الأمين المساعد لـ «الأطباء العرب»: الحد الأدنى المفترض للرواتب من ألف لـ 3آلاف دولار (حوار)
الوطن العربى يحتاج إلى نصف مليون طبيب إضافى
هجرة الأطباء فى الوطن العربي تصل إلى ثلث الأعداد
رواتب الأطباء فى الخليج الاعلى وراتب الطبيب فى جيبوتى يتعدى 1000 دولار
قال الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب باليمن الدكتور عبد القوي الشميري، إن ثلث أطباء الوطن العربى مغتربون عن بلدانهم سواء من خلال العمل فى دول عربية أخرى أو الهجرة لدول أجنبية.
وأوضح فى حوار لـ “دكتور نيوز”، إن الحد الأدنى اللازم للطبيب حديث التخرج يجب ألا يقل عن ألف دولار شهريًا إذا أردنا استقرار الكادر الطبي وحسن أدائه، وألا يقل الحد الأدنى للاستشارى عن 3 آلاف دولار شهريًا.
كيف يعمل الأطباء فى اليمن وماهى أوضاعهم فى ظل الحرب الدائرة هناك ؟
الكادر الطبي يعانى معاناة شديدة، فى المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون توقفت رواتب الكادر الطبي وكل الموظفين القطاع الحكومى، وهذا أدى إلى تدهور الوضع الصحى والطبي، فالأطباء هناك يلجأون للقطاع الخاص لتوفير الحد الأدنى من متطلباتهم المعيشية.
وفى المناطق التى تسيطر عليها الحكومة، القطاع الطبي يعمل فى صعوبات ولكن أفضل حالًا ويحصل على رواتب.
وبصفة عامة فى صعوبات كبيرة، لأن المواطن كان يتحمل 90% من الانفاق على الصحة وهذا قبل الحرب، وبعد الأحداث أصبحت ظروف المواظن المعيشية صعبة وبالتالى تأثر الانفاق على الصحة، وأدى إلى تدهور فى مستوى الخدمات الصحية وحتى فى القطاع الخاص، وهذا انعكس على الكادر الطبي والوضع الصحى بشكل عام.
هل لجأ الأطباء للهجرة فى ظل تلك الأوضاع ؟
الحقيقة هى موجودة من قبل الحرب .. هجرة الأطباء تتم بشكل كبير فى كل الدول العربية التى تعانى من ضعف رواتب الأطباء والانفاق على الصحة .. وفى اليمن كان أغلب المتميزين فى التخصصات الطبية كانوا بيهاجروا والأن زادت الهجرة طبعا.
الأمر الأسوأ أن مناطق المواجهات أغلقت فيها المنشآت الطبية وبالتالى أصبح الكادر الطبي متوقف عن العمل وبالتالى بدأ الأطباء يفقدون مهاراتهم الأساسية بسبب التوقف عن العمل.
تطرقت لنقطة ضعف الرواتب فى بعض الدول العربية .. ماهو الحد الأدنى المفترض لراتب الطبيب ؟
أنا كنت من الذين نادوا بمشروع الإصلاح الصحى فى الوطن العربي، ونحن فى الاتحاد ننادى بإصلاح رواتب الأطباء فى الوطن العربي منذ 10 سنوات، وكان لدينا رؤية أن ينقسم الحد الأدنى لأجور الأطباء فى الوطن العربى لثلاث مستويات، إذا أردنا استقرار الكادر الطبي وتتطور الخدمات الطبية.
ووضعنا مقترح بأن يكون الحد الأدنى للخريج الجديد 1000 دولار، حتى يستقر الطبيب الشاب ولا يفكر فى الهجرة، لأن الهجرة الأكثر فى السن المبكرة وهؤلاء لا يعودون عادة لبلدانهم مرة أخرى، وكل الدول الأوروبية وكندا وحتى الولايات المتحدة يحتاجون لأطباء ويستقبلون الأطباء المتميزين من دولنا.
وتضمن المقترح أن يكون الحد الأدني لراتب الأخصائى 2000 دولار، ولراتب الاستشارى والأستاذ 3000 دولار.
وهذه ليست أرقام كبيرة إذا نظرا لدور هؤلاء فى التنمية، والنزيف المستمر لتلك العقول والكوادر خسائر أكبر بكثير من تلك الرواتب، وتدهورت الخدمات الصحية فى البلدان التى يزداد منها هجرة الأطباء بصورة واضحة.
ومن ضمن مطالبنا للإصلاح أن يكون هناك تفرغ كلى للمهنة إما فى قطاع عام أو قطاع خاص، بشرط أن يحصلون على الحد الأدنى من الرواتب الذى ذكرناه.
ونحن فى اليمن كان الوضع جيد فى التسعينات كانت الرواتب تقترب من المبالغ التى نطرحها الأن، ولكن مع تدهور العملة، وصلنا ان المرتبات أصبحت ما بين 300 و500 دولار، أما بعد الاحداث الأخيرة، أصبحت الرواتب من 150 و300 دولار فى القطاع الحكومى.
هل لديكم أرقام تقريبية عن أعداد الهجرة بين الأطباء فى الوطن العربي ؟
الأن أصبح تأهيل الكادر الطبي ثم نزيف من خلال هجرته، ويقدر عدد المهاجرين من الأطباء بالوطن العربى سواء إلى دول عربية أخرى أو إلى دول أجنبية كالولايات المتحدة وكندا واستراليا وأوروبا، يقدر عددهم بحوالى 120 ألف طبيب أى يزيد عن ثلث عدد أطباء الوطن العربي.
