دراسة: كثرة النوم وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية يحسن سلوكيات الأطفال
كتب – محمد حسن:
كشفت دراسة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن حاجة الأطفال للكثير من النوم ضرورية لتحسين انتباههم وسلوكهم وذاكرتهم، إلى جانب رفع قدراتهم على الإدراك وصحتهم البدنية والعقلية.
وتشير الدراسة التي أوردتها صحيفة “أوديسا أمريكان” على موقعها الإلكتروني إلى أن النوم الكثير للأطفال يؤدي لتحسن أدائهم في المدرسة وتبني علاقات أفضل داخل المنزل.
وقام الباحثون في هذه الدراسة بمراجعة 864 حالة لدراسة مدى ارتباط فترات النوم بالصحة العامة وصحة القلب والأوعية الدموية والصحة العقلية والأيضية والمناعة والصحة الإنمائية والأداء البشري.
وقدمت الدراسة – التي تم إعدادها طيلة 10 أشهر وشارك فيها 13 من خبراء النوم – وثائق لطبيبة الأطفال بارجافي كولا والطبيب النفسي بوبي جين، حيث أكدت الطبيبة كولا من جانبها أن عدد ساعات النوم المطلوبة للأطفال ما قبل الحضانة إلى مرحلة الحضانة تكون 10 ساعات على الأقل.
وأضافت كولا أنه ينبغي أن تبدأ المدارس العمل في الثامنة والنصف صباحا حتى يحصل الأطفال على قدر كاف من الراحلة وتجديد النشاط والتعافي من أجل الصباح التالي.
الآباء الذين لا يحصل أبناؤهم على قدر كاف من النوم، يقولون إن متاعب النوم تظهر مدى العنف الذي تتسم به سلوكيات أبنائهم.
وحذرت كولا من انشغال الأطفال بالأجهزة الإلكترونية في الأوقات المخصصة لنومهم، قائلة :”نرى مزيدا من العنف والكثير من مشاكل السلوك مع المراهقين الأولاد والبنات، لكن ينبغي أن يضع الأباء حدودا لتلك الأمور، فمن الممكن أن يعطوا أطفالهم الهاتف دون إمكانية الدخول على الإنترنت”.
وأضافت : “فقط 3 إلى 4 ساعات من الوقت تحدث فارقا، وتفقد الأطفال القدرة على التركيز ..ولا يمكنهم استيعاب ما يُقال، وتنخفض بالتالي معدلات نجاحهم”.
وشددت كولا على ضرورة أن يهتم الأباء بضرورة الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية وجعل أجزاء في المنزل دون كهرباء إن أمكن مع ضرورة عدم وضع أية أجهزة إلكترونية في غرفة نوم الأطفال.
وتابعت “أعتقد أننا نحتاج للراحة، نحتاج لفترة خالية من الضغوط ويمكننا الحصول على ذلك كل يوم إذا اهتممنا فقط بتحديد وقت النوم والاستيقاظ”.
وألمحت إلى أن هناك دراسات تظهر أن الأطفال الذي يحصلون على قسط جيد من الراحة تكون نسب نموهم جيدة من حيث الأطوال والأوزان والأداء في المدرسة وقدرات الذكاء لديهم.
أما طبيب الأمراض النفسية بوبي جين فيقول إن الاحتفاظ بجدول للنوم أمر غاية في الأهمية لاسيما خلال الصيف، حيث يكون ضبط ساعات النوم أمرا صعبا عند بدء الدراسة.
ويضيف “جين” أنه بالإضافة إلى عدم التركيز ومشاكل السلوك، فقد خلصت التجارب الإكلينيكية، إلى أن قلة النوم يمكن أن ينتج عنها أمراض أخرى مثل الاكتئاب”.
وتابع :”في حالات أخرى أكثر خطورة، يمكن أن ينتج عن قلة النوم معدلات أعلى من الانتحار وسلوكيات إيذاء الذات”.
وأوضح أن هناك دراسة أخرى تشير إلى وجود نسبة تتراوح ما بين 30 إلى 40% من مشاكل السلوك يمكن الحد منها عن طريق تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
ونوه بأن مواعيد النوم بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 13 عاما ينبغي أن تكون الثامنة والنصف مساء سواء في الصيف أو فصل آخر.
وتابع :”ينبغي أيضا إغلاق الأجهزة الإلكترونية حتى لا يتم تشتيت انتباه الصغار بسبب رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية القادمة”.
وأشار إلى أنه في حال التزم الأطفال بذلك، يمكن للآباء تحفيزهم من خلال منحهم فرصة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية نهارا بدلا من الليل.