أهم الأخبارمنتدي الدكاترة
د. أسامة حمدي يكتب: ١٠ ثمرات من حصاد العلم في ٢٠٢٥ في مجال السكر
كان عام ٢٠٢٥ عامًا مليئًا بالإنجازات العلمية الكبيرة في مجال السكر والتي ستغير -بلا شك- في مستقبل علاج هذا المرض في القريب العاجل، لذا رأيت أن أشاركهم معكم:
١- نشرنا أول ورقة علمية عن الطرق المختلفة للتعافي من مرض السكر من النوع الثاني في سنواته الخمس الأولى Diabetes Remission، التي بدأ تطبيقها في كثير من دول العالم، وقريبًا في مصر إن شاء الله. أحد البرامج الناجحة اسمه DROP أو Diabetes Remission Outcome Program من مركز جوزلين بجامعة هارفارد، وما زال نحو ٨٠٪ من مجرّبيه متوقفين تمامًا عن جميع أدوية السكر بعد عامين ونصف العام من تطبيقه، مع استمرار التراكمي لأقل من ٦،٥٪.
٢- نجحت تجارب أدوية جديدة لخفض الوزن، يصل متوسط نزول الوزن في أحدها (ريتاتروتيد Retatrutide ) إلى ٢٨،٥٪، لتماثل أو تزيد على تأثير جراحات خفض الوزن. ومن المنتظر الموافقة عليها في النصف الأول من عام ٢٠٢٦ لتكون متاحة للجميع.
٣- نجحت تجارب أول دواء لخفض الوزن والسكر عن طريق الفم من غير “منشأ بروتيني” non-peptide ، وهذا يعني احتمال إتاحته بثمن رخيص جدًّا لسهولة إنتاجه. الدواء اسمه Orforglipron، ومن المنتظر أن تتم الموافقة عليه في ٢٠٢٦ ليكون متاحًا للجميع حول العالم.
٤- نجحت تجارب إنسولين الاستنشاق للأطفال، وستتم الموافقة عليه للاستخدام في ٢٠٢٦، وكان متاحًا من قبل للكبار فقط. الإنسولين اسمه Afrezza، وطريقة استنشاقه سهلة، وتأثيره مماثل لإنسولين الحقن قصير المفعول، واقل في مرات انخفاضات السكر الحادة وزيادة الوزن.
٥- بدأ استخدام بنكرياس صناعي جديد للنوع الأول من السكر بمميزات مبتكرة، حيث يمكنه ضبط معدل السكر بانتظام ما بين ٨٧-١٥٠، وهو ما لم يكن متاحًا من قبل (كان فقط ١١٠-١٥٠)، كما أنه يضخ الإنسولين بعد الأكل بسرعات متغيرة ولأزمنة متفاوتة، تبعًا لنوعية النشويات في الأكل (فالخبز غير الأرز غير البطاطس)، والجهاز صغير الحجم، ويمكن لصقه على الجلد، أو وضعه في الجيب، واسمه Twiist، ومتاح حتى الآن في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وسأسعى جاهدًا لوصوله لمصر في القريب.
٦- ما زالت الأبحاث السريرية على علاج السكر بالخلايا الجزعية، المخلقة خارج الجسم لتماثل خلايا البنكرياس، تواصل نجاحها. حتى الآن أُعلنت ١٢ حالة، والمستهدف ٣٠ حالة، وقد توقف ١٠ منهم عن الإنسولين تمامًا، ووصل جميعهم الى سكر تراكمي أقل من ٧٪. هذا العلاج المسمى Zimislecel، من شركة Vertex في بوسطن، سيكون أول علاج حقيقي ونهائي لمرض السكر من النوع الأول، ولكنه سيحتاج في مراحل تطبيقه الأولى إلى أدوية مثبطة للمناعة لمنع لفظ الجسم للخلايا، ومن المنتظر الموافقة النهائية عليه قبل عام ٢٠٢٨ لمرضى السكر من النوع الأول المُعتادي انخفاض السكر الحاد، كما ذكرت من قبل.
٧- نجحت دراسات أولية تشير إلى إمكانية زرع خلايا بنكرياس مخلّقة من الخلايا الجزعية، وبدون الحاجة إلى أدوية تثبيط المناعة، وذلك بعد التعديل الجيني لها. ورغم قلة الحالات، فالطريق ما زال طويلًا في الأبحاث، ولكنه مبشر جدًّا لسهولة تطبيقه مستقبلًا دون أعراض جانبية من أدوية تثبيط المناعة.
٨- في بداية العام الحالي استُخدِمَ “سينسور” لقياس السكر يزرع تحت الجلد ويستمر عامًا كاملًا. “السينسور” المسمى Senseonic or Eversense كان يستخدم لمدة ٣ أشهر فقط، ولم يكن بالدقة الكافية، ولكن الجهاز الجديد أكثر دقة، ويستمر لمدة عام كامل قبل تغييره. ومن المنتظر استخدامه مع البنكرياس الصناعي في ٢٠٢٦.
٩- نجحت الأبحاث على ٣ أدوية جديدة لخفض الوزن والسكر بطرق مختلفة، منها دواء جديد عن طريق الفم، ولقد وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الامريكية منذ أيام لعلاج السمنة تحت اسم oral Wegovy، ومن المتوقع تسويقه في الولايات المتحدة في أول يناير ٢٠٢٦ وفي باقي دول العالم خلال ٢٠٢٦، ومتوسط نزول الوزن في عام حوالي ١٣٪. وهذا الدواء هو جرعة أكبر (٢٥ مجم) من مادة السيماجلوتيد Semaglutide الموجودة في دواء أوزيمبك Ozempic ووجوفيWegovy ، والمعروف أنه يوجد حاليًا هذا الدواء بجرعة أقل بكثير تحت اسم ريبالسس Rybelsus لعلاج السكر وحتى جرعة ١٤ مجم.
١٠- تطور كبير في أبحاث استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بمضاعفات السكر، ووضع برامج متكاملة للوقاية منها، وعلاجها، وهو ما يفتح مجالا جديدًا لتطبيق التكنولوجيا في علاج الأمراض بدقة.
مرحبًا بالعلم في أوج مجده، وشكرًا للباحثين الجادين في هذا المجال المهم؛ فالغد بهم أفضل بإذن الله، بفضل علمهم والبحث العلمي الدي يقومون به.
د. أسامة حمدي
أستاذ أمراض السكر بجامعة هارفارد





