مأساة طبيب الدقهلية.. 68 غرزة وتهديد لأسرته واضطراره للتنازل عن حقه

قصة مأساوية يعيشها حاليًا طبيب وأسرته بمحافظة الدقهلية، فالطبيب الاستشارى ذو المسعة الحسنة، تعرض لاعتداء نتج عنه 68 غرزة، لأنه حاول انقاذ مريضة، وتوفت أثناء محاولة انقاذها، ولم يكتف المعتدون بهذا، بل يهددوه وأسرته، مما اضطره للتنازل عن حقه القانوني.

بداية الواقعة والاعتداء على طبيب الدقهلية

بدأت الواقعة بتلقي مدير أمن الدقهلية، إخطارا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من أحد المستشفيات الخاصة بمدينة المنصورة، بقيام شخصين بالتعدي على طبيب وإصابته بجروح قطعية بمناطق مختلفة بجسده.

انتقل ضباط وحدة مباحث قسم شرطة ثان المنصورة، إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين أنه أثناء إجراء الطبيب عملية قسطرة قلبية لسيدة تدعى عايدة.ط.م.ال. لفظت أنفاسها الأخيرة، وعقب إبلاغ الطبيب لأسرتها اعتدوا عليه بسلاح أبيض مطواة كانت بحوزتهم، مما تسبب في إصابته بجروح قطعية، وتم نقله إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة وإجراء جراحة وخياطة 68 غرزة، بجانب تحطيم غرفة العناية المركزة.

نجل طبيب الدقهلية يكشف سبب تنازل والده عن حقه وتعرضهم للتهديد

فيما قال الدكتور محمد الدركي ابن الطبيب المُعتدى عليه، إن والده أستاذ القلب توجه بعد انتهاء عيادته آملا إنقاذ سيدة كانت تعاني من جلطة بالقلب، وكانت محجوزة بالعناية المركزة بمستشفى نبروه، وتوفاها الله أثناء عمل قسطرة قلبية بسكتة قلبية، وحاول الوالد و٦ من المساعدين إنقاذها، ولكنه قضاء الله وقدره، وحين خرج الوالد لإخبارهم تم تكسير محتويات المركز والاعتداء عليه بطعنات متفرقة بالجسم تطلبت ٦٨ غرزة.

وأضاف الابن، أن الأب تنازل تحت ضغط ورهبة الموقف وخوفا علينا، لكننا نناشد الأجهزة الأمنية بحمايتنا من الترويع الذي نتعرض له منذ وقت الحادث.

وقالت مصادر لـ “دكتور نيوز”، إن الطبيب وأسرته يسكنون فى نفس المنطقة التى يسكن بها المعتدون على الطبيب، وهو ما يزيد من التخوفات عليهم.

نقابة الأطباء تطالب النائب العام ووزير الداخلية بحماية طبيب الدقهلية وأسرته

خاطبت نقابة أطباء مصر، اليوم الخميس، كل من المستشار حمادة الصاوي النائب العام واللواء محمود توفيق وزير الداخلية واللواء السيد سلطان مدير أمن الدقهلية، وذلك لحماية واتخاذ كافة الضمانات اللازمة لتوفير الأمان لأحد الأطباء وأسرته، واتخاذ الإجراءات القانونية والأمنية ضد من يقوموا بتهديد حياتهم.

واستعرضت نقابة أطباء مصر في مكاتباتها إلى النائب العام ووزير الداخلية ومدير أمن الدقهلية واقعة قيام أحد الأطباء استشاري القلب بالمنصورة محاولة إنقاذ حياة مريضة إلا أنه توفاها الله، وعقب وفاتها قام أهليتها بالتعدي على الطبيب وإحداث إصابات بالغة به وتلفيات بالمركز الطبي الخاص محل الواقعة.

وأضافت نقابة الأطباء أنها تلقت استغاثة من أسرة الطبيب تفيد بتعرضهم لتهديدات على حياتهم اضطرتهم لهجر منازلهم وموطن معيشتهم الذي هو نفس موطن أسرة المتوفية، وطالبت نقابة الأطباء في مخاطباتها اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والأمنية لحماية الطبيب وأسرته ومحاسبة المعتدين وموجهي التهديدات للطبيب وأسرته.

وأكدت نقابة أطباء مصر ونقابة أطباء الدقهلية متابعتهما عن كثب لأحداث الواقعة وتواصلهما مع أسرة الطبيب، وحرص النقابة العامة للأطباء ونقابة أطباء الدقهلية على تقديم كافة أوجه الدعم للطبيب وأسرته، وتشير نقابة أطباء مصر إلى أن أولويات أهدافها تأمين الطبيب وأسرته وحفظ كامل حقوقه، كما تناشد نقابة أطباء مصر الزملاء الأطباء دعم الطبيب وأسرته ومراعاة مشاعر الطبيب وأسرته عند تناول الواقعة لخصوصيتها.

شباب الأطباء بالمنصورة يتضامنون مع الطبيب ويشهدون بكفاءته

أصدرت الدفعة رقم 53 طب المنصورة بيانًا أعلنت فيه تضامنها مع د. السيد عبد الخالق الدركي، وقالت: “٦٨ غرزة كانت جزاء أستاذ القلب الخلوق الماهر الذي يشهد له القاصي والداني بالكفاءة والإخلاص بعد أن هبّ مسرعاً لإنقاذ حياة مريضة في حالة حرجة للغاية ولكن قدر الله كان أن تفشل محاولاته المستمرة وفريق عمله لإنقاذها وفاضت روحها إلى بارئها وخرج الطبيب مقدماً تعازيه لأهلها لتمتد اليه أياديهم بطعنات نافذة متفرقة في أرجاء جسده كادت أن تودي بحياته لولا حفظ الله ورعايته والتدخل الجراحي العاجل،كما تم إحداث تلفيات بالغة بالمركز تجاوزت قيمتها ال ٣٦٠ ألف جنيه”.