أهم الأخبارتقارير وحوارات
“ملائكة الرحمة” يصرخن:نتعرض للضرب من أهالى المرضى ومفيش حد بيقدرنا..ويؤكدون:مرتباتنا هزيلة وعرضة للعدوى بالمستشفيات وساعات عملنا ظالمة..نقابة التمريض:90% من الشكاوى اعتداءات عليهن من الشرطة والمرضى
كتبت – فاطمة الخطيب
وضع الله في قلوبهن الرحمة، يساعدن المرضى حتى يتعافوا، واستحققن لقب “ملائكة الرحمة”، وعلى الرغم من قدسية مهنة التمريض ، إلا أن ذلك لا يمنع السلوكيات السيئة للكثير منهن والانطباع العام السئ عنهن هذه الأيام، لكنهن يرجعن السلوكيات السيئة التى يقدمن عليها بعض الممرضات للمتاعب الكثيرة التى يتعرضن لها، والتى قد تحول بينهم وبين أداء واجباتهن بشكل جيد.
ويقولن الممرضات التى ألتقتهن موقع “دكتور نيوز” إن شعور الإنسان بعدم الحصول على حقوقه، حتى وإن وضع في منصب الملاك، قد تجعله يتخلى عن ملائكيته ونزوله لمنزلة البشر للمطالبة بحقوقه بل وترك المهنة في كثير من الأحيان، ويتعرضن الممرضات في كل يوم ونتيجة الاحتكاك مع كثير من المرضى للإصابة بالعدوى، بل وأحيانا بالضرب من قبل أهالي المرضى، بينما لا يجد الكثير منهم مقابل للمتاعب التي يلقونها، وموقع “دكتورز نيوز”، يحقق فيما يتعرضن له الممرضات ومطالبهن.
بوسي محمد ممرضة بقسم الغسيل الكلوي- مستشفى القصر العيني الفرنساوي
ما إن تطأ قدمك مستشفى القصر العيني الفرنساوي، تحديداً الدور الثالث بقسم الغسيل الكلوي، حتى تسمع صوت مرتفع قليلا فكل العاملين ينادونها طوال الوقت “يا بوسي”، لتظهر لك بوسي الممرضة الجميلة، التي يبدو عليها علامات تعب وإرهاق المهنة.
عندما اقتربت منها لأعرفها بنفسي محاولة معرفة ما ورائها، قالت لي بصوت مرتفع قليلاً يملؤه الحزن، “أتمنى أن يغلقوا قسم التمريض في مصر لأننا متهانين، وذلك على حد وصفها، وبدأت في سرد ما يؤلمها داخل هذا القسم وتحكي معاناتها كإمرأة قررت أن تعمل ممرضة.
ذكرت “بوسي” أن أكثر ما تعانيه هو عدد ساعات العمل “شيفتات”، وتصفها بـ”غير العادلة”، ميضفة أنها تعمل يومياً من الثامنة صباحاً حتى التاسعة مساءً، ما يهلكها جسدياً ونفسياً، وأن طبيعة مهنتها تتطلب التركيز لأن أي خطأ قد يعرض حياة مريض للخطر.
المقابل المادى ضعيف
وترى “بوسي” أنه على الرغم من المجهود البدني والضغط النفسي الذي تعانيه، المقابل المادي “لا شيء” للممرضة في مصر، لافتة إلى أنها تعمل في المهنة منذ عام 2001 حتى الآن ولا تتقاضى سوى 1500 جنيه كمرتب شهري بالحوافز، مشيرة إلى أن عدد ساعات إضافية على العمل قد يصل بزيادة على المرتب إلى500 جنيه، ساخرة من مكافآت نهاية الخدمة للممرضة التي تقدر ب5000 جنيه أو أكثر قليلاً.
بوسي: نتعرض للضرب من قبل أهل المتوفي ومحدش بيجيبلنا حقوقنا
قالت ممرضة القسم الكلوي، أنهم يتعرضوا للضرب والإهانة من قبل أهل المريض إذا توفي، وكذلك إلى تكسير الأجهزة بالمستشفى، مستطردة “العادي عندنا إننا ننضرب.. ولا يوجد من يأتي لنا بحقوقنا. بالإضافة إلى تطاول بعض المرضى بالألفاظ البذيئة علينا”.
