منى مينا تكتب عن أزمة أطباء التكليف

تتصاعد حاليا أزمة شديدة بين أطباء التكليف وبين وزارة الصحة.
تتلخص الأزمة في أن أطباء التكليف -أو أغلبيتهم الكاسحة- يرفضون التسجيل على قاعدة البيانات والرغبات الخاصة بالتكليف ، دون توافر القواعد العادلة و مميزات العمل في المناطق النائية التي كانت متوافرة في الأعوام الماضية .
إذا راجعنا السنوات الماضية ، نجد أن بعض التحفيز و المميزات ا(المالية و العلمية) التي أعطيت للأطباء المكلفين بالمناطق النائية ، حلت تماما مشكلة العجز الشديد في أطباء الوحدات الصحية بهذه المناطق ، لذلك كان من المتوقع أن يستمر العمل بالقواعد التي حلت المشكلة .
و لكن للأسف وجدنا هناك سعي لتغير القواعد ، بدءا من “فصل المستشفيات التعليمية” عن التنسيق الخاص الذي يحق لأطباء المناطق النائية الدخول فيه ، كنوع من التحفيز العلمي لهم على العمل سنة كاملة في منطقة نائية و محرومة من الخدمات الصحية ، حيث أن المستشفيات التعليمية هي مستشفيات مميزة تعطي فرصة تدريب جيدة للأطباء المتدربين بها ، هذا الفصل الذي لا أستطيع فهمه على الإطلاق ، خصوصا و أن أي باحث في شئون الصحة يضع على رأس مشاكل الصحة مشكلة “تفتت و تعدد النظم الصحية” حيث كل عدد من المستشفيات يسير بقواعد خاصة ولوائح خاصة ، و لذلك فهناك العديد من المقترحات للتنسيق و التقريب بين نظم إدارة المستشفيات المختلفة ، و في نفس هذا الوقت نجد “هيئة المستشفيات التعليمية ” تضع قواعد تفصل نفسها بالتدريج أكثر فأكثر عن وزارة الصحة ، و تفصل نفسها عن التنسيق الخاص بأطباء المناطق النائية.
أيضا يعترض أطباء التكليف على تخصيص عدد كبير من الرغبات المتاحة “للجهات الخارجية” ، والجهات الخارجية هي بعض المستشفيات مثل مستشفيات الطلبة و مصر للطيران والسكة الحديد ، و أحيانا المستشفيات المميزة للمحظوظين ، أي توزيع التكليف على مستشفيات و ليس وحدات صحية ، رغم أن وزارة الصحة تعترف بأنها تعاني من عجز شديد في أطباء الوحدات الصحية ، و رغم أن التكليف أساسا لتغطية العمل بالوحدات الصحية ، هنا يطلب أطباء التكليف مساواة الجميع بتوفير عدد من الرغبات تكفي فرص التكليف للجميع بالوحدات الصحية ، و العمل بالمستشفيات يكون بتنسيق جديد (لفترة النيابات) بعد الإنتهاء من فترة التكليف ، و ذلك ضمانا للعدل والشفافية .
السؤال الموجهة للسادة المسئولين بوزارة الصحة و هيئة المستشفيات التعليمية ..أليست هذه المطالب مطالب عادلة ..أو على الأقل منطقية ..تستحق اهتماما ومناقشة جديدة من حضراتكم ؟؟ أم إن المشاكل انتهت من وزارة الصحة حتى أننا أصبحنا نتفنن لخلق مشاكل جديدة ؟؟؟