fbpx
أهم الأخبارتقارير وحوارات

د. رامز رضا: الصداع النصفي قد يتحول لمرض مزمن.. والأدوية الحديثة بدون أعراض جانبية

يعانى الكثير من الأشخاص من نوبات الصداع النصفى التى قد تأتى بشكل متفرق على فترات متباعدة، أو تأتى للبعض بصورة مستمرة على فترات متقاربة وتعيقهم من أداء واجباتهم الحياتية.

التقينا د. رامز رضا أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس، وتحدثنا معه عن كل ما يتعلق بمرض الصداع النصفي، والعلاجات المتاحة له، والتعامل الخاطىء معه، فكان الحوار التالى:

فى البداية .. هل الصداع النصفي عرض لأمراض أخرى أم مرض فى حد ذاته ؟

الصداع بشكل عام ممكن يكون عرض لأمور كثيرة، لكن الاصابة بالصداع النصفى هو مرض فى حد ذاته، فالصداع النصفى بيتميز بأنه نوبات متكررة من الصداع مصاحب لها بعض الأعراض الأخرى، وبيأثر على حياة المريض وعلى نشاطه وعلى تركيزه وقدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعى.

حوالى 2 مليون مريض صداع نصفي مزمن بمصر والمسكنات تزيد المرض

متى نعرف أنه صداع مرضى وليس عرضى ؟

هناك تصنيف عالمى للصداع للمساعدة فى التشخيص، لأنه لا يوجد أى آشعة أو فحوصات محددة لتشخيص الصداع، فالطبيب يجرى آشعة أو فحوصات لاستبعاد وجود أمراض أخرى قد تسبب الصداع كعرض.

فى الواقع هناك 5% فقط من الذين يعانون من الصداع هم من يعانون من الصداع كعرض لمرض أخر، و95% من الذين يعانون من الصداع بسبب أنهم يعانون من مرض الصداع النصفى.

والتصنيف العالمى ينص على أن الشخص مريض صداع نصفى، إذا تكررت اصابته بأكثر من 5 مرات على مدار الحياة بالصداع النصفي .. والعبرة بعد ذلك تأثيره على حياة المريض، لو بيصاب بالصداع النصفى مرة شهريًا مثلا، ممكن نتعامل معاه بمسكن عند اللزوم.

ولكن عندما يأتى الصداع بصورة متكررة خاصة لو أصبح بصورة شبه يومية يصبح صداع نصفى مزمن، وهو مرض يعتبر خطير، لأنه بيأثر على حياة الشخص بشكل كبير.

وعالميًا 1 من كل 7 أشخاص مصاب بالصداع النصفي، بمعنى أن حوالى مليار شخص على مستوى العالم مصاب بصداع نصفي، وهناك نسبة حوالى 10 أو 12% من هؤلاء يتحول لديهم المرض إلى صداع نصفي مزمن بيكون شبه يوميًا، وإذا طبقنا تلك النسب على مصر سنجد أن هناك حوالى 2 مليون مريض صداع نصفى مزمن، بيأثر على تركيزهم ونشاطهم واستيعابهم فى الدراسة والعمل.

ما هى الأسباب التى تؤدى إلى تحويل الصداع النصفي إلى مرض مزمن ؟

الصداع النصفى بيبدأ بنوبات متفرقة على فترات بعيدة، وهناك أمور معينة قد تؤدى إلى أن يتحول لصداع نصفى مزمن، مثل  الاستعمال غير المنظم للمسكنات، فاستخدام المسكنات بشكل عشوائى، ممكن يسبب تزايد حدة الصداع، ويفقد المسكن أثره.

وهناك أسباب أخرى لتحويل الصداع النصفى لمزمن، مثل عد انتظام النوم، والتغذية غير السليمة، والافراط فى شرب القهوة الذى يسبب اضطراب فى النوم وبالتالى صداع.

الشيكولاتة وبعض أنواع الجبن والموز قد تزيد نوبات الصداع النصفى

هل هناك أكلات معينة تزيد الصداع النصفى ؟

مريض الصداع النصفي حساس جدًا للأمور الحيايتة المحيطة به، ويمكن أن تأتى نوبة الصداع بسبب تغيرات الجو وتغيرات فى النوم، وأيضًا يمكن أن تؤدى بعض الأكلات إلى اثارة نوبة الصداع النصفي، أشهرها الشيكولاتة والجبن القديمة والأكل المحفوظ والموز .. ليس كل مرضى الصداع النصفي حساسين بها، ولكن بعض مرضى الصداع النصفى حساسين بها، وتثار لديه نوبة الصداع النصفى حال أكلها.

هل من المفترض ألا يبذل مريض الصداع النصفي مجهود كبير أو يمارس رياضة ؟

كما تحدثنا فإن الصداع النصفي يعيق المريض عن ممارسة حياته الطبيعية، والمريض بيتعرف تدريجيًا على الأمور التى تزيد الصداع النصفي لديه، مثل الخروج فى درجة حرارة عالية، أو ممارسة مجهود كبير، أو التعرق الشديد دون شرب مياه.

د. رامز رضا أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس

ما هى مراحل الصداع النصفي وعدد النوبات التى يصاب بها المريض المزمن ؟

مريض الصداع النصفى المزمن هو من يصاب بنوبات صداع نصفى بصورة شبه يومية، أو على الأقل 3 أو 4 مرات أسبوعيًا، ولكن قبل أن يصل الشخص لمرحلة الصداع النصفى المزمن هناك مرحلة وسط يصاب خلالها المريض بنوبة صداع نصفى مرة كل 5 أيام أو أسبوع، وهذه المرحلة لا تعد صداع نصفى مزمن، ولكن المريض بيكون قريب من مرحلة المزمن، ولذلك هى مرحلة مناسبة للتدخل بالعلاج.

هل الصداع النصفى يؤثر على الدماغ فقط أم أن هناك أعراض أو آلام فى أماكن أخرى من الجسم ؟

حوالى من 20 لـ 30 % من المرضى من الممكن أن تبدأ لديهم أعراض أخرى جسمانية قبل نوبة الصداع النصفي، مثل الشعور بتنميل فى أماكن معينة، أو أن يشعر بتأثر فى نظره، وهذه الأعراض بتكون مقدمة لنوبة الصداع النصفى، لا تأتى فى كل مرات الصداع النصفى.

هل الحالة النفسية مؤثرة على مريض الصداع النصفي ؟

طبعا .. ليست هى سبب الصداع، ولكن تزيد المرض، وتزود الاحساس بالصداع وتزيد عدد النوبات .. لأن الحالة النفسية تؤثر على نوم المريض ويتناول أدوية قد تزيد الصداع.

ماهو العلاج سواء لمريض مرحلة ما قبل الصداع المزمن ومريض الصداع النصفى المزمن ؟

مهم جدا اننا نعرف أن لدينا أدوية لمنع حدوث نوبات الصداع النصفي، والمريض بيستمر على تناولها لمدة ثلاثة شهور أو أكثر، ومنع حدوث نوبات الصداع النصفي لتلك الفترة، يمكن أن يؤدى إلى تقليل حساسية المريض والجهاز العصبي لمؤثرات الصداع النصفي.

معنى ذلك أن الدواء ليس مستمرًا مدى الحياة مثل أدوية الأمراض المزمنة ؟

لا .. المريض بيستمر عليها لمدة 3 أو 6 أو 9 شهور، حتى نطمئن من حدوث النوبات، ثم يتوقف عن تناولها، وهناك عدد قليل من المرضى يحتاج لفترات أطول.

مدى توفر أدوية علاج مرض الصداع النصفي فى السوق المصرى ؟

لدينا نوعين من الأدوية، هناك الأدوية التى نستخدمها من عشرات السنين، وهى أدوية لعلاج أمراض أخرى، وتم اكتشاف أنها تقلل من نوبات الصداع النصفي، وهى بعض أدوية القلب والحساسية والاكتئاب.

وفى أخر 20 سنين، أصبح هناك أدوية مخصوص لعلاج مرض الصداع النصفي، وبدأت تتوفر تلك الأدوية فى مصر فى أخر 4 سنوات.

الفرق بين العلاجات التقليدية والعلاجات الحديثة؟

الطفرة الكبيرة التى حدثت فى العلاج، تتمثل فى ان هناك مادة اسمها cgrb تفرز فى المخ، تم اكتشاف أنها مسئولة عن الصداع، والأدوية الجديدة بتعمل على افراز هذه المادة، والعلاجات الجديدة اسمها مضادات cgrb، وكانت عبارة عن حقن، والأن أصبحت أقراص وبخاخ أنف، ولذلك الدواء يؤخذ للوقاية من حدوث نوبات الصداع النصفي.

وهل يستمر أثر العلاج بعد توقفه أم أن المادة تفرز مرة أخرى بعد توقف العلاج وبالتالى حدوث نوبات الصداع ؟

الأغلبية تحصل على العلاج لفترة محددة، ويستمر بعدها تأثير العلاج ولا يحتاج للدواء مرة أخرى إلا على فترات متباعدة، وهناك أقلية بتحتاج الحصول على العلاج لفترة أطول.

هل كل أنواع العلاجات الحديثة متوفرة فى السوق المصرى ؟

بعضها متوفر والباقى فى الطريق

المريض دائمًا يقلق من الأعراض الجانبية وقد يكتفى بالمسكنات ؟

يمكن استخدام المسكنات لو الصداع يأتى مرة أو مرتين شهريًا، أما أكثر من ذلك فالمسكنات ستضر المريض، وستدخلنا فى دائرة مغلقة، ويضطر المريض لاستخدام مسكنات بشكل أكبر .

والأعراض الجانبية للأدوية ؟

العلاجات الحديثة ليس لها أعراض جانبية نهائيًا، وممكن يتناولها لسنوات دون ضرر، وهذه طفرة فى نوعية العلاج.

هل يستطيع كل المرضى شرائها ؟

الأدوية الحديثة لن يستطيع كل المرضى يحصل عليها بسبب أسعارها، ونتمنى أن يتوفر للمرضى من خلال التأمين الطبى، وأن توفره الدولة من خلال التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى