fbpx
أهم الأخبارحكاوي

“يوناس سولك” رفض المليارات من أجل حصول البشرية على لقاح “شلل الأطفال” بالمجان 

عبد الجواد محمد

لم يسع العالم الكبير يوناس سولك للثروة أو الشهرة من خلال ابتكاراته، والدليل كما نشر فى العديد من الصحف الأجنبية، إنه رفض المليارات وحقوق الملكية الفكرية وتسجيل براءت الاختراع وذلك لكى تحصل البشرية على دواء شلل الأطفال بالمجان، ويشار إلى أن فى إحدى المقابلات التى أجريت معه جاء فيها سؤال “من يملك براءة إختراع لقاح شلل الأطفال؟” فأجاب “لا أحد؛ هل يمكنك إستخراج براءة إختراع للشمس؟”.

ولد سولك في 28 أكتوبر 1914 و توفى 23 يونيو 1995 في نيويورك لعائلة فقيرة من المهاجرين اليهود الروس ولوالدين هما دوران ودانيال سولك، وتخرج من المدرسة الثانوية، ثم انتقل إلى جامعة مدينة نيويورك، حيث حصل على بكالوريوس شهادة الطب من جامعة نيويورك في يونيو 1939، وفي الكلية التقى دونا يندساي التي أصبحت زوجته فيما بعد وقد تزوجا في 9 يونيو، 1939.وانجبا ثلاثة اطفال : بيتر، دارل، وجوناثا.

نجح سولك فى الوصول إلى التجربة الأولى للقاح شلل الأطفال، وكان حينها يعمل في نيويورك وميشيغان وكاليفورنيا وبيتسبرغ.
ويشير إلي أن كان نصيب الولايات المتحدة وحدها عام 1916، 27 ألف طفل مصاب بشلل الأطفال، وكانت بداية الاهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض مع عيد ميلاد روزفلت 30 يناير 1938، وهو أشهر مريض بهذا المرض في العالم، واستطاعت الحملات في أول عام تجميع 1.8 مليون دولار، وظلت محاولات علاج شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان يوناس سولك وبعده ألبرت سابين ونجحا في اختراع فاكسين ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الاكتشافات الطبية في تاريخ الطب.

لم يجد سولك بسبب ديانته اليهودية أى وظيفة في البداية، ولم ينقذه إلا أستاذه فرانسيز الذي أوجد له وظيفة في معامل أبحاث الجيش الأمريكي، وكانت البداية أبحاثاً على فيروس الإنفلونزا، ولم ينعكس هذا الاضطهاد والظلم والتمييز على توجه سولك الإنسانى.

حاول سولك في أواخر الأربعينات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل في أول تجاربه 1954 عندما حقن في البداية 137 طفلاً بلقاحه، وارتفع الرقم إلى 2 مليون طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبى، ومن بينهم توفى إحدى عشر مصاباً، وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن اكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور العالم سابين الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط في الفم وليس حقناً، وخرج اكتشافه إلى النور عام 1957، واقتنع الأمريكان وقتها أن العلم لادين له، وأن هذين اليهوديين قد أنقذا أطفال أمريكا ومستقبلها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى