الدكتور سمير ابانوب يكتب: الهدف من منع تلوث الضوضاء بالمستشفيات

لقد أبديت رأيي من الوجهه الإدارية والمنطقية فى قرار إذاعة السلام الوطني والقسم الذي يؤديه الاطباء في المستشفيات.

واليوم أوضح مبدأ خفض الأصوات ومنع الضوضاء وهو ما نسميه “تلوث الضوضاء ” بالمستشفيات ،،، وذلك لأن هناك أولويه لأصوات يجب أن تسمع بوضوح لإنقاذ حياه المرضي الذين يحتاجونها وأهمها ما يلى:

– مريض يطلب المعونه، معبرًا عن ألم شديد او ضيق في التنفس او اضطراب ضربات القلب، ويحتاج إلى تدخل طبي عاجل.

– مريض قضي يومه او ليلته في الأم ما بعد الجراحة،، وأعطى مسكنات او منومات لأزمه للخلود للراحه بعد طول معاناه.

– ممرض او ممرضه شاهد علامات خطوره حاده علي مريض ،، وهو عندئذ يطلب كودمعين متفق عليه مثل “كود أزرق او أحمر” مثلا، وهي الحالة الوحيدة التي تسمعها في إذاعه داخليه في اي مستشفي في بلد متحضر ،،، وهنا يندفع الفريق الطبي المدرب تماما علي هذا النداء العاجل، وعلى إنعاش التنفس او كهربة القلب او اي إجراءات اخري مطلوبه علي عجل،،، حيث تسبب تاخر الثواني والدقائق ما لا يحمد عقباه.

تخيل معي صدور هذه النداءات الحيوية ،،، وضياعها مع أصوات اذاعه داخليه متحمسة تذيع النشيد الوطني او قسم الاطباء ،،، مدعيه أهميتها لتحفيز الانتماء الوطني او القيم الإنسانيه لدي الاطباء ،،،

ومن منكم زار اي مستشفي في اي بلد متحضر يلاحظ الآتي؛

– لن يسمع أي نداء على الميكروفونات إطلاقا سوي نداء كود إنقاذ مريض عاجل وموجه بإيجاز وهدوء للمختصين.

– لن تجد ممرض أو رئيسه تمريض او طبيب ينادي علي أخر،، او يعطي تعليمات ،،،بصوت مرتفع أبدا،، بل عليه ان يتوجه للشخص المعني ويخبره بما يحتاجه بصوت هامس.

– أماكن التحاليل وفحوص الأشعة والعيادات الخارجية لا تستخدم الميكروفونات أبدا،،، بل يخرج الفني او الممرض المختص بنفسه الي مكان انتظار المرضي،،، وينادي بصوت منخفض علي المريض المطلوب،، ويحييه ،،، ويصطحبه الي مكان تقديم الخدمه.

أيها الساده،،، كافحوا تلوث الضوضاء بالمستشفيات ،،،،فهذا لايحتاج الي ميزانيات إضافية ،،، بل الي سلوك انساني ،،،ومهني ،،، وكفي مرضانا تلوث الجروح والعمليات.

وأذكر الجميع ان المستشفي هى الموقع الاخير للصراع بين الحياه والموت ،،،حيث تكون حياه المريض لها اليد العليا علي اي اجتهادات او فلسفات غريبه علي المستشفيات في العالم.

كما اذكركم ايضا بالحفاظ علي مكانه السلام الوطني لبلدنا الحبيب ،، الذي يجب علي من يسمعه ان يقف في سكون واحترام ،،، لا ان يعزف كل يوم دون مناسبه ،،، وخاصه ان ذلك يتداخل مع كفاءه العمل في المستشفيات.