fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

د. أسامة حمدي يكتب: أطفال السكر في مصر والولايات المتحدة

رغم معالجتي لمرض السكر لمدة أربعين عامًا، فمازال قلبي ينفطر وأحزن بشدة قد تصل للبكاء أحيانًا، كلما رأيت في مصر طفلًا صغيرًا مصابًا بالسكر وذلك لسببين:

الأول هو تقديري لحجم المعاناة التي يعانيها هذا الطفل وأسرته للتكيف على الحياة الجديدة مع مرض مزمن قد يفتك لا قدر الله بالطفل إن أُهمل علاجه عضويًا ونفسيًا.

وثانيهما هو الفرق الشاسع جدًا بين ما نقدمه لهذا الطفل في الولايات المتحدة الأمريكية وما نقدمه له في مصر في حدود الإمكانيات المحدودة.

فبينما يعيش الطفل المصري المصاب بالسكر رحلة معاناة يومية في سبيل الحصول على الانسولين الكافي والعدد المناسب من شرائط التحليل والتوعية المناسبة للأسرة والمدرسة والمجتمع، يعيش الطفل الأمريكي المصاب بالسكر في رفاهية اجتماعية وطبية، فبين البنكرياس الصناعي واجهزة القياس المستمر للسكر والتوعية الغذائية الدقيقة والتوعية المجتمعية في الشارع والمدرسة، يعيش الطفل في أمان تام مع تناقص فرص حدوث مضاعفات السكر ليعيش الطفل حياة طبيعية هانئة.

لذا تمنيت أن نُكَوِّن (مؤسسة خيرية) لوجه الله تعالى واجبها الوحيد هو رعاية أطفال السكر لينالوا نفس نوعية العلاج التي يطبق في الغرب بدون مليم واحد تدفعه أسرة الطفل.

تمنيت أن يجد هؤلاء الاطفال وحتى سن ١٨ الرعاية الكاملة والمجانية فلا يفقدوا أعينهم أو كليتهم أو أطرافهم بسبب إهمال علاج هذا المرض اللعين أو عدم توافر أدوات العلاج.

من حق هؤلاء الأطفال أن يعيشوا في مجتمع لا يتنمر عليهم أو يتجنبهم ويفهم احتياجاتهم وقدراتهم.

نمنيت لهذه المؤسسة أن توفر لكل مريض غير قادر كميات الانسولين التي يحتاجها والتثقيف الصحي الذي يقيه من مضاعفات المرض.

تمنيت لهذه المؤسسه أن توفر لكل طفل مصاب بالسكر جهاز قياس مستمر للسكر بدون وخذ الأبر في الأصابع ٥-٨ مرات يوميًا.

تمنيت لهذه المؤسسة أن توفر بنكرياسًا صناعيًا لكل طفل بعد تدريبه، وتمنيت لهذه المؤسسة أن تقوم بتثقيف المجتمع عن مرض السكر فيجد الطفل من ينقذه إن أصابته غيبوبة إنخفاض السكر.

تمنيت لهذه المؤسسة أن تحمل بعض المسئولية بعيدًا عن كاهل الوالدين اللذان يعانيان مر المعاناة في علاج فلذة كبديهما.

عاهدت نفسي أن أقدم كامل خبرتي مجانية تمامًا وأنقل كل ما نعمله بالخارج لهذه المؤسسة إن وجدت كصدقة جارية.

فهل ترى هذه المؤسسة النور يومًا على أرض مصر؟ ومن يساعدنا في تحقيق هذا الحلم في حياتنا……؟

د. أسامة حمدي
أستاذ أمراض السكر بجامعة هارفارد

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى