دراسة بريطانية : انخفاض حالات الخرف في بريطانيا لأول مرة منذ 20 عام
كتب عمرو محمد
أكدت دراسة بريطانية حديثة نشرتها مجلة الطبيعة للاتصالات تناقص أعداد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل ذهنية وعقلية في اتجاه يتعارض مع تنبؤات العديد من الباحثين الذين أكدوا أن معدل الإصابة بالخرف انخفض بنسبة 20 % لأول مرة منذ عام 1990 كما أظهرت نتائج الدراسة أن شيخوخة السكان اليوم قد لا تكون سببا لمشاكل الادراك العقلي كما في الماضي
وأشارت الدراسة إلى أن بعض الباحثين يتوقعون ارتفاع معدل حالات الخرف على مدار السنوات المقبلة نتيجة شيخوخة السكان على نحو متزايد من منطلق أن الناس في جميع أنحاء العالم لا يزالون يعيشون لفترة أطول والكثير منهم سيكون في خطر الإصابة بالخرف وقد دعمت بعض الدراسات هذه النتائج والبعض الآخر رجح انخفاض حالات الخرف مستقبلا فضلا عن ذلك وعلى عكس العديد من الدراسات الأخرى بدت الدراسة الحالية مختلفة في جيلين منفصلين وفقا لمعدي الدراسة
ولتحديد معدلات الخرف في المملكة المتحدة تابع الباحثون القائمون بالدراسة بجامعة كامبريدج مجموعتين من السكان من أصحاب الشيخوخة مختلفة حيث أجريت مقابلات مع مجموعة من 7635 شخص فوق سن ال 65 بين عامي 1989 و 1994 كما أجريت مقابلات مع مجموعة أخرى من 5288 شخص فوق سن 65 بين عامي 2008 و 2011 بعد أن عاش المشاركون في نفس المناطق الثلاثة بإنجلترا وهي كامبريدج ونيوكاسل ونوتينجهام وبهذه الطريقة يتمكن الباحثين من تحديد مدى التغيرات في معدلات الخرف بين الناس في المجتمعات ذاتها
وبعد معرفة مشاكل الادراك التي واجهت المشاركين لاحظ معدل حالات الخرف بنسبة 20 % خلال فترة إعداد البحث ويعزى هذا الانخفاض نتيجة التراجع الملحوظ في حالات الإصابة بين الرجال وفي الوقت ذاته تراجعت نسب الإصابة بالخرف بين النساء لكنها لم تتراجع بقوة تذكر
ويشك الباحثون في مدى إمكانية تناقص عدد حالات الخرف بحجة أن الأفراد اليوم لديهم أنماط حياة مختلفة بالمقارنة مع تلك الموجودة في الماضي
ومن جانبها قالت كارول براين القائمة بالدراسة واستاذة الطب والصحة العامة بجامعة كامبريدج أن تجارب الحياة الآن اختلفت كثيرا عن الماضي فمعدلات التدخين انخفضت على مدى سنوات فضلا عن تعرض المجموعتين عينة الدراسة لأنماط متباينة من التعليم والتغذية مؤكدة أن السكان استفادوا الآن من تقدم العلاج الطبي فيما يخص أمراض القلب وهو عامل خطر رئيسي للخرف
وأشارت براين أن التغييرات الإيجابية قد تكون قاصرة على البلدان الأكثر حظا مثل المملكة المتحدة كما أن الدول الأوروبية الغنية والولايات المتحدة ضخت استثمارات في حملات الصحة العامة والتعليم والتي قد تلعب دورا في الحد من حدوث الخرف
وأضافت القائمة بالدراسة أنه من المهم معرفة ما قد يكون مسؤولا عن انخفاض عدد الحالات فالناس وصناع السياسة يمكن أن يقوموا بخطوات نحو حماية الصحة العقلية للأفراد