fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتور عبدالعال البهنسي يكتب: الكمامة لاتزال في جيبي

أيام قليله تفصلنا نحن المصريين عن قرار فتح البلاد والعودة للحياة الطبيعيه تدريجياَ ولكن بشروط وبحذر وربما بمخاوف ولكن الدولة مجبرة علي الفتح لأسباب كثيرة جداَ منها الماليه والإقتصادية بالإضافه الي وجود الفيروس علي كوكب الأرض لسنوات
لقد أصبحت الكمامه هي شعار المرحلة الحاليه والقادمة فلاغني عنها في مرحلة التعايش وبعيداَ عن الخلاف والصراع بين أنواع الكمامات الجراحيه الطبية أم القماشية فكلاهما كمامه وكلاهما يقي مرتديها بدرجات مختلفة لكن الأهم أن يرتدي المواطن كمامه تقيه من شر الوباء أو تقي الغير منه إذا كان مرتديها مريض وهو لايدري والقول الفصل في الكمامه القماشيه أنها أضعف الإيمان والانسب من الناحية الاقتصادية
وبنظرة عامه علي تنفيذ قرار الدولة بإرتداء الكمامه إنقسم المصريين الي عدة فئات إستجابةَ لهذا القرار الهام جداَ, فتجد فئة واعيه متعلمة تعرف قيمة الوقايه من الإمراض وأن الصحة تاج علي رؤس الأصحاء فيرتدون الكمامه ويلتزمون بها خارج المنزل إنطلاقاَ من الوعي الصحي والثقافي الذين تربوا عليه بل وصل بهم الأمر الي أنهم يأخذوا علي عاتقهم مسئولية توعية أبناؤهم وأقاربهم والمجتمع المحيط بهم , وتجد فئة أخري ترتدي الكمامه تنفيذاَ لقرار الدولة المصريه خوفاَ من الغرامة الماليه والتي تقدر ب 4000 جنيه مصري وهو مبلغ كبير جداَ ورادع جداَ للمخالفين وهذه الفئة لايهمها نوع الكمامه أو سعرها أو مدي ملاءمتها أو حتي صلاحيتها وربما يستخدموا الكمامه الواحدة لشهور مقبله لا لشئ الا للنجاه من الغرامه الماليه ودون الانتباه الي العواقب الصحيه الوخيمة التي قد تحدث لهم في حاله الإصابه لاقدر الله , وهناك فئة أخري كادحة ومطحونة في الحياة وتعيش اليوم بيومه ودخلها غير ثابت وغير ومنتظم أو مضمون ومستوي الوعي الصحي لديها ربما يكون منعدم وربما لاتملك سعر الكمامه لما يشكله من عبئ مالي كبير جداَ عليهم هذه الفئة لاتعرف الا طريق واحد وهو طريق أكل العيش دون العبء بأي قرارات أو إجراءات وهذه الفئة مسئوليه الدوله في المقام الأول ومسئولية المجتمع في المقام الثاني لتوفير الكمامات لهم بسهولة ويسر ورفع الوعي الصحي لديهم لما يسببوه من تهديد واضح لصحة المجتمع لعدم قدرتهم علي الإتزام بإرتداء الكمامة
إن الكمامه الطبية أو القماشيه لابد أن تكون جزء أصيل من ثقافة الوعي الصحي والوقائي للمواطن المصري في المرحلة القادمة لما لها من تأثير وقائي ملموس من تقليل احتماليه الاصابه او احتمالية نشر المرض اكثر واكثر بالتزامن مع نشر ثقافة التخلص الآمن من الكمامات المستعمله عن طريق تمزيقها قبل إلقاءها في سلة المهملات مع الوضع في الإعتبار أن مثل هذه الكمامات يتم التعامل معها داخل المستشفيات معامله من نوع خاص جداَ من حيث الإرتداء وخلعها والتخلص منها في أكياس مخصصة للنفايات الطبية الخطيرة التي تنتهي بها الحال الي الحرق داخل محارق تصل درجة حرارتها الف درجة مئوية فما بالك أيها المواطن البسيط بما تفعله بالبيئة المحيطة بك عندما تلقي كمامتك المستعمله في الشوارع فهي قنبلة موقوته تنفجر في وجه المجتمع في أي لحظة من الأوبئة والأمراض الفتاكه ناهيك عن المنظر الغير حضاري لشكل الكمامات الملقاه في الشوارع والذي يحتاج أن نقف مع أنفسنا وقفه صادقه وكيف نُحافظ علي نظافة شوارعنا والتي هي مرآة حقيقيه الي مستوي تعليمنا ووعينا الصحي وعلاقتنا بالمجتمع الذي نعيش فيه
وأتوجه برسالتي هذه الي المواطن المصري فالأمر جلل ولا يحتمل التأجيل أو التسويف بل يحتاج الي تنفيذ التوجيهات الصحية والوقائية بطريقه صحيحه حمايةَ للمجتمع , إن إرتداء الكمامه أمر لابد منه وليست رفاهية أو بدعة بل إنها أصبحت إجبارية بحكم القانون وحتي إشعار آخر وما عليك الا أن تلتزم بالكمامه من حيث إرتدائها وخلعها بطريقه سليمة وإذا كانت الكمامه قماشيه يُمكن غسلها وتعريضها للشمس وكويها جيداَ ولا تنسي غسل يديّك بالماء والصابون لمدة 20 ثانيه علي الأقل قبل إرتداء الكمامه وبعد خلعها مع الإلتزام بالتباعد الجسدي بمن حولك بصفه مستمرة وأتمني من كل مواطن قادر أن يجعل الكمامه في جيبه أو شنطته أو سيارته لتوزيعها علي غير القادرين أو الغير ملتزمين بالكمامه نظراَ لأهميه إرتداء الكمامه لجموع الشعب المصري في آن واحد لمواجهة إنتشار هذا الفيروس اللعين
وعلي الدولة أن تُحارب المستغلين للأزمة وتحديد سعر الكمامه الجراحيه ذات الثلاث طبقات بالصيدليات وتثبيت سعر الكمامة القماشيه المعتمدة صحياَ بالإضافه الي محاربة مصانع بير السلم والتجارة السوداء التي تنشط وقت الأزمات مع الإعلان عنهم في وسائل الإعلام حتي يكونوا عبرةَ وعظة لغيرهم ممن إستحلوا أموال الشعب وقت الأزمة
حمي الله مصر وشعبها ووقاها شر الأوبئة
د/عبدالعال محمد البهنسي
أخصائي الطوارئ والاصابات
مؤسس المبادرة المصرية الوطنية لإصلاح القطاع الصحي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى