تغيير عادات الأطفال اليومية .. علاج فعال لقصور الانتباه وفرط النشاط
كتب – محمد حسام الدين:
يميل الأطفال المصابون بقصور الانتباه إلى فرط النشاط، أو “ADHD”، حيث دائمًا ما يكون لديهم نشاط حركي زائد، وتكون هناك صعوبة في السيطرة على اندفاعهم، أو في إعارة انتباههم.
لترويض تلك الأعراض، غالبًا ما يوصف لهؤلاء الأطفال تناول عقار قصور الانتباه مع فرط النشاط مثل ريتالين وأديرال، لكن دراسة جديدة أشارت إلى أن أسلوب الحياة والعادات الصحية يمكن أن يُفيد أيضًا هؤلاء الأطفال.
شملت الدراسة التي نشرتها مجلة “تيك تايمز” الأمريكية 184 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 7 أعوام و11 عاما ممن يعانون من قصور الانتباه مع فرط النشاط، إلى جانب 104 أطفال من نفس المرحلة العمرية ممن لا يعانون من هذه المشكلة.
وجد الباحثون في هذه الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه مع فرط النشاط لا يخضعون لمراقبة سلوكياتهم الصحية بالقدر الكافي ويكون ذلك أقل من نظرائهم الذين لا يعانون من المشكلة.
بحسب الدراسة، تشمل هذه السلوكيات التي لا تخضع للمراقبة : ساعات مشاهدة التليفزيون، ممارسة الأنشطة البدنية، تناول المشروبات المحلاة بالسكر، إلى جانب فترات النوم التي يجب ألا تقل عن 9 ساعات يوميا، فضلا عن كمية المياه التي يتناولها الطفل (والتي يجب ألا تقل عن 7 أكواب).
وقال الباحثون إن الحرص على تطبيق هذه النصائح الصحية التي توصي بها مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ووزارة الزراعة الأمريكية، تكون مفيدة للأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه مع فرط النشاط.
وقالت كاثلين هولتون الباحثة في الجامعة الأمريكية :”إن إجراء تغييرات لبعض من العادات اليومية للأطفال في الحال، يمكنها أن تمهد الطريق للسلوكيات الصحية الأخرى”.
وأضافت “على سبيل المثال، منع المشروبات التي تحتوي على الكافيين، قد تساعد على زيادة استهلاك المياه، ويمكن أن تساعد على منع اضطرابات النوم”.
كما أظهرت نتائج الدراسة أن آباء الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط النشاط قالوا إن أطفالهم على الأرجح يجدون صعوبة في النوم، كما أنهم يشعرون بالقلق من أن عادات النوم قد تؤدي إلى مشاكل في السلوك”.
في نفس السياق، وجدت دراسة أخرى نشرتها مؤخرا مجلة “أبحاث النوم” أن هناك مشاكل في النوم سائدة بين الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه مع فرط النشاط.
كما أشار الباحثون إلى أن هؤلاء الأطفال يميلون إلى النوم لمدة 45 دقيقة أقل من نظرائهم الذين لا يعانون من تلك الحالة.
تقول هولتون :”كثير من آباء الأطفال المصابين بقصور الانتباه مع فرط النشاط لا يريدون خضوع أبنائهم للعلاج، لكن قد تكون متابعة سلوكيات ونمط حياة أبنائهم تدخلًا فعّالًا لمساعدتهم على علاج تلك المشكلة، بالتوازي مع تناول الأدوية التي تعالج قصور الانتباه وفرط النشاط”.