ذكرت “بوسي” أن معظم الممرضات يعانين من أمراض تنقل لهم نتيجة تعاملهم المباشر مع المرضى، ولا توفر لهم المستشفيات فحص دوري أو علاج لهن.
وطالبت ممرضة القصر العيني، بعمل نوادي ترفيهية للممرضات، ودورات تعليمية لهن، وكذلك وجود حضانات لأبناء الممرضة داخل المستشفيات، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات التسوية من قبل الإدارة، وعدم التعنت نتيجة العجز في عدد طاقم التمريض بالمستشفى، قائلة:”مافيش حد بيقدرنا“.
فاطمة حسني- ممرضة المدن الجامعية:مهنة التمريض ظالمة
تعمل فاطمة كممرضة في مدينة جامعية، طبيعة عملها هي الطواريء والإسعافات الأولية للطالبات، وتصف “فاطمة” مهنة تمريض المدن الجامعية بـ “الظالمة” مبررة: “لا نتساوى بممرضات المستشفيات الحكومية أو موظفي الجامعة مادياً، أو من حيث النباطشيات والكادرات التي طبقت على الأطباء والتمريض، لأنها استثنت ممرضات المدن الجامعية.
ذكرت ممرضة المدن الجامعية، أنها كانت تعمل بعد التخرج من دبلوم التمريض عام 1996حتى 2003 في مستشفى بولاق العام، تتقاضى مرتباً 120 جنيه، ومقابل “النباطشية” هو 3 جنيه، بالإضافة إلى حصولها على وجبة إفطار وغذاء من المستشفى في أكياس بلاستيكية، ولا يوجد في المستشفى غرفة للبيات، مردفة ” كنا بننام على الأرض“.
فاطمة: نقابة التمريض لا تدافع عن حقوقنا
وتصف “حسني” نقابة التمريض بـ”غير المفيدة” للممرضات، مبررة: لا تدافع عن حقوقنا، لافتة إلى أنها داخل مستشفى بولاق كانت تتعرض للتمييز من قبل رئيسة التمريض التي تقلل منها أمام الطبيب، على الرغم من أن الطبيب كان يتعلم من الممرضات، على حد قولها، مختتمة حديثها “أتمنى إن حد يحس بينا“.
نقابة التمريض: عملنا على زيادة معاشات
ومن جانبه أوضح هشام مبروك المتحدث باسم نقابة التمريض أن عدم معرفة الممرضات بنشاطات النقابة يعود إلى عدم تواصلهن مع النقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك عدم قدرة النقابة المادية على إعلان نشاطاتها على الجرائد.
وأضاف “مبروك” لـ”دكتورز نيوز”، أن النقابة خلال الأربع سنوات الأخيرة استطاعت العمل على زيادة المعاشات، وتوفير دورات تدريبية مقابل مبالغ رمزية، ونوداي وشاليهات، وكذلك إعطاء مبالغ مالية لمرضى فيروس “سي“.
مبروك: 90%من الشكاوى اعتداءات أمناء شرطة ومرضى على ممرضات
وأشار “مبروك” إلى أنه توجد نقابات فرعية في جميع المحافظات، تحاول حل مشاكل الممرضات، وأن 90% من الشكاوى المقدمة هي التعدي على الممرضات سواء من أمناء شرطة أو من المرض، مشيرا إلى أنه أخر هذه الشكاوى كانت من ممرضة في محافظة المنيا تم الاعتداء عليها من قبل مقدم، انتهت بالاعتذار من المقدم للمرضة في قسم شرطة المنيا، وأخرى في البحيرة اعتدى فيها أمين الشرطة بالضرب على ممرضة وما زال محبوس على ذمة القضية.
نقابة التمريض: يجب زيادة المرتبات لمنع تسرب التمريض للخارج
وأكد المتحدث باسم النقابة، أنهم سيعملوا على زيادة المرتبات وكذلك زيادة بدل العدوى، والمعاشات للتمريض لتقليل تسرب التمريض للخارج نتيجة ارتفاع المرتبات هناك، لافتا إلى أن النقابة بدأ دورها يظهر بعد تولي كوثر محمود منصب نقيبة التمريض.