حقيقة الأنسولين الذي يتم تناوله عن طريق الفم

أرسل لى العديد من الأصدقاء يسألوني عما نشرته جامعتي جامعة هارفارد وجامعة MIT للتكنولوجيا المجاورة لنا حول توصلهم الى طريقة جديدة لتناول الأنسولين عبر الفم؟ وهل تم إعتمادها من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية؟ وهل هذا الإنسولين متاح الآن للمرضى ليريحهم من الحقن اليومي؟ وللإجابة أحب أن أوضح أن الانسولين هرمون حيوي لحياة الإنسان وتفرزه غدة البنكرياس المتاخمة للمعدة والامعاء والكبد. والانسولين يحتاجه مريض السكر من النوع الأول فحياته مهدده إن لم يتعاطاه ولو ليوم واحد. كما أن العديد من مرضى السكر من النوع الثاني يعالجون أيضًا بالانسولين. والانسولين مركب بروتيني بمعنى أنه لو أخذ عن طريق الفم سيتم هضمه في المعدة مثل كافة البروتينات التى نأكلها لذا يجب حقنه تحت الجلد. وهنا تبدأ معاناة مريض السكر حيث يجب عليه تحليل السكر عدة مرات يوميا وحقن الانسولين عدة مرات مدى الحياة. والاختراع الجديد هو عبارة عن أنسولين معبأ داخل كرات صغيرة جدًا محملة داخل كبسولة وبمجرد بلع الكبسولة تتحرر الكرات وترسى على جدار الأمعاء في وضع ثابت الاتجاه بتكنولوجيا عالية جدًا. كل كرة فيها إبرة دقيقة تحقن الإنسولين مباشرة في جدار المعدة ليصل الى الدم بسرعة أفضل من الحقن عن طريق الجلد. ولقد نجحت الأبحاث في حيوانات التجارب الكبيرة مثل الخنازير. ولكن حتى الآن لا نعرف مضاعفات الحقن المستمر لفترات طويلة على جدار المعدة. كما أن الطريقة المبتكرة لم تُجرب على الإنسان حتى الآن وبالطبع لم تعتمدها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وربما تحتاج الى ٣-٤ سنوات من الأبحاث ولكنه أمل جديد لمرضى السكر قد يريحهم في المستقبل من الوخز اليومي ولكن أمامنا فتره حتى يرى النور. أهلًا بالعلم والإبتكار…!!!!

د. أسامة حمدي
أستاذ أمراض السكر بجامعة هارفارد