الدول التى تزداد منها الهجرة هى مصر والسودان ثم شمال أفريقيا والعراق وسوريا انضمت ومؤخرًا، ومصر تشكل ثلث أعداد المهاجرين فى الكادر الطبي العربي.
ماهى الدول الأعلى والأقل فى الرواتب فى الوطن العربي ؟
هناك دول تدهورت فيها الأوضاع بصورة كبيرة وانخفضت فيها الأجور والرواتب، ولم يحدث فيها اصلاح صحى، وتلك الدول المعروفة اليمن وسوريا والسودان ومصر وشمال أفريقيا باستثناء تونس نوعًا ما الرواتب معقولة.
وهذه الدول تشكل ما يقرب من 90% من أعداد الأطباء بالوطن العربي، بينما دول الخليج هى الأعلى فى الوطن العربي، والأردن فيها رواتب نوعًا ما معقولة، وجيبوتي رواتب الكادر الطبي معقولة تتعدى 1000 دولار لأن عدد السكان وعدد الأطباء قليل.
الفساد فى القطاع الصحى فى الوطن العربي . وصل إلى أين ؟
هناك دراسة أميريكة بتقول أن الفساد فى القطاع الطبي فى الوطنى العربي أعلى من الفساد بشكل عام، ربما يصل إلى 3 أضعاف الفساد العام، ويتجاوز قرابة 40 مليار دولار فى العام.
ويتمثل فى مظاهر مثل مناقصات انشاء المؤسسات وتوريد الأجهزة والأدوية، وهو منتشر فى القطاع العام والخاص وفى التأمين الصحى وإصدار الشهادات الصحية، والتحويلات والعمولات.
هل هناك تعاون فى التعليم والتدريب بين الدول العربية ؟
البورد العربي أسسه اتحاد الأطباء العرب من حوالى 30 سنة ثم انتقل الى المجلس العربي للتخصصات الطبية الذى تحول إلى مؤسسة تأهيلية ولها مجالسها فى كل الدول العربية الأعضاء ماعدا شمال أفريقيا لم تدخل فى المنظومة.
والزمالة العربية هى من أفضل الشهادات الموجودة فى الوطن العربى ولها سمعة جيدة وسوق قوية، لأن دول الخليج تفضلها.
لكن لماذا لا نجد عليها اقبال فى مصر ؟
هى موجودة فى مصر، ولكن الزمالة المصرية أخذت الاقبال منها، والزمالة العربية هى أصعب من الزمالات للدول المختلفة، ومصاريفها أعلى أكثر من 1000 دولار سنويًا ولذلك الاقبال عليها أقل.
والأن انتقل اتحاد الأطباء العرب للشهادات المهنية، وتهدف إلى اكساب الأطباء المهارات، بأحدث ماوصلت إليه المعرفة، التنمية المهنية المستمرة، وهذا ما يقدمه معهد معتمد التابع للاتحاد، ويقدم دبلومات لأكثر من 20 تخصص، إضافة إلى الدورات القصيرة.
نرى أن فرص عمل الأطباء فى دول الخليج وخاصة السعودية أصبحت أقل وشروطها أصعب . كيف ترى تأثير هذا على فرص شباب الأطباء ؟
الحقيقة أن الوطن العربي يحتاج إلى ضعف عدد الأطباء الموجود به إذا أردنا أن نصل لمستويات مقبولة.. فى بعض الدول أصبح هناك طبيب لكل 100 مواطن أو 200 مواطن، فى الوطن العربى لازلنا نتراوح بين طبيب لكل 700 لـ 1000 مواطن.
لازال الوطن العربى قابل لاستيعاب نصف مليون طبيب بحسب نمو السكان الذى نراه، لكن هذا يلزمه اصلاح فى القطاع الصحى، وتحويل التنمية للقطاع الصحى.
الاتحاد الافريقى وضع شروط للانضمام له بأن يكون الانفاق على الصحة 10% من الناتج القومي، بينما مازالنا فى الوطن العربى الانفاق 3%.
ماهو الدور الذى يقوم به اتحاد الأطباء العرب فى مساعدة الطبية فى اليمن ؟
عندما تفشى وباء الكوليرا العام الماضى فى اليمن كان اتحاد الأطباء العرب من أوائل المنظمات المتواجدة هناك وأقمنا 4 مراكز لتقديم العلاج وحملات توعية، وندعو الجامعة العربية والمنظمات الدولية والدول العربية ليقوموا بدور أكبر.
هل من استراتيجيات جديدة لدور الاتحاد خلال الفترات المقبلة ؟
الاتحاد لم يعد اتحاد تقليديًا كما كان من قبل20 سنة، كان قبل ذلك مجرد اجتماع يتم بين الأمناء المساعدين بالدول المختلفة يتناقشون فيه ويصدرون بيان، ولكن أصبح اتحاد مهنى انسانى ينمى المهنة من خلال البورد العربى الذى أنشئه ومعهد معتمد الذى يقدم الدورات والدبلومات المهنية للأطباء، ونطمح فى نشر التنمية المهنية المستدامة، وفتح فرع لمعهد معتمد فى السودان وهناك نية لفتح فروع فى دول أخرى.
وأيضًا يساعد فى الجانب الإنسانى من خلال مراكز تابعة له لمكافحة العمى، وتنمية مهارات الأطفال الذين لديهم ظروف خاصة، والتوعية الصحية وبرامج انسانية أخرى، ويعمل فى الصومال من خلال مستشفيين، وذهبنا إلى دول عربية وغير عربية كثيرة كانت تعانى من نكبات.
