هل أدت الجمعية العمومية لانقسام الصيادلة بدلًا من توحدهم ؟
كتب – عمرو محمد:
انتظر الصيادلة الجمعية العمومية العادية لنقابتهم، والتى احتشدوا فيها يوم 4 يونيو الجارى، على أمل اتفاقهم على كلمة سواء لمواجهة أزماتهم خاصة مع شركات الأدوية التى لم تطبق قرار 499 الخاص بزيادة هامش الربح الصيدلي ل25% على الأدوية المحلية، و18% على الأدوية المستوردة.
وعلى الرغم من أن الجمعية العمومية اتخذت قرارًا بمقاطعة بعض شركات الأدوية، الا أن هناك حالة غضب وانقسام ظهرت بين الصيادلة، منذ انعقاد الجمعية واستمرت بعدها، بسبب ماحدث خلال التصويت على ميزانية النقابة لعامى 2013 و2014، وماقالوه عن أن الجمعية لم تناقش بشكل جيد أمة قرار 499 وتم استغلالها لتصفية الحسابات.
حركة جديدة وبيان ينتقد مجلس النقابة بتوقيع أعضاء من المجلس
أصدر عدد من الصيادلة أطلقوا على أنفسهم “حركة صيادلة 499” بيانًا عقب أيام قليلة من انعقاد الجمعية العمومية، انتقدوا فيه ادارة مجلس النقابة للجمعية العمومية الأخيرة، وأمهلوا المجلس أسبوعين لتفعيل قرار 499 الخاص بزيادة هامش ربح الصيدلي، وأعلنت عن جمع توقيعات من الصيادلة على البيان.
وقالت الحركة في بيانها أن الجمعية العمومية العادية التي عقدتها النقابة يوم السبت الماضي الموافق 4 يونيو، كانت فرصة ذهبية للاتفاق على آليات تنفيذ القرار، ولكن مجلس النقابة أضاع تلك الفرصة، بعد أن انحرفت الجمعية عن ذلك الاتجاه لتصفية حسابات شخصية، علاوة على اتباع آلية تصويت غير واضحة برفع الأيدي أو التلويح بالكروت الملونة، والأخذ بأصوات الصيادلة المتواجدين بالقاعة الرئيسية فقط.
وأوضحت “صيادلة 499″ على بدئها في جمع توقيعات الصيادلة لاتخاذ خطوات تصعيدية في حالة عدم استقرار مجلس النقابة على الآليات النهائية لتنفيذ قرار 499 خلال أسبوعين.
وتابعت صيادلة 499 “وبشأن القرار 499 لم تسمح المنصة بتلقى كلمة واحدة أو أي فكرة من الصيادلة الحضور واكتفت بقراءة القرارات المطبوخة مسبقاً ومنها تفويض النقيب في بدء التفاوض وإنهاءه كما يريد .. فلا يظن النقيب ومجلسه أن التدليس على الجمعية العمومية قد أعطاه تفويضا بالتنازل عن حقوق الصيادلة أو التفريط فيها أو أنهم سيقبلون بالفتات”.
ومن جانبه قال الدكتور محمد منير أحد أعضاء حركة صيادلة 499 أن الحركة تأسست يوم ٤ يونيو الماضي بعد العمومية الأخيرة مباشرة، بسبب تكميم الأفواه الذى تم فى قاعة الجمعية العمومية الأخيرة، وتزوير نتيجة التصويت وقرءاة قرارات معدة مسبقاً بخصوص القرار ٤٩٩ لا تلبى طموح الصيادلة، مضيفًا أن مؤسسي الحركة هم صيادلة يتعدى عددهم 50 صيدلي.
وأضاف ” منير” أن أبرز الموقعون على بيان الحركة هم الدكتور وائل هلال أمين صندوق نقابة الصيادلة السابق، والدكتور اسلام فاضل مؤسس تيار الإصلاح المهنى، والدكتور محمود جبل منسق تيار الأصلاح المهني، والدكتور محمد عبد اللطيف شريف رئيس لجنة الصيدلة الإكلنيكية السابق ومؤسس مركز المعلومات الدوائية، والدكتور أحمد فخرى عضو مجلس نقابة صيادلة مصر الحالى، والدكتور سامر على عضو مجلس نقابة صيادلة القاهرة السابق وأمين عام ائتلاف صيادلة مصر، والدكتور محمد الشيخ نقيب صيادلة القاهرة والدكتور هيثم عبد العزيز عضو مجلس نقابة صيادلة مصر الحالى ورئيس لجنة الصيادلة الحكوميين، مؤكدا أن إجمالي عدد الصيادلة الذين وقعوا على بيان الحركة بلغ 700 صيدلى.
سعودي: النقابة منشغلة بتصفية الحسابات وسنلجأ للقضاء للطعن على قرارات الجمعية
قال الدكتور محمد سعودي وكيل نقابة الصيادلة السابق، إنه عندما تنسد الشرايين وتضعف النقابة العامة للصيادلة، يلجأ عموم الصيادلة لتكوين كيانات بديلة، مضيفًا أن النقابة منشغلة بتصفية الحسابات ولها أولويات أخرى في مؤامرة مدبرة للجلوس على الكرسي والظفر بالانتخابات المقبلة للنقابة في مارس 2017، على حد قوله.
وأضاف “سعودي” في تصريحات خاصة ل”دكتور نيوز”، أنه سينضم لأي كيان يحافظ على حقوق الصيادلة، مؤكدا أن حركة صيادلة 499 التى تم تشكيلها مؤخرًا، ستلجأ للجان التقاضي لنقض قرارات الجمعية العمومية الأخيرة للنقابة، موضحًا أن تحليله الشخصي للوضع الأن هو الاختلاف بين أطراف الأزمة على تقسيم الغنيمة.
وتابع وكيل نقابة الصيادلة السابق، أن المشكلة الآن ليست في عدم امتثال الشركات لتطبيق قرار 499 ، ولكن المشكلة الأساسية هي تواطؤ وسكوت الأطراف المعنية بالدولة ممثلة في وزارة الصحة والإدارة المركزية لشئون الصيدلة، منذ صدور قرار مجلس الوزراء بتاريخ 16 مايو الماضي عن تنفيذ القرار وإلزام الشركات بتطبيقه.
وشدد “سعودي” على أن دولة المؤسسات يجب أن يكون لها هيبة وهيبة الدولة تظهر في تطبيقها لقراراتها وفقًا للقانون، مؤكدًا أن الوضع الحالي خطير جدًا وينذر بتطورات غير مسبوقة قد تصل إلى الخروج عن التسعيرة الجبرية.
وكيل النقابة: هذه الحركات تسير فى اتجاه مضاد لمصلحة المهنة
من جانبه قال وكيل نقابة الصيادلة الدكتور مصطفى الوكيل، إن الحركات والكيانات البديلة التي ينظمها البعض، تهدف للنيل من سمعة النقابة وتهميش دورها، مضيفًا أن هذه الحركات تمثل عبء على النقابة وتسير في اتجاه مضاد لمصلحة المهنة، قائلًأ: من الأفضل أن تتفرغ قيادات النقابة لممارسة مهام عملها ومتابعة أزمات النقابة بدلا من الانشغال بالرد على تلك الحركات غير الرسمية.
وفيما يخص البيان الأخير لحركة صيادلة 499 أوضح “الوكيل”، أن البيان وقع عليه أحد الصيادلة الموجودين خارج مصر ولا يعرف أحد مكان وجوده الحالي، وبالتالي فإن بيانات الاعتراض التي تصدرها مثل هذه الحركات يوقع عليها أي شخص دون التحقق من هويته.
وتابع وكيل نقابة الصيادلة: “من الممكن أن تجدني كل يوم أؤسس لحركة جديدة معارضة وفي اليوم التالي سأتبرأ منها ومن المنضمين لها .. هل سيحاسبني أحد ؟”.
وشدد الوكيل على أن النقابة مستمرة في أداء دورها النقابي والمهني بالحفاظ على مصالح الصيادلة على اختلافهم، لافتًا إلى إمكانية إصدار قرارات تصعيدية حاسمة يوم الأحد المقبل للتصدي لشركات الأدوية التي تطبق قرار 499 بشكل منقوص على الأصناف الدوائية التي زاد سعرها فقط، وليس على كل الأدوية كما تنص المادتين 6 و 7 من القرار.