fbpx
أهم الأخباراخبار الصحة

أطبّاء بلا حدود تؤمن أدوية جنيسة لفيروس “سي” 

ضمن فاعليات القمة العالمية لمكافحة التهاب الكبد في ساو باولو المنعقد حاليا في 1-3 نوفمبر، أعلنت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية أطبّاء بلا حدود عن إبرامها صفقات لتوفير عقاقير التهاب الكبد جيم الجنيسة بقيمة منخفضة تبلغ 1.40$ في اليوم الواحد، أو ما يعادل 120$ للعلاج الممتد على 12 أسبوعًا للعقارَين الرئيسيَين “سوفوسبوفير” و”داكلاتاسفير”.

كانت قد طرحت شركة الأدوية جيلياد في الولايات المتحدة الأمريكية عقار “سوفوسبوفير” مقابل 1,000$ للقرص الواحد في العام 2013، بينما طرحت شركة بريستول-مايرز سكويب عقار “داكلاتاسفير” مقابل 750$ للقرص الواحد في العام 2015، ما ينجم عن ذلك إنفاق مبلغ 147,000$ لعلاج شخص واحد مدة 12 أسبوعًا باستخدام العقارَين. كما ولجأت الشركتان إلى فرض أسعار باهظة في الكثير من البلدان النامية، ما شلّ إمكانية طرح برامج علاج وطنية وتسبّب بتقنين العلاج في الكثير من البلدان حول العالم.

وفي هذا الصدد، تسأل الصيدلانية في حملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية جسيكا بوري قائلةً، “ما الفائدة من العقاقير المتقدّمة إن لم يتسنَ للأشخاص تحمّل تكاليفها؟”. وتُردف قائلةً: “الأسعار التي تطلبها شركات الأدوية مقابل عقاقير التهاب الكبد هي أسعار يعجز عن تحملها كل من الأشخاص الذين يسددون التكاليف من أموالهم الخاصة حول العالم والحكومات التي تناضل من أجل توفير العلاج في القطاعات العامة؛ ولكن أسعار العقاقير الجنيسة في انخفاض مستمر. لا بدّ للحكومات أن تستخدم كل أداة في جعبتها للكفاح من أجل الحصول على العقاقير الجنيسة بأسعار أقل، لتتمكن من توسيع نطاق العلاج فتكون في متناول الملايين من الأشخاص الذين يحتاجون إليها. فيجب أن تحذو حذو البلدان مثل ماليزيا وتُصدر تراخيص إلزامية عندما تعيق براءات الاختراع فرص الأفراد بالحصول على هذا العلاج المنقذ للحياة”.

في العام 2015، كانت أطبّاء بلا حدود تشتري عقارَي “سوفوسبوفير” و”داكلاتاسفير” من شركتَي جيلياد وبريستول-مايرز سكويب من خلال برامج توفير الأدوية الأساسية الخاصة بها مقابل مبلغَين من 1,400$ و1,800$ لكل علاج ممتد على 12 أسبوعًا. واليوم، تدفع أطبّاء بلا حدود جزءًا صغيرًا فقط مقداره 120$ بفضل الشركات المصنعة للعقاقير الجنيسة ذات الجودة المضمونة.

هناك ما يقدّر بحوالى 71 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد المزمن جيم في أرجاء العالم، ونسبة 72% من هذا العدد تعيش في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. تشكّل أدوية الفاعلية المباشرة المضادة للفيروسات علاجاً ثورياً للمصابين بالتهاب الكبد، وتصل معدلات الشفاء إلى 95% والآثار الجانبية أقل بكثير مقارنةً بتلك التي تتسبّب بها العلاجات السابقة. ومع ذلك، يبقى الوصول إلى الأدوية المضادة للفيروسات المباشرة محدودًا بسبب فرض شركات الأدوية أسعار غير ميسورة التكلفة، تدفع بالكثير من البلدان إلى تخصيص العلاج فقط للأفراد المصابين بالمراحل الأكثر تقدمًا من المرض. وبحلول العام 2016، أي بعد ثلاث سنوات على طرح عقار “سوفوسبوفير”، عولج عدد مقدّر بـ2.1 مليون شخص في العالم فقط بالعقارَين، بينما بقي 69 مليون شخصًا من دون إمكانية الحصول عليه.

كما وساهمت هذه الأسعار المرتفعة بوضع ضغط هائل على النظم الصحية في البلدان الغنية، وبالأخص تلك التي توفر خدمات الرعاية الصحية الشاملة. يتم العمل على تقنين العلاج في بلدان مثل أستراليا وكندا وإيطاليا والولايات المتحدة، علاوةً على البلدان النامية، وما يحصل تذكير صارخ بالأيام الأولى لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.

وفي هذا السياق، يقول مايكل لوبيه من أطبّاء بلا حدود في كمبوديا، حيث تعالج المنظمة المصابين بالتهاب الكبد جيم: “منذ عقدَين تقريبًا، عملت أطبّاء بلا حدود وأطراف أخرى جاهدًا للحصول على الأدوية الجنيسة وخفض أسعار عقاقير فيروس نقص المناعة البشرية”. ويُضيف قائلًا: “ها هو التاريخ يعيد نفسه مع التهاب الكبد جيم – أسعار العقاقير التي نحتاج إليها باهظة الثمن، ولكننا نجد طرقًا لجعل العلاج ميسور التكلفة لنسمح بشفاء المرضى”.

تعالج أطبّاء بلا حدود المصابين بالتهاب الكبد جيم في 11 بلدًا. منذ العام 2015، تقدّم المنظمة العلاج المضاد للفيروسات المباشرة إلى حوالى 5,000 شخص مصاب بالتهاب الكبد. ومعدل الشفاء الإجمالي بين أوساط أولئك الذين أكملوا العلاج حتى الآن – والمُقاس بـ”الاستجابة الفيروسية المستدامة” – يبلغ 94.4%.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى