fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتور أحمد حسين يكتب: عقد غير مكتوب

–         المرضى يتناقلون إهمال الأطباء وعدم إكتراثهم بهم في المستشفيات الحكومية وشرائهم الأدوية والمستلزمات من خارج المستشفى رغم أن العلاج مجاني في مستشفيات الحكومة.
–         المرضى يضطرون للعيادات والمستشفيات الخاصة .. يصرخون من إلتهاب الأسعار وجشع الأطباء .
–         المرضى يتناقلون إنسانية الطبيب الذي صادفه في المستشفى الحكومي وكيف أنه حارب ليقرر له الأشعة والتحاليل بدون دفعة تكلفتها وكيف إستخرج من ماله الخاص لشراء أدوية لهم لعدم قدرتهم على ثمنها .
–         الأطباء المصنفون تحت الملتزمين يذهبون للعمل الحكومي ثلاثة أيام اسبوعياً ويتقاضون كامل رواتبهم .
–         شباب الأطباء المحظوظ منهم  في إقتناص فرصة التسجيل لإستكمال دراسته العليا يصرخ من إرتفاع الرسوم والباقي يؤجل تلك الصرخة بعد الإنتهاء من رحلة البحث عن تلك الفرصة ويحقد على زملائه الذين تقدموا لمرحلة الصراخ .
–         وسائل الاعلام تتناقل شكاوى المرضى عن إهمال الأطباء في علاجهم وأيضاً في إصلاح ماسورة المجاري المنفجرة والأسرة المحطمة وجهاز الأشعة المعطل وجهاز الضغط التالف وندرة مصل العقرب وإصرارهم على كتابة الأدوية من خارج المستشفى ، وتتناسى في زخم الكم الهائل من الشكاوي إنسانية هولاء الأطباء التي تناقلوها المرضى المندسين إياهم .
–         وزارة الصحة مشكورة تتابع وتتطلع شكاوى المرضى عبر وسائل الاعلام وتحيل الأطباء المهملين إلى التحقيق ، عفواً هي أكثر إنسانية فهي تقرر الجزاء فوراً ( ويبقى ينتهي التحقيق براحته ) .. ولكنها في زخم الشكاوى تنسى عن إقرار تدريب للأطباء على صيانة المجاري وأجهزة الأشعة والضغط وإصلاح الأسرة ورتق مراتبها وملاءتها وحصر الأدوية التي يصفونها هولاء المهملين للمرضى من خارج المستشفى .
–         المرضى وأهلهم يقرروا عقاب بدني للأطباء المهملين في المستشفيات .. في أوقات يكون الإهمال أقل فيكون العقاب مجرد سب لفظي فقط … والمواطنون عبر الاعلام : يستاهلوا .. ده عقاب الدنيا و لسه الأخرة .
–         سلسلة متصلة من الإتهامات والدفوع بين الأطباء والمرضى والمجتمع، اللكمات والمضادة لها .. في حلقة المصارعة الكل محق والكل مخطيء والأكيد أن الكل خاسر ، وحيث أن قواعد اللعبة أن يكون لكل خاسر كسبان .. فلنبحث عن الرابح ربما يكون خارج الحلبة :-
. الأطباء بموجب عقد غير مكتوب مع الحكومة  عنوانه ( اشتغل على قد فلوسنا )، معظمهم يذهب للعمل بالكاد ثلاثة أيام أسبوعياً .. هذا عن مستشفيات وزارة الصحة أما المستشفيات الجامعية فبعضهم يكون لهم هذا الرقم ربع سنوي ، أما بنود العقد ( الغير مكتوب ) :-
1-    أن يتحمل الطبيب المسئولية عن المجاري الطافحة والأجهزة المعطلة والأسرة المحطمة والأدوية الناقصة وكذلك هش القطط وعدم زوبان الحشرات الزاحفة والطائرة وظهورها على سطح طعام المرضى .
2-    أن يسعى بكل جهده لزيادة موارد المستشفى وتحصيل الرسوم من المرضى ، وفي حالة شكوى المرضى يكون أخرس وأعمى عند إتهامه بالجشع .
3-    أن يكون حائط الصد الأوحد يتلقى عن وزارته العلقة السخنة من أهل المرضى .
4-    أن يتلقى اللكمات الاعلامية في هدوء وسكينة ويرد بكل أدب معترفاً بذنبه .
5-    أن يتلقى عقاب رؤسائه بصدر رحب وترحيب .. ممنوع منعاً باتاً التظلم ولو حتى بالأدعية .
6-    في حالة نجاح سحر الطبيب أو إستجابة دعائه في شفاء مريض وصادف أن تناقلت تلك الحالة أحد وسائل الاعلام المندسة ، يوجه الطبيب الشكر لمستحقيه (مدير الأمن ، الوزير،وسائل الاعلام ، وكيل الوزارة ، مدير المستشفى)
7-    يحق للطبيب أن يمتلك عيادة خاصة أو مستوصف أو مستشفى مع التزامه بدفع رسوم التراخيص بالحي شاملة البقشيش و رسوم العلاج الحر والنقابة ووزارة البيئة وهيئة الصرف الصحي والكهرباء والمياه وتجميل المدينة ومعونة الشتاء وما يستجد من تبرعات ، ويجوز له التحكم في الفزيتة في حالة عدم إمتهانه حرفة أخرى .. وفي حالة وصول شكوى المريض لوسائل الاعلام تطبق عليه البنود المعنية السابقة في العقد .
المشكلة واضحة ومعروفة لمعظم من في الحلبة ولكن الجميع يرتضون الوضع ، ترتص شماعاتهم في عقولهم ، يتبادلون اللكمات والمضادة .. وعزائهم أنهم ما زالوا أحياء .
والحل أيضاً واضح وليس بدعة .. ولكنهم جميعاً أصابهم الخرس والعمى عن عمد ، هذا ما أراده لهم الرابح الأوحد .
علشان طولت عليكم .. نتعرف على الحل والرابح في مقال قادم .. هذا إن كنا أحياء
                                                              د. أحمد حسين 
عضو مجلس النقابة العامة للأطباء
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى