الدكتور إسلام يوسف يكتب..علاج المريض فى مصر على حسب مستواه المادى
تتوقف معاناة المريض في مصر وامكانية علاجه على حسب مستواه المادي .. فإذا كان من أصحاب الثراء يمكنه الحصول على أفضل الخدمات الصحية في أكبر المستشفيات في مصر..أما اذا كان من أصحاب الطبقات الدنيا.. فأمامه خياران:
– المستشفيات الحكومية التي تعاني من نقص الامكانيات
او
– المراكز العلاجية الخاصة غير المرخصه (مراكز بير السلم)
منظومة الرقابه على المستشفيات والمراكز الخاصة في مصر ضعيفة حيث يوجد مئات المراكز العلاجيه غير المؤهلة وغير حاصلة على تراخيص، وتنتشر في جميع المحافظات ولا يوجد حصر لها .. تستغل الحاله الماديه للطبيب حديث التخرج (امتياز او تكليف) حيث يعمل الطبيب دون اشراف اخصائي او استشاري .. واخص بالذكر
-الحضانات
-الرعاية المركزة
-وحدات الغسيل الكلوى
-العيادات المسائية والطوارئ
إن استغلال بعض منشآت القطاع الخاص للمرضى بهدف تحقيق المكاسب المادية المرتفعة أصبح واضحاً ولا يحتاج إلى دليل، حيث يطلب الطبيب تحليلًا وآشعة جديدة ومكررة .. حيث تسعى إدارة المركز إلى تحقيق الربح المادي السريع من خلال إعطاء نسبة محددة للطبيب من الربح على الآشعة والتحاليل التي يصرفها للمريض، بهدف تشجيعه على طلب من المزيد من هذه الفحوصات والتي تأتي في الغالب غير ضرورية، وإدارة المركز الطبي تحاسب الطبيب على قلة دخله المادي من التحاليل والآشعة في حال لم يصل للمستوى المحدد له من إدارة المركز وتقوم بإنذاره لزيادة الدخل، وفي حال لم يحقق الطبيب الأرباح المأمولة يتم الاستغناء عنه ويتم جلب طبيب جديد يحقق الأرباح التي تطلبها إدارة المركز الطبي.
على الرغم من ضعف الخدمات المقدمة إلا أن هذه المنشآت تبحث عن الربح المادي قبل تقديم خدمة العلاج المناسبة، وللأسف منشآت القطاع الخاص لديها أخطاء طبية كثيرة وفادحة سواء بالتشخيص أو العلاج.
ومن وجهة نظري عن قيام بعض الأطباء باستنزاف جيوب المرضى وطلب تحاليل وآشعة غير ضرورية بهدف الكسب المادي يعتبر حالات فردية قليلة وهي موجودة وليست ظاهرة، وهي ترجع في المقام الأول لذمة وضمير الطبيب المعالج والذي يسعى لتحقيق المال مستغلًا حاجة المريض ورغبته في الشفاء.
أتمنى أن يتم تكثيف الرقابة الطبية من الجهات الرقابية على المنشآت الطبية، والتدقيق في ما يطلب من المريض من تحاليل وآشعة للحد من هذه التجاوزات المرفوضة والتي تخالف قيم ومبادئ المهنة السامية.
وفي النهايه لابد من تعزيز الوعي الصحي لدى المريض، ليعرف أهمية التحاليل والآشعة، بحيث يستطيع المريض مناقشة الطبيب عن أهمية التحاليل والفحوصات التي ينوي القيام بها، وكذلك تفعيل دور الرعاية الأولية، وأطباء الأسرة بحيث يكون لهم دور أكثر من غيرهم في تحديد التحاليل اللازمة للمريض وتحويله إلى المنشآت الطبية والأطباء المختصين عند حاجة المريض لذلك.
الدكتور إسلام يوسف جمعة
طبيب باطنة وأحد مؤسسي حملة “عشان لوجه مايتفاجئش”