ارتفاع إقبال اللاجئين على الرعاية الصحية الخاصة في مصر: استجابة للتحديات واستفادة من الخصومات
أحمد صبري
بعد مرور أكثر من عام على تدفق اللاجئين من السودان جنوب مصر ومن الشرق من غزة ، ارتفع عدد الأجانب في مصر الي أكثر من 10 ملايين شخص ، وهو ما أدى الى تأثيرات في عدة قطاعات سواء بالسلب أو الإيجاب لكن سنركز علي القطاع الصحي في هذا التقرير .
رصدنا خلال الشهور الماضية ارتفاعا في إقبال اللاجئين من عدة جنسيات علي خدمات القطاع الخاص الصحي وهو ما أدى الي زيادة نسب اشغال هذا القطاع عبر عمل شراكات مع الجمعيات الخيرية .
السبب الأكبر لإقبال اللاجئين للعلاج في القطاع الخاص هو أن معظمهم غير مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر وهو ما يحرمهم من الاستفادة من الخدمات الحكومية المجانية حيث يتم اعتبارهم أجانب ليست لديهم إقامة قانونية .
بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في مصر نهاية أغسطس الماضي 750 ألف شخص مقارنة بالعدد الإجمالي الذي أعلن عنه وزير الخارجية بدر عبدالعاطي وهو 10 ملايين شخص .
هذه النسبة التي تمثل أكثر من 13 ضعف العدد المسجل رسميا، جعلت معظم اللاجئين يتجهون للقطاع الخاص والجمعيات الخيرية التي ساهمت بشكل فعال في تقديم الخدمات الصحية .
خلال هذا العام انتشرت في مصر عدة عروض لمعامل التحاليل الخاصة والمراكز الطبية لجذب أكبر عدد من اللاجئين حيث قدمت خصومات سخية لهم في مناطق بمحافظات القاهرة والجيزة وأسوان .
قمنا على مدار الأسابيع الماضية برصد عدد من العيادات الخاصة والمراكز الطبية تقوم بعمل إعلانات عن خصومات للسودانيين والفلسطينيين في الشوارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي وكانت تتركز معظمها في مناطق فيصل والمهندسين وبعض المناطق في محافظة القاهرة .
قمنا بزيارة أحد المراكز الطبية بمدينة الرحاب بالقاهرة والتي وجدنا أنها تقدم عروضا للاجئين وسألنا بعض اللاجئين عن آرائهم في تلك العروض وهل هي فعلية ومفيدة لهم أم مجرد اعلانات ترويجية .
يقوم محمد الفاتح لاجئ سوداني إنه حصل علي خصم 50 ٪ من سعر الكشف والفحوصات و10 ٪ خصم على الأدوية موضحا أن ذلك كان جيدا بالنسبة له كلاجئ يعاني من قلة السيولة المالية بعد أن فر من الحرب العام الماضي .
وأكد ان معظم العيادات التي تقدم خصومات وتخفيضات للاجئين ينتشر أسمها بشكل سريع بين أوساط اللاجئين علي منصات التواصل الاجتماعي .
وجدنا تلك الإعلانات على تويتر وفيس بوك أنظر الصور التالية .
في رصدنا وجدنا أن معظم الحالات التي ترتاد العيادات التي توفر خصومات هي من الحالات المرضية الفقراء حيث طالب معظمهم أن يتم توفير جمعيات خيرية بشكل أكبر ، حتى تسمح للاجئين غير المسجلين في المفوضية من الحصول علي الخدمات الصحية بشكل مباشر .
وأكد محمود عطا والذي قابلناه في أحد المراكز الطبية في منطقة الدقي إنه يحصل على الخدمة الطبية بمساعدة من إحدى الجمعيات الخيرية المصرية حيث أن لديها تعاقد مع المركز الطبي لعلاج اللاجئين .
قمنا بالتواصل مع الدكتورة غادة الجنزوري وكيل غرفة مقدمي الرعاية الصحية باتحاد الصناعات المصرية التي أكدت أن المراكز الطبية استفادت بالفعل من زيادة أعداد اللاجئين في مصر لكن تركزت الزيادة بشكل أكبر في مناطق المهندسين و الدقي بمحافظة الجيزة عن القاهرة.
وأكدت الجنزوري في تصريحات ل “دكتور نيوز ” – والتي هي عضو مجلس إدارة مستشفي الجنزوري – أنهم قاموا بعلاج عدد من الفلسطينيين والسودانيين بالتعاون مع هيئات خيرية .
وأشارت الى أنهم قاموا بتقديم خصومات خاصة للاجئين مراعاة للظروف التي يمرون بها وتتمثل فرارهم من مناطق الحرب من السودان .
من خلال تقريرنا وجدنا أن معظم من يستفيد بهذه الخصومات هم اللاجئين من الجنسيات الفلسطينية والسودانية .
وقال الدكتور محمد سالم صاحب معمل تحاليل بمحافظة أسوان جنوب مصر إنه يقوم بتوفير التحاليل الطبية للمرضى السودانيين بسعر التكلفة فقط بمبادرة شخصية منه فقط موضحا أن هناك عدد كبير من الأطباء يقوم بنفس الفعل في المناطق القريبة .
وأوضح أن تلك المبادرات تعمق المحبة بين الشعوب مضيفا : هم ضيوف لدينا لفترة مؤقتة ويجب مساعدة الضيف .
وجدنا أيضا بعض المبادرات من أطباء سودانيين قاموا بخفض أسعار الكشوفات الطبية بالتعاون مع جمعيات سودانية مثل الدكتور محمد الجمل طبيب الباطنة الذي تحدثنا معه عن تلك المبادرات حيث أكد أن تلك المبادرات هامة بسبب العدد الكبير من المرضى اللاجئين .
وأضاف : هناك انخفاض في أعداد الأطباء السودانيين المسجلين رسميا في مصر بسبب تأخر اصدار التصريحات الأمنية للأطباء الراغبين في فتح عيادة أو العمل محليا موضحا أن أزمة الحرب في السودان تحتاج الي تسريع تلك الموافقات حتي يستفيد عدد أكبر من السودانيين سواء كانوا أطباء أو مرضى .