أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتورعبدالعال البهنسي يكتب: عندما كنا الجيش الأبيض !

بالأمس القريب كان هناك وباء مجهول وغاشم ضرب الكرة الأرضيه وذُهلنا جميعاً من سرعة إنتشار الوباء عبر الدول، ومع إزدياد حالات الوفاة دب الرعب في القلوب وتم فرض حظر التجوال في معظم دول العالم حتي ظننا أن الكرة الأرضيه علي وشك الفناء، ومن رحم هذا الوباء وُلد لقب (الجيش الأبيض ) وتم إطلاقه علي الفريق الطبي المكون من أطباء وتمريض وفنيين وكل من شارك في تقديم الخدمة الطبية أثناء الوباء، والذين حولوا المنشأت الطبية الي ثكنات عسكرية تعمل ليل نهار لمواجهة الوباء الغاشم وتخفيف أثاره.

وفي مِصرنا الحبيب شعرت الدولة ومن قبلها المواطنون بالدور البطولي والتاريخي والإنساني غير المسبوق الذي يقوم به جموع أطباء مصر في المستشفيات أو في العيادات أو حتي علي وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، حتي عبرنا بالبلاد وبأرواح المصريين إلى بر الأمان فأطلقوا علي الأطباء حينذاك لقب (الجيش الأبيض)، والذي لايقل أهميه عن الجيش الذي يحمي البلاد والعباد تقديراً للدور الإستثنائي الذي قامت به الفرق الطبية في مواجهة الوباء.

بالأمس القريب كان جنود جيشنا الأبيض منتشرة في شتي محافظات مصر تعمل ليل نهار في مواجهة هذا الوباء الخطير حتي فتك الوباء بالمئات من أطباء مصر الذي واجهوا الوباء بأقل الإمكانات بالمقارنة بالأنظمة الصحية للدول الكبري، فخاض جيشنا الأبيض الباسل المعركة بإقتدار وبساله منقطعة النظير.

بالأمس كنا أبطالاً يُشار لهم بالبنان، واليوم أرادوا لنا أن نكون مجرمين أو محبوسين خلف القضبان، فيتم تجهيز قانون للمسئولية الطبية يُقنن الحبس الإحتياطي للأطباء بكل سهولة وبساطة ليعكر صفو المنظومة الصحية بما يخالف كل القوانين التي تخص المسئولية الطبية المطبقة بالفعل في كل الدول العربية أو الغربية ولا تشمل كل أنواع الحبس في الأخطاء الطبية أو المضاعفات الطبية.

هل تعلم يا من سطرت هذا القانون وأردت لأطباء مصر الذل والهوان أين كنت أنت عندما إصطف الجيش الأبيض في الخط الأمامي لمواجهة الوباء ؟ لقد كنت في منزلك ياسيدي تخشي علي حياتك من الموت في الوقت الذي نذر فيه أبطال الجيش الأبيض أرواحهم وأنفسهم لمواجهة الوباء الغاشم يعملون ليل نهار دون كللٍ أو مللٍ واضعين نُصب أعينهم مهمة القضاء علي الوباء وانقاذ أكبر عدد ممكن من أرواح المرضي، مُضحيين براحتهم دون أن يبالوا بعدد ساعات النوم الطبيعيه لأي إنسان طبيعي لأنهم في ذلك الوقت لم يكونوا بشراً عاديين بل إستثنائيين بكل ماتحمل الكلمة من معني.

واليوم وبعد إنتهاء موجة الوباء تبدّل الحال فجنود الجيش الأبيض أرادوا لها المهانة والحبس الإحتياطي في قانون أقل وصف له أنه غاشم وإنتقامي دون أي داعٍ لذلك , وأتسأل كيف تناسي من سطر هذا القانون أن الطبيب المصري ثروة قوميه لاتقدر بثمن وله قيمته علي الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي وإسألوا التاريخ ياسادة من هو الطبيب المصري وماقيمة الطبيب المصري فمن أين أتيت بهذا الجفاء والعداء يامن سطرت مواد هذا القانون ؟

كلي أمل أن القانون سيتم تعديله في مجلس النواب وسيخرج علينا رجلٌ رشيد يتذكر الدور البطولي والهام للجيش الأبيض كجزء من الأمن القومي للبلاد ليُعيد الأمور الي نِصابها ويتم إعطاء الجيش الأبيض كامل حقوقه تقديراً لتضحياته وبطولاته ويتم إقرار التعديلات المقترحة من نقابة أطباء مصر حتي يخرج لنا قانون للمسئولية الطبية يخدم المنظومة الصحية بحق نفخر به جميعاً بدلاً من أن يُضر بها ويؤدي الي مزيد من الهجرة أو إعتزال مهنة الطب وربما سوء سمعة ممارسة الطب في مصر

الدكتور عبدالعال البهنسي
أحد جنود الجيش الأبيض

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى