دراسة تكشف: الاسبرين علاج ل5 أمراض منها السرطان والأزمات القلبية
كتب – محمد حسام الدين:
كشفت دراسة رائدة عن مزايا جديدة للأسبرين كعلاج فعال يمكن أن ينقذ حياة الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض مختلفة.
*الوقاية من السرطان*
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية فوائد متعددة للأسبرين، إلى جانب مزاياه المعروفة في تخفيف أعراض الصداع النصفي، حيث اكتشف الباحثون في تلك الدراسة وجود فعالية قوية للأسبرين في الحماية من السرطان.
فقد توصل العلماء إلى أن الأسبرين يحتوي على قدرة عالية على خوض معركة وقائية ضد السرطان، حيث تشير الدراسات إلى أن الأسبرين يعمل على إعاقة الصفائح الدموية من حماية الخلايا السرطانية في الجسم.
وكشفت الدراسة التي أعدها خبراء من المراكز البحثية في الولايات المتحدة وأوروبا أن تناول الأسبرين يوميا لمدة عشر سنوات يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان، كما أظهرت النتائج التي نشرتها دورية “حوليات علم الأورام في عام 2014” أن فرص الإصابة في المعدة، والمريء وسرطان القولون والمستقيم تنخفض بمقدار الثلث تقريبا عند استخدام الأسبرين خلال الفترة سالفة الذكر.
أما بالنسبة لسرطان الرئة والبروستاتا وسرطان الثدي، فتنخفض مخاطر الإصابة بنحو 10 في المائة، بحسب الأستاذ جاك كوزيك، الذي شارك في البحث.
*منع الإجهاض*
تواجه النساء المعرضات للتخثر، مثل متلازمة هيوز، المعروف أيضا باسم لزوجة الدم، مصير الإجهاض المتكرر.
لكن بيتر بوين-سيمبكينز، المدير الطبي لعيادة لندن النسائية، يقول إن من خصائص الأسبرين منع تجلط الدم، ولذلك فانه يمنع الجلطات الصغيرة جدا التي تتشكل في الأوعية الدموية للرحم والتي تؤدي إلى الاجهاض.
وتشير عدة دراسات إلى أن أخذ جرعة يومية من الأسبرين، جنبا إلى جنب مع دواء مسيل الدم “الهيبارين” يمكن أن يقلل من خطر الإجهاض.
* تلافي الأزمات القلبية *
يحتوي الدم على أجزاء خلوية صغيرة تسمى الصفائح الدموية والتي تلعب دورا حاسما في تخثر الدم، ويمكن لهذه الأجزاء أن تتجمع حول بعضها نظرا لتطور أمراض القلب والأوعية الدموية الناجمة عن مجموعة من العوامل بما في ذلك النظام الغذائي، والوزن، والمخاطر الجينية، ونمط الحياة، وضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم.
وإذا حدث ذلك، فإنه يمكن أن يسبب الجلطات التي تسد الشرايين والنوبات القلبية، وعندما يتم تجويع جزء من عضلة القلب من الأكسجين تتعرض للموت.
الدراسة تشير إلى أن ما يفعله الأسبرين هو تخفيف الدم عن طريق الحد من تجمع الصفائح الدموية، وبالتالي منع وقوع هجمات مضرة.
وأفادت التوصيات الصادرة في الولايات المتحدة في أبريل الماضي من جانب اللجنة المدعومة من الحكومة من الأطباء المستقلين (قوة عمل خدمات الوقاية الأميركية) أن البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50إلى 59 عام يواجهون خطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويجب أخذ جرعة منخفضة من الأسبرين “لتكون بمثابة بوليصة تأمين”، وتشمل هذه الجرعة أي شخص يعانى من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكولسترول.
تقول الدكتورة كور وهي عضو في هذه اللجنة : “يأخذ العديد من الناس جرعات منخفضة من الأسبرين – 75 مليجرام – يوميا لمنع النوبات القلبية، وثبت أن هذا يقلل كثيرا من الضرر المتوقع”.
وأضافت “يوصى بالأسبرين الآن فقط للأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بأزمة قلبية أو يعانون من الذبحة الصدرية، أو أولئك الذين لديهم علاج مع الدعامات أو جراحة لتغيير شرايين”.
*الحد من مخاطر الجلطات الصغيرة*
تناول الأسبرين بعد السكتات الدماغية الصغيرة يحد من الضرر الناجم عن مزيد من السكتات الدماغية، وفقا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد الشهر الماضي، استنادا إلى 15 تجربة لاستخدام الأسبرين شملت 65 ألف مريض بالسكتة الدماغية.
وأكدت الدراسة أن دور الأسبرين يكمن في تقليل خطر السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية البسيطة، حسبما يقول جراح القلب مستشفيات ثوروك الجامعية انديربول بيردي، والذي أوضح أنه يساعد على وقف تشكيل الجلطات، ومنع حدوث السكتات الدماغية.
يقول بيردي : “كثير من المرضى يأخذون الأسبرين للوقاية من السكتة الدماغية المتكررة أو الجلطة الدماغية البسيطة، وبالتالي يتم أيضا منع تكوين الجلطات الكبيرة”.
* تخفيف أعراض الصداع النصفي والاضطرابات البصرية *
اشتهر الأسبرين بأنه دواء شامل للأوجاع والآلام وتخفيف الصداع، وآلام العضلات وآلام الأسنان.
وكان أول استخدام للأسبرين علاج آلام التهاب المفاصل، حيث ينتمي الأسبرين الى فئة من الأدوية تسمى مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثلما يفعل “ايبوبروفين”.
هذه الأدوية تعمل على تثبيط الالتهابات من خلال منع المواد الكيميائية المنتجة للألم والتي تدعى ثرومبوكسانيس.
يتميز الأسبرين بأنه يختلف عن الباراسيتامول، من حيث عدم وجود تأثير مضاد للالتهابات ، حيث يعمل على مراكز الألم المختلفة، وانزيمات الأكسدة الحلقية الكيميائية، لكن هناك دلائل جديدة تشير إلى أن الأسبرين يمكن أن يستخدم لمعالجة الصداع النصفي.
تقول استشاري القلب الدكتورة لورا كور إن جرعة عالية من الأسبرين – ثلاثة أقراص من فئة 300 مليجرام – يمكن أن تكون مفيدة للحد أو التخفيف من أعراض نوبة الصداع النصفي الحاد، وأن الجرعة العالية الموصى بها – من 300 إلى 900 مليجرام كل 4-6 ساعات، لكن يجب ألا تتجاوز 4 جرامات يوميا.
تضيف كور “نظرا لاتساع مجال تأثير الأسبرين، فإننا لا نعرف بالضبط كيف يعمل، ولكنه يخفف ليس فقط آلام الصداع، ولكن أيضا العديد من أعراض الصداع النصفي الأخرى مثل الاضطرابات البصرية”.