دراسة جديدة لعلماء النفس: “الإرادة الحرة” قد تكون مجرد وهم.. والمخ يخدع نفسه
كتب – محمد حسام الدين:
أثبت علماء النفس في دراسة جديدة أن الإرادة الحرة في اختيار القرارات الهامة قد تكون ضربا من الوهم، تصنعه أدمغتنا.
وأوضح العلماء في الدراسة التي نشرتها صحيفة “ذا اندبندنت” البريطانية أن البشر مقتنعون بأنهم يتخذون قرارات واعية بإرادتهم الحرة، ولكن الحقيقة تكمن في أن الدماغ يقنع نفسه أنه له حرية الاختيار ما بين العديد من الخيارات المتاحة عند اتخاذ القرار.
وأثيرت نفس فكرة أن البشر يخدعون أنفسهم بالاعتقاد في الإرادة الحرة في دراسة سابقة من قبل عالمي النفس دان واجنر وتاليا يتلي منذ ما يقرب من 20 عاما، ورجحا أن الشعور بالرغبة في القيام بأمر ما هو شيء حقيقي، ولكن من الممكن ألا تكون هناك علاقة بين الشعور بالشئ والقيام به فعليا.
فكرة المواضيع الخادعة في الدماغ تم اختبارها من خلال الاعتقاد أن المخ يتخذ القرارات قبل أن يدرس العواقب المترتبة على هذا الاختيار، وأظهرت الدراسة أن الأشخاص يعتقدون أنهم اتخذوا قرارا بناء على إرادتهم الحرة على الرغم من أن ذلك من المستحيل.
وتستند الدراسة الجديدة على هذا الاستنتاج، وتقول إن الدماغ يعيد كتابة التاريخ عندما يتخذ قراراته، عبر تغيير الذاكرة، بحيث نعتقد أننا نريد أن نفعل شيئا قبل وقوعه.
ففي دراسة أعدها آدم الدب وبول بلوم من جامعة ييل، خضع المشاركون لاختبار يشمل خمس دوائر بيضاء على شاشة الحاسوب، وطلبا منهم أن يختاروا واحدة من الدوائر تضئ باللون الأحمر.
وطلبا من المشاركين وصف ما إذا اختاروا الدائرة الصحيحة، أو أخطئوا، أو لم يتاح لهم الوقت لالتقاط الدائرة الصحيحة.
النتيجة كانت أن المشاركين اختاروا الدائرة مرة واحدة من بين كل خمس محاولات في وقت محدد، لكنهم ذكروا أنهم اختاروا الدائرة الصحيحة في 20 في المائة من ذلك الوقت، وترتفع النسبة إلى أكثر من 30 في المائة إذا تحولت الدائرة للون الأحمر بسرعة كبيرة، حسبما زعموا.
ورجح العلماء أن هذه النتائج التي نشرت في مجلة العلوم النفسية الأمريكية تظهر أن عقول المشاركين تباينت حول ترتيب الأحداث، بحيث يبدو أنهم قد اختاروا الدائرة الصحيحة – حتى لو لم يكن لديهم فعلا الوقت للقيام بذلك.
وحذر العلماء من أن وهم الاختيار قد ينطبق فقط على الخيارات التي يتم إجراؤها بسرعة ودون الكثير من التفكير، حيث يؤثر ذلك على جميع جوانب سلوكنا، وأهم قراراتنا.