هذا هو الطبيب المصري ،، ضحيه انحرافات الدراسة والممارسة،،،الذي ما زال حائرا بين البقاء في بلده او الهجره،،، او التربح بكل وسيله،،، ومع هذا يفخر انه طبيب ،،، ويعتز بعمله ومهنته بين اقرانه في العالم ،،،ولذا اقدره واحترمه ،وأتعاطف معه كثيرا ،،،،واري انه ظلم تماما في حاضره ومستقبله عدا قله رابحه تتحكم في السياسه الصحيه ،،،،،واومن ان الاصلاح الصحي الشامل والحقيقي يجب ان يبدأ من تعديل واصلاح اوضاع الطبيب المصري المذكوره بعاليه ومنذ حصوله علي الثانوية العامه