fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

د. نيبال دهبة تكتب: تصنيع اللقاحات فى الشرق الأوسط وأفريقيا .. البدايات الخاطئة للشركات

 

صناعة الأدوية المستخلصة من الخلايا الحية “الأدوية البيولوجية” بصفة عامة، وصناعة اللقاحات بصفة خاصة، أصبحت من الضروريات العالمية والاقليمية والوطنية، وتحديدًا بعد مرور العالم بأزمة كورونا، وبالفعل أعلنت عدد من الشركات فى منطقة الشرق الأوسط والقارة السمراء انشاء مصانع لقاحات خلال الفترات الأخيرة، ولكن هناك بدايات خاطئة ونقاط هامة جدًا لابد أن يلتفت إليها من يرغب فى اقتحام هذا المجال هام والخطير من الصناعة.

بدأ الاتجاه لدى الشركات العالية الكبرى، ناحية تصنيع الأدوية البيولوجية لصعوبة تصنيع مثائل

فى البداية، فإن من المعلوم أن هناك فرق بين الأدوية العادية، التى يمكن تصنيع مثائل وبدائل لها ولموادها الخام بسهولة، وبين اللقاحات وأدوية الأورام والأدوية الهرمونية، التى هى من الأدوية “البيولوجية”، والتى يصعب تصنيع بدائل لها.

فالأدوية العادية، التى تخترعها الشركات الكبرى بعد سنوات من الأبحاث وتكاليف باهظة، تستطيع شركات كثيرة وخاصة فى الصين والهند، تصنيع مثائل وبدائل للمادة الخام، وتصنيع أدوية بديلة فى الكثير من الدول خاصة الدول التى لا تحترم حقوق الملكية الفكرية، وحتى فى البلدان التى تحترم حقوق الملكية الفكرية، فبعد فترة زمنية يحق لباقى الشركات تصنيع تلك الأدوية.

لذلك بدأ الاتجاه لدى الشركات العالية الكبرى، ناحية تصنيع الأدوية البيولوجية المستخرجة من الخلايا الحية، وذلك لما لها من تكنولوجيا تصنيع صعبة ومعقدة، ولا تستطيع الشركات الأخرى تصنيع مثائل وبدائل لها، إلا فى حال موافقة الشركة الأم على نقل تلك التكنولوجيا لشركات أخرى.

وعلى الرغم من أن مصر تمتلك بنية تحتية كبيرة فى صناعة الدواء، تتمثل فى 1000خط انتاج، إلا أن كل تلك الخطوط تنتج أدوية المثائل والبدائل، ولا يوجد فى مصر أو المنطقة كلها مصنع واحد، يستطيع القيام بدورة تصنيعية كاملة للقاحات.

مصنع اللقاحات يتكلف من 100 لـ 170 مليون دولار

وفى افريقيا نحتاج إلى مليار و400 ألف جرعة لقاح سنويًا لتغطية 60% فقط من احتياجات القارة، نقوم باستيراد 99.9% منهم، و1% تصنيع اقليمي ولكن ليس تصنيع كامل، ومن هنا جاءت الحاجة الملحة لانشاء مصانع للقاحات فى القارة الافريقية، التى تحتاج لأكثر من 10 مصانع لتوفير الحاجة الملحة للقاحات فى القارة.

وبالرغم من التكلفة العالية لانشاء مصانع اللقاحات، التى تتراوح بين 100 و170 مليون دولار للمصنع الواحد، إلا أن هناك العديد من الشركات التى أعلنت عن انشاء مصانع لقاحات فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تمتلك القدرة المالية، ولكن للأسف بدأت بدايات خاطئة لن تؤدى لنتائج.

فأهم نقطة فى التخطيط لانشاء مصنع لقاحات، هو نقل التكنولوجيا من احدى الشركات العالمية المصنعة للقاحات، فالشركات العالمية المصنعة للقاحات عددها محدود، وأصبح يأتى لها طلبات كثيرة من كل دولة.

بناء مصنع لقاحات قبل الاتفاق على نقل التكنولوجيا خطأ كبير

وعلى سبيل المثال فإن هناك شركات اتجهت لانشاء مصانع لقاحات، بعضها اتجه لبناء المصنع دون أن يكونوا موقعين لاتفاقيات نقل التكنولوجيا، وهذا خطأ كبير، ورأينا أكثر من مصنع تم انشائه ولم يعمل حتى الأن، لأن صاحب المنتج الذى سينقل التكنولوجيا يجب أن يكون موافق على خطوة بخطوة فى بناء المصنع حتى يوافق على نقل التكنولوجيا فى مصنع يتوافق مع تصوراته.. خاصة أن الموضوع لا يحتاج تسويق لأن العالم كله يستخدم حوالى 10 أو 12 نوع لقاحات معروفة، ولكن الأهم نقل تكنولوجيا تصنيع تلك اللقاحات، وليس بناء المصانع أو توفر المال أو الدراسات التسويقية أو الاقتصادية.

والبعض الأخر من الشركات يخلط بين اللقاحات البشرية والحيوانية، ويرغبون فى انتاج اللقاحات البشرية بناءا على انتاجهم للقاحات الحيوانية، وهذا أيضًا خطأ، فتصنيع اللقاحات الحيوانية لا علاقة له بتصنيع اللقاحات البشرية التى تحتاج تصنيعها لنقل تكنولوجيا غاية فى التعقيد.

اضافة إلى أن بناء مصانع لتصنيع اللقاحات البشرية، يحتاج إلى وجود خبراء أجانب من الذين عملوا بشركات تصنيع اللقاحات العالمية، حتى يتم البناء وفق اشتراطات ورؤية تلك الشركات التى ستنقل التكنولوجيا.

ولكى نبدأ بتصنيع حقيقى للقاحات الخاصة بالفيروسات الموجودة وخرجت من منطقتنا – افريقيا- مطلوب من الأن بحث علمى ومطلوب بنك السلالات أو الفيروسات التى ستخرج من افريقيا، ونحن لا تنقصنا الخبرات ولكن تنقصنا البداية الصحيحة.

د. نيبال دهبة 

الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة جينكس القابضة للأدوية واللقاحات 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى