يُعد الجديري المائي مرضًا شائعًا يؤدي إلى ظهور طفح جلدي يُسبب الحكة، وظهور بقع وبثور حمراء في جميع أنحاء الجسم، فما هي أسباب الإصابة بهذه العدوى، وأعراضها وكيفية علاجها والوقاية منها؟ هذا ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل في السطور القادمة.
أعراض الجديري المائي
عادةً ما تظهر أعراض جدري الماء بعد مدة 14 حتى 16 يومًا من ملامسة شخص يحمل الفيروس، وتُسمى هذه المدة بفترة الحضانة (Incubation period)، وتتمثل عادةً أعراض جدري الماء الأولى في ما يلي:
- الحمى.
- الصداع.
- ألم في الحلق.
- الشعور بالضعف.
- التعب وفقدان الشهية.
- الطفح الجلدي.
يتميز الطفح الجلدي المصاحب للجديري المائي بظهوره بعد يوم أو يومين من ظهور الأعراض الأولى، كما أن بعض الأطفال يظهر الطفح الجلدي بدون حمى أو أي أعراض مبكرة أخرى.
أسباب وعوامل خطر جدري الماء
تحدث الإصابة بمرض الجديري المائي بسبب العدوى بفيروس الحماق النطاقي ( Varicella Zoster Virus) وهو نوع من فيروسات الهيربس التي تصيب البشر، وهو مرض معدي يمكن أن ينتقل من شخص لآخر بأحد الطرق التالية:
- استنشاق رذاذ عطس أو سعال شخص مصاب بالفيروس، أو هواء ملوث بجزيئات من سائل البثور.
- لمس السائل الموجود في البثور نفسها.
- مشاركة الطعام مع شخص مصاب بالعدوى.
- استخدام الملابس أو الأدوات الشخصية الملوثة بسائل بثور الجديري.
ما هي الفئات المعرضة للإصابة؟
تزداد احتمالية الإصابة بالجديري المائي في الحالات التالية:
- الأشخاص الذين لم يُصابوا من قبل بعدوى جدري الماء أو لم يتلقوا اللقاح.
- الأطفال الأقل من عمر 12 عامًا.
- العاملين في الأماكن التي تستلزم الاختلاط المباشر مع الأطفال، مثل العاملين في المدارس.
- حالات ضعف المناعة الناتجة عن الإصابة بحالة طبية أو استخدام أدوية مثبطة للمناعة.
طرق العلاج
عادة ما يكون الجديري المائي عند الأطفال خفيفًا ولا يحتاج إلى علاج ويتحسن من تلقاء نفسه، بينما تكون العدوى أكثر حدة في البالغين.
ويعتمد علاج جدري الماء على تخفيف الأعراض وغالبًا ما يكتفي بالعلاج المنزلي الذي يشمل:
- تناول الباراسيتامول (Paracetamol) لخفض الحرارة وتسكين الألم.
- تناول الأدوية مضادات الهيستامين لتقليل الحكة.
- وضع مرطب على البثور مثل لوشن الكالامين للتلطيف والتقليل من الحكة.
- عمل حمام دقيق الشوفان لتهدئة الجلد وتخفيف الحكة خاصة في الأطفال.
قد يصف الطبيب في بعض الحالات مضادات الفيروسات مثل دواء الأسيكلوفير لتقليل حدة الأعراض ومدة المرض في حالات البالغين، والحوامل، وحالات نقص المناعة.
تذكر! ممنوع استخدام الأسبرين (Aspirin) في الأطفال الأقل من 16 عامًا المصابين بالجدري المائي نظرًا لمخاطر الإصابة بمتلازمة راي، كما يوصى بتجنب استخدام الإيبوبروفين (Ibuprofen) حيث أنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الطفح الجلدي.
كيف يمكن الوقاية من الجديري المائي؟
تعد أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بعدوى جدري الماء هي تطعيم الأطفال ضد الفيروس، إذ يُعطى لقاح الحماق النطاقي للأطفال كما يلي:
- جرعة أولى في عمر عام.
- جرعة معززة في عمر 4 أو 6 سنوات.
كما ينبغي أيضًا إعطاء اللقاح للبالغين الذين لم يُصابوا بالمرض من قبل أو لم يتلقوا اللقاح في مرحلة الطفولة، وفي هذه الحالة يؤخذ التطعيم على جرعتين يفصل بينهما 4 أسابيع على الأقل.
كذلك تتضمن طرق الوقاية من الجديري ما يلي:
- عزل المريض خاصة عن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات بما في ذلك النساء الحوامل وحديثي الولادة.
- تجنب الاختلاط بالمصابين.
- تعقيم أدوات المصاب.
ما الفرق بين الجديري المائي والجدري؟
مرض الجدري (Smallpox) هو مرض فيروسي فتاك شديد العدوى، ينتج عن الإصابة بفيروس الجدري (الفاريولا)، ويتميز بظهور طفح جلدي في صورة بثور تنتشر في معظم أجزاء الجسم ثم تجف وتترك وراءها ندوبًا دائمة في معظم الحالات، وكان يعد أحد أخطر الأوبئة في العالم، ولكنه تم القضاء عليه تمامًا في عام 1980 بعد حملة لإعطاء اللقاح ضده في جميع العالم.
أما الجديري المائي فهو عدوى فيروسية أيضًا ولكنه ليس مرضًا خطيرًا، وهو يصيب الأطفال وتستمر العدوى به نحو أسبوع، وأهم شيء في علاجه هو ضرورة خضوع الطفل للراحة التامة فى المنزل.