الدكتور محمد قدوس يكتب: الطبيب وحياة البهلوانات

حياة البهلوانات في السيرك بتعتمد على درجة إسعادك للآخرين ومدى رضاهم عن آداءك ..لا احد يعلم مدى الالم و التعب خلف ماسكاتهم ومساحيق تجميل الوان طيف وجوههم ،لا احد يطالع فواتير ادويتهم المسكنة و سوائل حياتهم المعبأة دائما بالكافيين لإسعاد الآخرين كذلك حياة الطبيب خصوصا النوبتجي و الاكثر اذا كان طببيب طواريء او رعاية ..
احد المساعدين قال لي كلمة عميقة بالانجليزية عند بدء استلامي العمل في مرة من المرات:
Hello doctor ..go battle
قابلته بابتسامة و ذهبت لتغيير ملابسي استعدادا” لنمرتي”في مسرح العبث…
أنسى الالم و التوتر والارق و أطل بالأبيض..
كل يوم بتنتهي دورة حياتي الجسدية و بتموت خلايا و بتظهر تجاعيد قبل اخد “فيمتو” راحة استعدادا لمعركة جديدة منفصلة متصلة تحاول دائما التركيز والوقوف فيها كما الخفاش بكل اسلحتك التي قمت بتجميعها عبر السنين من معلومات و مهارات اتصال و حكمة و خبرة و تفادي ازمات هو قتال ذهني و جسدي في منتهى القسوة ينتهي عند كلمة ربنا “يقويك و يعينك ”
كل نباطشية هي دورة حياة فيها كل عناصر التشويق من اشخاص و زمان و مكان و عقدة وحل “أحيانا نهايات مفتوحة او معقدة ” انت عنصرها الرئيسي و بطل حكاياتها ..
اتذكر في بداية “نيابتي” شكوتي هالاتي السودا و ساعتي البيولوجية الخربانة ، آلام فقراتي، حظي الشمال ،أوجاعي العضلية و متلازمة”إيه ال جابني هنا” و”ليه ياربي مادخلتش فنون جميلة”بعد احد النباطشيات الساحقة وقت تسليم كل معلومات “الشيفت “لصديقي الاخصائي الحكيم مقولة للتاريخ عندها ضحك و هو بياخد نفس من سيجارته مع استدعاء ملامح دكتور “هاوس”ثم رماها في المقص..
الحياة حلوة بس انت ال رجلك خضرا يا عبدوووووو……
Mohamed Kudous