fbpx
غير مصنف

د. ماجد فياض يكتب: السامريون الجٌدد

 

وكلمّا مر عليه جماعة من قومه سخروا منه لماذا تأخد معك أدوات النحت وصناعة التماثيل وقد أُمرنا بالرحيل إلى صحراء سيناء يا سامري ؟
لم يُجب ولم يُفصح عما يُعتمل بداخله من نفاق

لكنه قال في نفسه أيها الحمقي احملوا ما شئتم من ذهب المصريين ، وزينتهم ومتاعهم أما أنا فعُدتي لا تقدر بثمن ، فحين نعبر ويستقر الأمر لموسي ويصبح ملكا جديدا علي بني إسرائيل سيحتاج _ كغيره من ملوك الفراعنة _ لمن يصنع له التماثيل ويروي عنه الأساطير ، حتما سأكون المَثًال ووزيره الأول .

أنا السامري أشد بني إسرائيل موهبة في النحت وصناعة التماثيل ، والحَكَاء الماتع والسينارست الرائع ومؤلف الأساطير البارع ، والمعروف دائما بالسطو المسلح علي الأسماع والأبصار ، أُمرر كل ما سوف يحتاج الملك الجديد تمريره وقبوله إلى رعيته وتهيئته لهم.

هكذا كانت خطته لكنه انتهز غياب نبي الله موسي لمقيات ربه فتعجل بصناعة تمثال العجل من ذهب القوم وأوزارهم … عجلا جسدا من الذهب الخالص ، تحفة فنية أثيرة له خوار ، وقال لبني إسرائيل الذين لم تجف أقدامهم بعد وما يزال يعلق بملابسهم بعض من ماء البحر الذي انشق لهم فعبروه … هذا إلهكم وإله موسي !!

رضي لنفسه واكتفي بمنصب كاهن الإله العجل الذي صنعه بيديه كي يتلقي عند عتبته الهدايا و تذبح له القرابين !

لكل زمان سامريوه الذين يمررون ويهيئون كل ما يريد الحاكم أن يقبله الرعية و يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ ، ويروون عنه الحكايات والإنجازات والأساطير.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى