fbpx
أهم الأخبارتقارير وحوارات

من هو يوشينوري أوسومي الحائز على نوبل في الطب هذا العام وبحثه في «التدمير الذاتي» للخلايا (تقرير)

إعداد: محمود محمد علي
حصل العالم الياباني يوشينوري أوسومي على جائزة نوبل في الطب لعام 2016، تقديرا لإسهامه في مجال التعرف على كيفية تكسير وإعادة إنتاج مكونات الخلايا داخل الجسم، وهي النظرية التي تعرف بـ”التدمير الذاتي للخلايا”.

وتمكن أوسومي من تحديد الجين المسؤول عن تنظيم عملية “الالتهام الذاتي” للخلايا وهو مصطلح طبي حديث يعبر عن التهام الخلايا الدهون والأجزاء التالفة وتحويلها إلى مواد عضوية وإصلاح التلف.

ويُعد عمل أوسومي شديد الأهمية للتعرف على المشاكل الجسدية التي تسبب عددا من الأمراض الغامضة مثل السرطان وباركنسون.

الالتهام الذاتي للخلايا

وقد لا يبدو تدمير الجسم لخلاياه أمرا جيدا، لكن “الالتهام الذاتي” هو عملية طبيعة تستخدمها الأجسام للدفاع عن نفسها والبقاء على قيد الحياة.

وتسمح هذه العملية بمواجهة الجوع والتصدي للبكتريا الغازية والفيروسات على سبيل المثال، بالإضافة إلى التخلص من الخلايا التالفة القديمة لتكوين خلايا جديدة.

ويسبب الخلل في عملية “الالتهام الذاتي” العديد من الأمراض في سن الشيخوخة من بينها الخرف.

وتُجرى أبحاث في الوقت الحالي لتطوير عقاقير يمكنها استهداف “الالتهام الذاتي” في أمراض عديدة بينها السرطان.

ومصطلح “الالتهام الذاتي” هو مصطلح معروف منذ أكثر من 50 عاما، لكن لم تحدث طفرة في فهم أسرار هذه العملية إلا بعد أن بدأ الدكتور أوسومي أبحاثه وتجاربه بشأنها من خلال خميرة الخبز في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

من هو يوشينوري أسومي

ويوشينوري اوسومي، هو عالم بيولوجيا ياباني متخصص في آليات الالتهام الذاتي لدى الخلية، وهو بروفيسور في مركز الأبحاث التابع لمعهد طوكيو للتكنولوجيا.

حاصل على جائزة كيوتو للعلوم الأساسية Kyoto Prizeفي عام 2012، وجائزة نوبل لعام 2016 لعلم الفيزيولوجيا (الطب) لاكتشافه آليات الالتهام الذاتي في الخليّة.

وُلد يوشينوري أوسومي عام 1945 في مدينة فوكوكا Fukuoka في اليابان. حصل على شهادة تخرّج في العلوم سنة 1967 وشهادة تخصّص في العلوم (تعادل الماجستير) سنة 1974 من جامعة طوكيو في اليابان University of Tokyo . وفي الأعوام 1974-1977 كان طالب دكتوراه في جامعة روكفيللر في نيويورك Rockfeller University in New York.

عاد إلى جامعة طوكيو في عام 1977 ليعمل كمساعد في البحوث العلمية؛ عُيّن مُحاضراً في نفس الجامعة عام 1986، وتمت ترقيته إلى بروفيسور مشارك 1988.

في عام 1996 انتقل إلى المعهد الوطني لأساسيات البيولوجيا في مدينة أوكازاكي باليابان (the National Institute for Basic Biology in Okazaki City). حيث عُين بروفيسوراً. من 2004 إلى 2009 كان أيضًا بروفيسوراً في جامعة الدراسات العليا في هاياما باليابان (Graduate University for Advanced Studies).

في عام 2009 شغل ثلاثة مناصب علمية راقية حيث تم منحه منصب بروفيسور فخري في المعهد الوطني للبيولوجيا الأساسية، وكان بروفيسوراً في جامعة الدراسات العليا للدراسات المتقدمة، وشغل أيضاً مقعد بروفيسور في منظمة البحوث العلمية المتقدمة في معهد البحوث المتّحدة في طوكيو.

واستمر بعمله حتى بعد تقاعده عام 2014، فلا يزال بروفيسور في معهد البحوث المبتكرة التابع لمعهد طوكيو للتكنولوجيا حتى الآن بالإضافة إلى كونه رئيس وحدة بحوث بيولوجيا الخلية في المعهد نفسه.

أما اليوم وفي الثالث من أكتوبر من عام 2016 فاز بجائزة نوبل للفيزيولوجيا (الطب) على اكتشافه لآليات الالتهام الذاتي في الخلايا.

الجوائز التي حصل عليها

جائزة Fujihara، مؤسسة Fujihara للعلوم في اليابان (2005)

جائزة اليابان الأكاديمية العلميّة، أكاديمية اليابان (2006)

جائزة أساهي، معهد أساهي الياباني للبيولوجيا (2009)

جائزة كيوتو في العلوم الأساسية (2012)

جائزة المؤسسة الدولية العلمية (جايردنر) (2015)

الجائزة العالمية للبيولوجيا (2015)

جائزة كيو في العلوم الطبية (2015)

جائزة روزنستيل (2015)

جائزة ايلي في العلوم الطبية الحيوية (2016)

جائزة نوبل للفيزيولوجيا/الطب (2016)

لدى يوشينوري اوسومي ستة أبحاث علمية مُحكمة أشهرها بحثه العلمي الذي نشره في الصحيفة العلمية: صحيفة البيولوجيا الكيميائية The Journal of biological chemistry

والذي نال عنه جائزة نوبل في الفيزيولوجيا (الطب) لعام 2016 .

أسومي يكشف “سر الحياة”

وأعرب الدكتور أسومي عن دهشته لحصوله على الجائزة، لكنه اعتبر منحه الجائزة “شرفا كبيرا”، حسبما ذكرت تقارير.

وفي تصريح أدلى به لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “ان اتش كيه”، قال أوسومي إن الجسم البشري “يكرر دائما عملية التحلل الذاتي، وهناك توازن جيد بين عملية تكوين الخلايا والتحلل. وهذا هو سر الحياة.”

وأعرب البروفيسور ديفيد روبنشتاين الخبير في “الالتهام الذاتي” في جامعة كامبريدج عن سعادته بالتقدير الذي نالته الإسهامات المهمة للدكتور أوسومي في هذا المجال.

وقال إن “بحثه الرائد على الخميرة أدى إلى اكتشاف جينات رئيسية وعمليات بيولوجية كيميائية أساسية وضرورية لعملية الالتهام الذاتي”.

وأضاف: “كون عملية الالتهام الذاتية تستمر على نفس حالتها من الخميرة للإنسان، فإن اكتشافاته (أوسومي) المختبرية وفرت أيضا أدوات مهمة للعديد من المختبرات للمساعدة في الفهم الجيد للأدوار المهمة للالتهام الذاتي في عمليات فيسيولوجية وأخرى متعلقة بالأمراض.”

وأوضح: “تشمل هذه الأمراض المعدية وأمراض السرطان، والعديد من الأمراض العصبية مثل مرض هنتنغتون وأشكال من مرض باركنسون. وفي الواقع، فإن المعالجة الجيدة لعملية الالتهام الذاتي قد توفر استراتيجية رئيسية لمعالجة بعض هذه الحالات.”

ورُشح لجائزة نوبل للطب أكثر من 270 عالما، وُتعد أولى جوائز نوبل التي يُعلن عنها سنويا، وتبلغ قيمتها حاليا ثمانية ملايين كورونا سويدية، تعادل نحو 930 ألف دولار. وتُمنح الجوائز التي تُقدم في مجالات العلوم والأدب والسلام منذ عام 1901 بناء على وصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى