fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتور عبدالعال البهنسي يكتب: يوم الطبيب المصري

في يوم 18 مارس من كل عام تحتفل مصر بيوم الطبيب وذلك في ذكرى إفتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بأبي زعبل في 18 مارس 1827
نحتفل اليوم بيوم الطبيب عام 2020 في ظروف إستثنائية فجميع أطباء مصر الآن علي الجبهة لحماية البلاد من شر وباء الكورونا يعملون ليل نهار من أجل علاج المرضي المصابين بمرض الكورونا ومتأهبين لما هو قادم لايكلوا ولا يملوا ولم ولن يسئموا من رسالتهم النبيلة والعظيمة والمسئولية الواقعة علي عاتقهم
في يوم الطبيب رمي أطباء مصر وراء ظهورهم كل ألآمهم وأحزانهم وهمومهم ومشاكلهم الأزلية التي لم يتم النظر فيها حتي الآن , فلقد نسوا الماضي الأليم ونسوا المرتبات الهزيلة التي يتقاضونها ونسوا بدل العدوي المهين الذين يتقاضوه مقابل مواجهة العدوي 19 جنيه شهرياَ ونسوا رفض الدولة وتعنتها في تطبيق حكم المحكمة النهائي بأحقية الأطباء ببدل عدوي عادل , ونسوا الإعتداءات اليومية عليهم بأقسام الطوارئ من المواطنين لعدم رضاهم عن مستوي تجهيز المستشفيات لتقديم خدمة طبية متكاملة ,لقد نسوا كل ذلك من أجل المهمة الوطنيه التي وكلها اليهم الشعب
في يوم الطبيب لايسعني الا أن أتقدم بخالص الشكر والتحية والتقدير الي ملائكة الرحمة المصريين الذين يعملون ليل نهار في ظروف أقل ما تُوصف بها أنها قاسية للغاية
تحية لأطباء مصر الشهداء الذين أُستشهدوا في حرب 73 مضحيين بأرواحهم من أجل تراب مصر وإسترداد العزة والكرامة
تحية واجبة لأطباء مصر الشهداء نتيجة العدوي الفتاكة التي أودت بحياتهم أثناء تأدية واجبهم وإنقاذهم الأرواح وتحية واجبة أيضا لشهداء المنيا من الطبيبات الذين راحوا ضحية الغباء الإداري والإهمال وإنعدام الرؤية
تحية واجبة لطيور مصر المهاجرة من الأطباء والمنتشرين في شتي بقاع الأرض وشتي الدول العربية والاجنبية يقدمون خدمة طبية أعلي ما يمكن ويمثلون بلادهم أشرف تمثيل
تحية لجيش الأطباء الجرار في كل مستشفيات ومراكز مصر الآن الذين يواجهون خطر وباء الكورونا بكل ما أوتوا من علم وقوة مُعرضين حياتهم لأبشع أنواع العدوي الفتاكة غير مُبالين بحياتهم من أجل هدف واحد هو إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصريين واقتلاع هذا الوباء من مصر قبل الإنتشار, فما أعظم هؤلاء القلوب الطيبه النقيه الوفيه لبلادها ولمهنتها الساميه
في يوم الطبيب المصري أنتهز الفرصه لأقدم نصيحة الي حكومتنا الرشيدة أن أطباء مصر لن يصبروا كثيراَ علي الحياة القاسية التي يعيشونها ولابد للدولة أن تنظر مطالب أطباؤها اليوم وليس غداَ لأن الخدمة الصحية أمن قومي للبلاد ولابد لوقف نزيف هجرة الأطباء بشكل واقعي يُرضي الأطباء ولا يرضي الدولة فقط , ولقد أثبتت الأزمة الحالية لوباء الكورونا أن الفريق الطبي بأكمله أطباء وصيادلة وتمريض وفنيين في شتي التخصصات لايقل أهميه عن الجندي المحارب الذي يُحارب من أجل الأرض والعرض والوطن وأمن البلاد ولايقل عن القاضي الذي يحكم بين الناس بالعدل ليعم الأمن والآمان في ربوع المجتمع , والدولة التي لاتمتلك نظام صحي قوي هي في صفاف الدول المتخلفة التي لن تقوم لها قائمة ,أتمني من كل قلبي بعد إنتهاء أزمة كورونا أن تعكف الدولة علي مطالب الأطباء وتدرس أحوالهم المادية والإجتماعيه والتدريبيه وأحوال معيشتهم وبيئة العمل داخل المنشأت الطبية وتعمل علي تطوير فعلي لمنظومة الصحة في مصر وتفتح صفحة جديدة من الود والإحترام المتبادل وتبادل الأفكار والأراء مع نقابة الأطباء فهي نقابة مهنيه منتخبة شأنها شأن أي نقابة مهنيه في مصر ولن يُفيد حالة الجفاء الا تعقيداَ فوق تعقيداَ للإمور , وكلي ثقه أن الدولة إستوعبت الدرس والعظة من وباء كورونا
وأخيرا:
إن المعلم والطبيب كليهما لاينفعا إذا هما لم يكرما
فإصبر لدائك إن أهنت طبيبه ….وإصبر لجهلك إن أهنت معلماَ
د.عبدالعال محمد البهنسي
طبيب بشري مصري

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى