fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتور عبدالعال البهنسي يكتب: قناة صحتي

منذ فترة ليست بالبعيدة فوجئت بكم هائل من إعلانات يومية لوزارة الصحة علي شاشات التليفزيون، ولم يقف الأمر عند ذلك فحسب بل إن هناك مسلسلات هابطة لا قيمة لها ترعاها وزارة الصحة.

بل وصل الامر الي رعايه وزارة الصحة لمهرجانات السينما !!!!! في سابقه لم تحدث من قبل في أي دولة، لاسيما دولة واحدة فقط وزير صحتها هاله زايد والتي لا تجيد الا الشو الإعلامي والزفه وصناعه المواقف الناجحه المؤقته والبروباجندا الموجهه وتصدير صورة ناجحه لها ولوزارتها بما يخالف أرض الواقع.

وأتساءل من أين أتت وزيرة الصحة بكل هذه الأموال الباهظة لكي ترعي برامج توك شو يوميه أو مسلسلات أو ما شابه ذلك في قنوات خاصه، في الوقت الذي لم أري فيه إعلان واحد يخص الزيادة السكانيه والتي هي أساس كل المشكلات في بلد نامي بحجم مصر.

بل وأتساءل أكثر وأكثر هل وصل بنا الحال في وزارة الصحة الي هذا الحد من الإكتفاء الذاتي وتم توفير الأدوية والمستلزمات وتم توفير لقاح الكورونا لجميع المواطنين وتم القضاء علي جائحة الكورونا وتم تشييد سلسله كبيرة من المستشفيات الحديثه والمتطورة وتم تطوير بيئة العمل الطبي والإداري داخل منشأتنا الصحيه علي مستوي الجمهورية، بل هل تم وقف نزيف الهجرة للاطباء هروباً من جحيم وزارة الصحة.

بل مازلت أتساءل هل وصل بنا الحال اليوم أن المريض يحصل علي الخدمة الطبية بكرامة ويسر وداخل منظومة حقيقيه متكاملة إطارها الشفافيه والحوكمة الصحية حتي نتفرغ لمرحله أخري وهي الإعلانات ورعاية برامج التوك شو ؟!!!

بل لم أكن اتخيل أنه سيأتي اليوم الذي نُدمر فيه تاريخنا وميراثنا من الإعلام الصحي الحكومي المتمثل في قناة صحتي والتي تمتلك أكثر من 30 الف ساعه إذاعيه منذ نشأتها، وحملت القناة والعاملون بها علي عاتقهم رساله نبيلة وهي نشر الوعي الصحي والثقافي لدي الشعب المصري والعربي وذلك عن طريق برامجها الصحيه والتي تمتعت بالسهوله والمصداقية وإستضافة الخبراء في شتي المجالات الطبية والثقافيه وكل ذلك بأقل الإمكانيات وأقل التكاليف المالية.

ولم أكن أتخيل أن يتم إغلاق القناة الأولي من نوعها في مجال الصحة في الوطن العربي من أجل التوجه الي الإعلانات في شتي البرامج والقنوات مع إحتمالية وجود شبهة إستغلال لهذه الإعلانات في توجيه رأي القناة أو المذيع في ما يُقال عن أداء وزارة الصحة، ونقل الإيجابيات فقط والتغاضي عن مناقشة السلبيات والصور القاتمه للنظام الصحي والتي تُقدر بالالاف في كل مكان بل لم يقف الأمر عند ذلك وحسب.

فتم تشريد جميع العاملين بالقناة وتوزيعهم علي إدارت أخري لاعلاقه لها بوظائفهم الأساسيه مما يعد إهدار للمال العام والذي يستوجب التحقيق وإهدار للخبرات التي تمتكلها وزارة الصحه في مجال الإعلام ناهيك عن الأجهزة المستخدمه في البث الاذاعي والأستديو الإذاعي والكاميرات والتي واراها التراب منذ قرار الغلق.

والحق أقول, لم يكن مطلوباً أبداً من قناة صحتي أن تكون قناة إستثماريه هادفه للربح وجمع الأموال لأن رسالتها أكبر وأنبل وأعظم من المكاسب المادية أمام تشييد بناء من أعظم الأبنيه وهو الوعي الصحي والثقافي للمواطنين والذي لايُقدر بأي ثمن والذي حتماً سينعكس أثرة علي الفرد والمجتمع وعاداته وتقاليده الصحية.

لذا فإن الدور التي قامت به قناة صحتي علي مدي عشرين عاماً حتماً كان له بالغ الأثر علي صحة الدولة المصرية بطريقة مباشرة وغير مباشرة ولا يُمكن أن نُقيم القناة ورسالتها بحجم المكاسب الماليه أو الخسائر إن وُجدت فالمقارنه هنا خاطئة وظالمه وفي غير محلها.

بل يتم التقييم من حيث المحتوي العلمي والثقافي والرساله التي تقدمها القناه علي أرض الواقع وحضور القناه في شتي الفعاليات والمبادرات الرئاسيه وغيرها من المبادرات الصحيه بوزارة الصحة بالإضافه الي برامج التوعيه المذاعه علي مدار الساعه والتي تُخاطب الكبير والصغير بلغة بسيطة سهله مُمتعه غير متكلفه تصل لعقل وقلب المشاهد البسيط.

وأتساءل ماذا لو كانت القناه مازالت موجوده أثناء جائحة الكورونا ؟ وماذا سيكون لها من أدوارِ عديده في نشر الإجراءات الصحيه الإحترازية ليل نهار ؟! وأثر ذلك علي فكر وإلتزام المشاهدين والذي من المؤكد سيكون له بالغ الأثر علي معدل الإصابات وإنتشار المرض.

إن غلق قناة صحتي لهو خطئية كبري بل ان شئت فقل انها صورة حيه وصارخة من صور الفساد الإداري الذي إستشري في وزارة الصحة و لايعرف قدر هذه الخطئية الا كل ذو عقلِ ورؤية ورساله وهذه الخطئية ستكون لعنة تلاحق كل من إشترك فيها كبيراً كان أم صغيراً،.

ولن تسقط هذه الخطئية بالتقادم وسيأتي اليوم الذي تعود فيها القناه لمجدها وتظهر علي شاشات التفاز مرة أخري ويخرج علينا المذيع الرائع والمتمكن ذو الحضور الخاص جداً الدكتور السيد العباسي رئيس القناة ببرامجه الهادفه والقيمه ليُكمل المسيرة ويرعي من جديد النبته الصالحه الذي زرعها الوزير الأعظم الدكتور إسماعيل سلام، حتي يأتي علينا يوماً نحن الشعب المصري وقد إمتلكنا مقداراً كبيراً وعظيماً من الوعي الصحي الهادف لنعيش في مجتمع أكثر صحة وإنتاجاً داخل دولة قوية صحياً وإقتصادياً.

إنني كمواطن مصري قبل أن أكون طبيباَ وفرداَ من أفراد وزارة الصحة المصرية أطالب وكلي أمل ورجاء السيد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان المكلف أن يُعيد الأمور الي نِصابها ويُصدر قراره الشجاع بإعادة قناة صحتي الي النور مرة أخري اليوم وليس غداَ كجزء من خطته لتصحيح المسار وإصلاح ما أفسدة الآخرون علي مدي السنوات الثلاث العصيبة الماضية التي مرت بها وزارة الصحة.

الدكتور عبدالعال محمد البهنسي
أخصائي طب الطوارئ والإصابات
ومؤسس المبادرة المصرية الوطنيه لإصلاح القطاع الصحي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى