fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتور هشام شيحة يكتب: عندما يمرض الطبيب

ستظل مهنه الطب من ارقى واسمي المهن لأنها تتعامل مع الإنسان في أضعف حالاته، وهي رسالة سامية يتشرف بها دائما من يحملها بين أقرانه من المهن الأخرى.

تقلدت جميع الوظائف القيادية والعليا الإدارية بوزارة الصحة، كما تشرفت بالعمل في السلك الدبلوماسي الرفيع، لكني أتشرف دائما قبل ذلك بكوني طبيبًا لأن خدمة المرضى شرف عظيم دائما وجزاؤه عند رب العالمين.

يتعرض الأطباء في الأعوام الاخيرة لحملة ظالمة غير مبرره من أجهزة الدولة المختلفة وعلى رأسها الحكومة وبعض وسائل الإعلام، التي تظهر أحوال الأطباء على غير الحقيقة، علمًا بأن الغالبية العظمى من الأطباء يؤدون رسالتهم بأمانة وشرف وعلى أكمل وجه وفي ظروف قاسية وصعبة للغاية.

لن ينال من الأطباء تصرفات وسلوكيات قله قليلة جداً جداً منهم لا تراعي آداب المهنة ولاتحترم كرامة المريض ويتركز كل همهم في جمع المال دون مراعاة وضع المريض المادي وظروفه الاجتماعية وربما تقلد بعضهم مناصب عليا.

لكن أعيد وأكرر لكل قاعدة استثناء وهذه طبيعة الأمور، والغالبيه العظمى من الأطباء وذلك عن تجربة عملية طويلة في منتهى الأمانة والشرف، وأعلم الكثير منهم من يساهم من جيبه الخاص لعلاج غير القادرين.

عندما يتعرض الطبيب نفسه للمرض وخاصة إذا كان من الأمراض المزمنة والخطيرة، وأحيانا يكون المرض اللعين بسبب العدوي أثناء عمله، يجد معاناة شديدة نفسية ومادية في الوقت التي تتعسف الدولة في تنفيذ حكم قضائي نهائي واجب النفاذ بشأن بدل العدوي لهم.

اذا أقعد المرض اللعين الطبيب وأفقده القدرة على الكسب ليصرف على نفسه وعلى مرضه في ظل وجود تأمين صحي يعجز اللسان عن وصفه – وأترك لجميع من يتردد على عياداته التعليق – كما أن مجهودات النقابة في مشروع علاج الأطباء واسرهم رغم تقديري الكامل لها لا تلبي كل الطموحات في ظل مشاركة المريض نسبة قد تبلغ نصف تكاليف العلاج الباهظة والمرتفعة.

الشئ المحزن والمؤسف أنه لا توجد على الأقل مستشفى لعلاج الأطباء في كل محافظة، وذلك كما يحدث مع بعض فئات المجتمع المختلفة، مما يجعل مرض الطبيب وخاصة اذا بلغ سن المعاش كارثة إنسانية بكل المقاييس للطبيب وأسرته، وخاصة اذا كان قد انفق معظم مدخراته على العلاج ولم يعد يملك ما يستطيع العيش بكرامة.

لا أنقل صورة قاتمة أو مظلمة ولكني أقول الحقيقة التى يدركها الكثير من الزملاء الأعزاء والأصدقاء الأفاضل، ولا استطيع الصمت عن أى قضية تتعلق بزملاء المهنة، الأمر الذي دعا كثير من الأطباء وخاصة الشباب منهم لمحاولة الهجرة خارج البلاد بحثا عن الحياة الكريمة بعد أن أصبح في مصر

لا كرامة لطبيب في وطنه!!!!!!!!!

الدكتور هشام شيحة

وكيل أول وزارة الصحة الأسبق

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى